عمر الفرّا: هؤلاء رجال الله..

كذا صار الدم العربي سكيناً وذباحا..



وصار الشعر بعد الصمت في الساحات صداحا‏



كذا صرنا ولن نبقى إذا كنا تناسينا جهاد الحق والإيمان.‏



وأن الشعب رغم الذل..رغم القهر..‏



يرفع راية العصيان..يصمم أخذها غصباً..ويأخذها‏



كذا فعلت رجال الله يوم الفتح في لبنان..‏



جنوبي الهوى قلبي-وما أحلاه أن يغدو هوى قلبي جنوبيا- هنا حطت رحاؤلنا..تعال اخلع..وقد أرجوك أن تركع تعال اخلع نعالك..إننا نمشي على أرضٍ مقدسة فلو أسطيع أعبرها على رمشي..‏



هنا سُلبوا, هنا صلبوا, هنا رقدوا, هنا سجدوا, هنا قُصفوا, هنا وقفوا,هنا رغبوا, هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء‏



قبل رحيلهم كتبوا كتابات بلا عنوان.. ستقرأ في مدارسنا..رجال الله يوم الفتح في لبنان‏



لأن الشعب كان هناك يرفض فكرة الإذعان..‏



لأن جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد للأوطان..‏



لأن الأرض مطلبهم ونور الحق مركبهم, تجرد من بقيتهم رجال آمنوا..قرؤوا (إذا جاء)(1)‏



رجال عاهدوا صدقوا..وقد شاؤوا كما شاء صفاء النفس وحدهم..فجلّ حديثهم صمت, وبعض الصمت إيماء َ..‏



إذا هبوا كإعصار فلا يبقي ولايذرُ..‏



لهم في الموت فلسفة, فلا يخشونه أبدا, بذا أُمروا..لأجل بلادهم رفعوا لواء النصر..فانتصروا..‏



جنوبيون يعرفهم تراب الأرض, ملح الأرض, عطر منابع الريحان..‏



جنوبيون يعرفهم سناء البرق, غيث المزَن, سحر شقائق النعمان..‏



نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..وبوح الماء للغدران‏



وقد عرفوا طيور الحب, فك السيف, شعر الفرس والإغريق والفينيق والرومان..‏



لهم علم ومعرفة بمن سادوا..ومن بادوا..وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان..‏



جنوبيون كان الله يعرفهم, وكان الله قائدهم وآمرهم, لذا كانوا بكل تواضعٍ..كانوا رجال الله يوم الفتح في لبنان..‏



(1) بداية قوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح).‏


View tariqasrawi's Full Portfolio