زمن المخبرين

من ذاكرة ايام البؤس والشقاء والموت

زمن المخبرين



قما قيمة الانسان في العراق

سؤال يتبادر الى الذهن

هل كتب على من يولد على ارض الرافدين ان يكون عرضة للبطش والتدمير في كل زمان ومكان

كم هو ماساوي ان ينعرض الانسان الى الظلنم والقهر بلا سبب

عاش بين ربوع جبال كوردستان دهرا من عمرة كانت تلك المناطق تشهد اضطهادا وقهرا ضد قوميتة

كما كلانت عرضىة لصراع بين الجيش العراقي والجيش الايراني

اجحس انة لم يعد قادرا على البقاء في هذة الارض لقد ضاقت علية الارض بما رحبت

عزم امرة على ان يترك البلاد الى غيررجعة اتجة بين دروب الجبال الوعرة والخطرة حتى اصبح خارج تلك الارض متجها شمالا

ليبحث ن ارض تقبلة ولا ترفضة ارض ينتم اليها فعلا لا قولا

ارض لا يحس فيها بالتفرقة بين هذا وذاك على اسس اثنية

ارض تنصهر فيها الاثنيات في بوتقة الحياة

استقر بة الحال في احدى بقاع اللله الواسعة

ولكن ماذا عن اقاربة

في زمن الجلاوزة والطغاة والعسس والمخبرين والوشاة

في بلاد الخوف وارض السجون

طرق العسس في ليلة مقمرة ولمكن قمرها كان خجلا مما يفعلة البغاة

تم مداهمة بيوت اقاربة الذين حتى لا علم لهم بما فكر وقرر ونفذ

تحت التهديد والوعيد ادخلوهم في سيارات الامن بعدما عصبت عيونهم كانهم مجرمون قتلة وادعوهم باحدى غرف الامن

اما النساء والاطفال الذين لا ذنب لهم فقد كان ينتظرهم مصير اخر وقد اعدة لهم الجلاوزة ان يموتوا جوعا وعطشا وتعبا

فقد وضعوهم في شاحنة يحرسها ابطال الامن ورمو ا بهم كما ترمى ( القذارة ) على جبل بيرسي في منطقة عقرة في صيف عام 1985

نساء واطفال يوضعون في ذلك المكان الخطر الموحش بلا طعام او شراب

ساعات وساعات سارت تلك القافلة على اقدامها حتى كاد الموت ان ينال منهم ولكن عين الله كانت لهم بالمرصاد  

واراد الله تعالى ان لا ينفذ ما خطط لة الطغاة فقد وصلوا بعد ساعات طويلة الى احدى القرى على سفح ذلك الجبل

استقلتهم القرية بصدر رحب وقدمت لهم الماكل والمشرب والماوى

بعد ان عرفوا قصتهم وما وقع لهم من ظلم

ايام قضوها بين كرم اهل تلك القرية رغم الخوف من ان يعلم احد مخبري الامن بذلك فيتم ابادة القرية باكملها لانها اوت هؤلاء لنسوة والاطفال الذين لاحول لهم ولا قوة بعد مدة

عرض عيهم البعض ان يذهبوا بهم الى ايران للحفاظ عليهم من الجلاوزة

ولكن كيف يتركوا الارض التي ولدوا فيها وشربوا من ماءها

وتنفسوا نسماتها

ارض العراق بكل ما تحملة اليهم من خوف وموت وتشرد في ظلامات الليل

كما انهم ما الوا يجهلون مصير رجالهم وشبابهم الذين كبلتهم اغلال وقيود العسس في تلك الليلة التي خجل قمرها

كما وانهم كانوا قد سمعوا بما يعانية الهاربون والفارون من الظلم والطاغوت الى ارض الجوار من عزل وقمع وذل

ففضلوا ان يبقوا في بلادهم وكانت تلك النسوة قد احسوا  ان اهل القرية يخافون ان يعرف المخبرون انهم ياؤون هؤلاء النسوة والاطفال

لذا طلبوا منهم ان يدلوهمعلى طريق يوصلهم الى اقارب لهم في احدى المناطق حيث يوجد مجمع سكني

طريق يكون بعيدا عن عيون العسس والمخبرين مهما كان وعرا وخطرا

قضوا اياما وليالي وهم يهيمون على وجوههم بعدما زودهم اهل القرية الخيرين بالطعام والشراب وبعض ما يحتاجون الية في الطريق

ووصفوا لهم الطريق

ساروا في تلك الطريق التي تعرف (بطرق التهريب ) حتى اعياهم التعب والجوع بعدما نفذ ما عندهم من طعام

حتى وصلوا الى المجمع السكني من تلك المجمعات التي هى اشبة بالسجون في منطقة ميركا سور

وبقوا لفترة خارج المنطقة حتى تمكنوا من اخبار اقاربهم بالامر وتتبروا الامر وادخلوه الى المجمع في غفلة العسس والمخبرين

وتوزعوا على عدد دور

كان كل ما تعرضوا لة من تعب وجهد وخوف لا يقدر بخوفهم وقلقهم على من بقوا في السجن ولا يعرف مصيرهم

تمنكوا بعد جهد وتعب وبالتعاون مع اقاربهم ان يعلموا ان الرجال ما زالوا احياء في سجن التسفيرات وان الزيارة ممنوعة عنهم ولا يوجد حكم صادر ضدهم وان سجنهم هو عملية احتجاز

في المقابل كان المسجونون لا يعرفون مصير نساءهم واطفالهم كانت تمر الايام والليالي ثقيلة ومظلمة عليهم

في غياهب سجن التسفيرات بالموصل

في يوم وبعد مرور اشهر على اعتقالهم وحجزهم بلا تهمة ول اليهم خبر ورسالة من عوائلهم وبشكل سري  عن طريق عائلة احد المسجونين الذين تمنكنت عوائلهم من التعرف عليهم وعلموا منها انهم بخير ومكان تواجدهم

وبما انهم اصبحوا في عرف النظام من المغضوب عليهم فقد كانت الزيارة ممنوعة

ولكي يطمئنوا اكثر اتفقوا ان تسجل احدى الزائرات باسم سجين اخر وتم اللقاء بعد تلك الاشهر العجاف

في اول مرة يلتقون بعد تلك الاشهر المظلمة كانت الدموع هى اللغة الناطقة وعبرت عن ما في النفوس من حزن والم خير تعبير

بعدها بفترة تم الافراج عنهم ولكن اصبحوا تحت المراقبة

ذهبوا الى ذلك المجمع وعادوا بنساءهم واطفالهم الى المدينة

ولكن عيون العسس والمخبرين كانت لهم بالمرصاد ولم يدعوهم ينسون تلك الايام المظلمة التي مرت بهم كل عدة ايام يتم استدعاء احدهم لبعض الوقت الى مديرية الامن لتحقيق معة بنفس الاسطوانة المشروخة ثم يفرج عنة

اذا جاءهم زائر تكون عيون المخبرين لهم بالمرصاد وعليهم ان يبلغوا رجال الامن عند استدعاء احدهم من الزائر وما هى صلتة بهم

لقد كان بيتهم مفتوحا ولا يغلق في وجة طارق يرحبون بالقادم ويكرمون وفادتة ويضيفون على احس ما يكون

في يوم علموا ان امرا باعتقالهم قد صدر تمكنوا من ان يختفوا عند بعض المعارف والاصدقاء

بعد ايام ذهب وسطاء من الخيرين الى مدير الامن

وقالوا لة ان هؤلاء اناس لا دخل لهم باي شئ ويريدون ان يعيشوا بلامنغصات

اجاب الرجل انة يعرف ذلك وسيتركهم في حالهم ولكن بشرط ان لا يستقبلوا احد في بيتهم يغلقوا بابهم في وجة الضيوف

وقال ان هناك من يدخل بيتهم وياكل ويشرب ثم يكتب التقارير عنهم

الى أي درك وصل البعض الخوف او التملق ان يكتب الانسان عن من قدم لة الطعام والشراب وادخلة بيتة

ولكنها كانت حالات فردية  حيث يقوم رجال الامن بتجنيد بعض من باعوا انفسهم وضمائرهم لمثل هذة الاعمال القذرة والخسيسة

اغلقوا بابهم في وجة الاخرين حتى اقاربهم لم يعودوا يزورهم واذا جائء اليهم ضيف من خارج المدينة كانوا ياخذوا الى بيت احد معارفهم

لتمضي السنون على هذا المنوال

حتى ان من تعرضوا للاذى بسببة لاقى وجة ربة في بلاد الغربة ولكن الامر بقى ولم يتغير شئ

ولانهم اصبحوا في عرف النظام من الخطرين والمشكوك في ولائهم وبقوا تحت المراقبة وعيون العسس والمخبرين

حتى هوى الصنم في ذلك الصباح الربيعي

------------

@ هذة قصة حقيقية نقلنها كما ذكرها لنا احد من عاشوها

علي الطائي

6/9/20060

View alihseen's Full Portfolio