الطيب برير يوسف : مرايا ... تمتصُّ صُـورَتها





(1)



تواطُؤ



...



هذا الضّوءُ ..



قنوعٌ جدّاً



يرسم ظــلاً ..



إن لم يجدِ المفتاحْ



هذا الــلّيل ..



كسولٌ حقــاً



لا يصحو



إلا في كلّ صباحْ



(2)



حُـــزن



...



تعِبَ الضّـــوءُ



فاسترخى قليلاً



ثُــمّ نامْ



لكنّما الظـــلُّ



كئيــباً ..



راح يبحثُ عن وجودٍ



في الظّـــــلامْ



(3)



إذن



...



إنْ يكن للضّـــــوءِ



صـــوتٌ



ضالعٌ في حكايات الصّــــراعْ



فالــنّوافذ سوف تفتـــح



عندما ..



تأتي الرياح



على مطايا



من شـــــعاعْ



(4)



نَـــومْ



...



هذا المــطرُ اللّـــــيليُ ..



جميلٌ ،



يغسل ..



يغسل كلّ الجُدران



لكنّ الأرضَ



تنوءُ



بنوم الشجر العريــــانْ



(5)



إيْقــــــاظْ



...



هذا المعولُ



يحفرُ



كىْ يدفن ميــْـتاً



و يوارى كلّ الأشيــــاءْ



لكن بالأحرى ..



يُوقظُ بعض ترابٍ



يحفظُ ذاكرة الإحــــــياءْ



(6)



نُـــمُو



...



في هـــدوءْ



دونَ إعلانٍ وضجيجٍ ..



قد توارت في الترابْ



كان بعضُ الماء يكفى



فاستقامتْ ..



واستطالتْ ..



في النُّمُــــــوْ



صمتها ..



قد شــقّ للإيراق بابْ



وتباهى في السّمـــــوْ



(7)



خَيـــْــبَه



...



كلّ الحزن إليـكْ



بعض الفرح نــــواحٌ



دمعٌ شاكس عينــيكْ



لا مهربَ



حتّى الصمتَ ..



ضجيجٌ



غطّى باحة أذنيكْ



الخيبةُ ..



أن يُحسبَ هذا العمرُ ..



عليكْ



(8)



هَـــدْم



...



حُلمك أن تبنى بيتـــاً



من لَبِــنٍ ..



وتعيشُ سلاماً



و وئامْ



ضــدّكُ يستأجر أضغاثــاً



تهدمُ فيك الأحلامْ



نَـــمْ ..



في نومكَ



و احلمْ



ما أقسى أن تشتجر الأحلامْ



(9)



عَــزْف



...



هل تنــوي أن ..



تعزفَ منفــــرداً



هذى مأساةُ العومِ مع الطُّــــوفانْ



المسرحُ باعَ مقاعدهُ



واستأجر نصفَ لسانْ



إن كنتَ مصــرّاً ..



فلتبحثْ عن قلبٍ ..



مفتوحِ الآذانْ



(10)



وَجَــــــلْ



...



أُعـــدُّ ما استطعتُ



من لوازمِ اتّقـاءِ ..



ذا الحريقْ



وأرقبُ السّـــــماءَ



خائــفاً



أن تعــودَ شمسُها



من أواسطِ الطّـــــريقْ




View sudan's Full Portfolio