الطيب برير يوسف : كانُـوا هُــناكْ





كانُوا هُناكْ



كُلُّ الّذين عرفتهم



كانوا هناك



حيث الخريطة



طفّـــفوا مقياسها



أدباً تشدُّ إزارها



و تنوحُ في صبرٍ



عساكْ



رفعتْ حجارتها



بنقشِ الإرثِ



سودنةُ اللّــسانِ



أكنتَ تفهمُ ما يُقالُ



لعلّك المسئولُ عن هذا



و ذاكْ



حيثُ الزّمان بمنتهاكَ



يــدّبُ في البدءِ العقيمِ



يُســرّبُ التّخديرَ



يُعشيها رؤاكْ



كانوا هناكْ



دخلوا ..



عرايا من وجودكَ



برهـــةً



خرجوا ..



بعري الشّعرِ



و الأنغامِ



غـــنّوا عن هـواكْ



قالوا : ملاكْ



هو ما يقالُ هنا



أطروحةً عبثتْ بشئٍ في حقيبتنا



توازى صوتــنا



والصّوتُ صوتٌ من خليلك



في دماكْ



حــقٌّ هو الصّوتُ الذي



أفضى إلى لغةٍ



تُــعلّمُ حرفها



وطئَ السّماكْ



حــقٌّ هو الصّوت الذي جهراً



يغنّي جرحنا الدّامي



يصوغ الشّعر تاجاً



من أساكْ



إنّي أعيذك



بالتي ندهتك للرؤيا



بحسن بصيرةِ الإحساس



تأخذ من ضياكْ



إذْ كيف يطربك الغنــاءُ الفــجُّ



تدري إنهم



في غير يوم الصّيد –



يلقون الشباكْ



كُلٌّ يغــيّرُ وجهه



حسب الضّرورة



قد يبيض – إذا أردتَ - بغارك المهجور



ينسج خيطه



والقصد – إن حدّثتكم –



شئٌ سواكْ



ها يا الـ( هناكْ)



الضّوءُ بعضٌ من علاجكِ



فاقترحْ شيئاً



يوارى سوءةَ المرآةِ



حين استبطنتْ شبح الهلاكْ



ما عاد في المرآة ضوءٌ



يُكسبُ الأبصارَ



عافية التّــروي



يَمنحُ الإشكالَ



فضَّ الإشتباكْ



فاشــدُدْ على قَلبي



أيا ..



تربتْ يداكْ



العمرُ أقصرُ من حنينٍ



جاذبَ الإحساس



في معني فِداكْ



إرثــاً أصُـونُكَ



لستُ أبدؤُ من بكاءٍ



غير أنّي



أقتفي رسْــماً



تُعــمّقهُ خُـــطاكْ



إنّ النِّـــطافَ



- إذا علمتَ -



تُــغيّرُ الجيناتِ



حسبَ المُقتضَى



من حَدْسِ مَخـبُوءِ العِـراكْ




View sudan's Full Portfolio