محمد عبدالحي : النشيد الخامس : الصــــــبح





النشيد الخامس







الصــــــبح







مرحى! تطلُّ الشمسُ هذا الصبحَ من أفق القبولْ



لغةً على جسد المياهِ ،



ووهجَ مصباحٍ من البلُّورِ فى ليل الجذورِ ،



وبعضَ إيماءٍ ورمزٍ مستحيلْ.







اليومَ يا سنّار أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من العشب الطفيلىِّ



الذى يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ البريقِ.







اليومَ أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من الرّعب المخمَّر فى شرايينى.



ومافيها من الفرح العميقِ.







اليومَ أقْبَلُ فيكِ كلَّ الوحلِ واللّهب المقدَّس فى دمائكِ ، فى دمائي.



أحنو على الرَّملَ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الغنيّة بالتدفق والنماء.







وأقولُ: يا شمسَ القبولِ توهّجى فى القلبِ



صفيِّنى ، وصفِّى من غبارٍ داكنٍ



لغتى ، غنائى.







سنَّارُ



تسفَر فى



نقاءِ الصحو ، جرحاً



أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً



فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً



كتـــابْ







رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ.



البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء فى فوضى العبابْ.



البحرُ؟ إنّ البحر فينا خضرة’’ ،



حلم’’ ، هيولى ،







شجراً ارى ، وأرى القوارب فوق ماء النّهرِ



والزرّاع فى الوادى ، وأعراساً تقامُ ، ومأتماً فى الحىِّ ،



والأطفال فى الساحات ، والارواح فى ظلَّ الشجيرةِ



فى الظهيرةِ حين يبتدىُْ الحديث برنّه اللغة القديمةْ.











الشمس تسبح فى نقاء حضورها ، وعلى غصونِ القلب عائلةُ الطيّورِ،



ولمعةُُ سحرية’’ فى الريحِ ، والأشياء تبحر فى قداستها الحميمةْ.







وتموج فى دعةٍ ، فلا شىءُُ نشازُُ كلُّ شىءٍ مقطعُ ، وإشارةُُ



تمتد من وترٍ إلى وترٍ ، على قيثارة الأرض العظيمةْ.

View sudan's Full Portfolio
tags: