مصطفي سند : الكمنجات الضائعة

الكمنجات الضائعة





وطرحت قوس َ كمنجتى جسراً ببحرِ الليل



ثم هويت للقاعِ



متورم العينين تنبضُ عبرَ أسماعِى



طبولُ العالم الهدّار : لا تأسى لمن فاتوا



فبعض مساكنٍ تبقَى وبعض مساكنٍ تنأى



فتُدنيها المسافاتُ



تعلّم وحدك التحديقَ نحو الشمسِ والمقلِ النحاسية



مرايا تخطف الأبصارَ لكن ليلنا الصاحى



وشرفتَنَا المسائية



على عينيك ، فوق رموشك التَعبْى ستارات’’ ستاراتُ



يضوعُ بنفسجُ الرؤيا وتخضرُّ النجيمات



بكلّ أناقة الدنيا ،



تمدّك بالظلالِ الزرقِ بالنغمِ الذى يهتزّ فى الريح



بدندنة الأراجيح



بساعاتٍ يظلّ الشعر يلهث فى مراكِضها ويطويها



ويكسب روحَه فيها



ويحلب قلبَه المطعونَ فوق دروبِها العطشى ليرويها



***



وأهتف أيها المنثال كالأمطارِ أين زمان تلقانا



بساح الجمرِ نحرق فى سبيلك سوسنات العمر



نصرع ، ثم تأبان



لعلك يا عذاب الليل كننت تزورنا كرهاً



وترحل قبل أن تأتى



ونحن نمزّق الأعصاب ، نسمع دمدمات الوحى



خلف ستائر الصمتِ



ونرقب ساحة الميلاد ، برق خلاصنا



المرصود بين الآه والآه



تفرع أيها المنقاد وجهك فى دروب الأمس



كان الآمر الناهى



أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا



ولفّتنى المتاهاتُ



سقيت الناس من قلبى ، حصاد العمر ،



ذوب عروقى الولهى .. باكواب من النورِ



أقبل كل من ألقى على الطرقات ،



من فرحى وألثم أعين الدورِ



كمنجاتى التى ضاعت تردد صوتها



المخمور يهدر فى بحار الليل ، يهدر كالنوافيرِ



****



لَــــــــنْ







-1-



لمحتُ فى نافذِة البصيرهْ....



مدينةً من مرمرٍ



وقُبَّةً صغيرهْ..



وشاهدينِ فوق خُضرةِ الأشياءْ..



يُغنّيانِ للنجوم ِ والسماءْ..



-2-



عرفتُ أنّنى مطارد’’



فقلتُ : لنْ..



أ[يعَ سوسنَ الحروفِ للجرادِ



أو أتوهَ عن مداخلي ..لدارِ مَنْ..؟



أساىَ أنتِ



يا شهيدةَ العينينِ



عبر شفرةِ الجحيمْ..



سألتُ عنكِ



أنت لا سواكِ



قيلَ سافرتْ مع السّديمْ..



وضيَّعت مفتاحها .. وبابَهَا .. وعطرَها القديْم..



فهلْ تبيعُ..؟



قلتُ: لنْ..



الموتُ فى خُطاىَ والربيعُ والزَّمنْ..



ومن تشرُّدي سأدفعُ الثّمنْ..



-3-



براءة’’...



وهبّ حارسُ الجحيمِ



يُعلنُ النهايةً السوداء: مَحْكمَهْ..



يا رحمةَ السماءْ..



تنزَّلى



فهذه التي تنامُ فى بريدِ الخوف ِ والدماءْ



ستجعلْ النضالَ ملحَمهْ..





****





ســــــتـــون







قُبلة’’



أو قبلتانِ



وقبلة’ة أخرى وأعبُر



- هل توقَّف آخرُ الأضيافِ-



أم صلَّتْ بعينيهِ الرياحُ وضاعَ في الدرب القديم..؟



قُبلة’’



أو قبلتانِ علي جبينِكَ



أو علي شفةِ النَهارِ المستجيرِ بنورِ وجهكَ



قبلة’’ أخرى على ورق الجحيمْ..



ستونَ..



يا بحرُ اتَّقدْ



نَذَر البنفسجُ صدرَهُ للرملِ وانشكّتْ على اللحمِ القيودْ..



ستونَ



أعرفُها .. وأٍرجُ في حرير ِ غنائها عمري



وأنتظرُ الإدانةَ في براءاتِ النشيدْ..



هذى القبيلةُ كان يأتيها البهاءُ مع الصواعقِ



تحتفى بحروفها الخضراء،



تنزف عِشقها وتذوب في وجعِ المساءْ



هذى الطريحةُ في لُهاثِ الريحِ أحملُ شوقَها



وأروحُ أنسجُ من سديمِ بكائها شعري



وأبتكرُ الغناءُ..



ما لي سواكِ خطيئة’’



يا ليتَ هذا البحرَ يُنكرني



فأسرجُ فى مدار الشكَّ أشرعتي



وأحتقبُ التوتَّرَ في بصاراتِ النجوم



إنِّى أصوغُ من الغرابةِ مهرجانَ قصيدتي



وأصوغُ من شمسِ الدماءْ...



قوسين يأتلقانِ في وترِ البصيرةِ



يمهرانِ الغيبَ أزمنةً من الشوقِ المعذَّبِ



فى مساديرِ البكاءْ



***



ماذا أقولُ..؟



وليت لي عيناً بذاتِ الرَّندِ



تعلمُ بعضَ ما صنعَ الجمالْ..



في النّفْس - وقتَ النّفْسِ خالية’ة - وناقوسُ الخيالْ..



يرتدُّ كالنَّفَسِ الذى خَلَعَ الفؤادَ



وكان ذلك صدمةً للريحِ



إذ شنقتْ جدائلُ شعَرِها الزِّنجيّ



أنفاسَ الرجالْ..



أختارُ أن ألأقى الشهادة واقفاً



فالموتُ قنديلً



علي شرفِ البكارة ..مهرجانُ السيفِ محرقتي هنالك



والرمادُ مجاععة’’



والقهرُ يفترسُ الخيالْ..



***



ستونَ..



من شهدَ الحديقة فليقل للطلِّ



-حدُّك ما نبا....



لكنّ في الأرضِ الظّلالُ تهدلتْ بالكْبرِ



والأقواسُ ساجدة’’ ، وأعصابُ الجباهْ



مصلوية’’ فى طاعة التكوين



ترفضُ أن تُطامنَ زهوها للرمِل



تشريعاً علي وحي المياهْ..



ستونَ..



ألْجمتِ الشفاهْ..



الآن ماذا يكتبونَ؟



كرامةُ اللغةِ الجديدةِ أنْ تُعلًّقَ فى رقاب



المنهجِ النبويِّ ثانيةً



وأن تلدَ العقولْ..



صوتاً يلملمُ فضةَ الأسماعِ من هَرَج الصواعقِ



وأنفجارات الفصولْ..



ويُلقَّحُ المطرَ المُقِلَّ نداوةً



من رقةِ التوقيعِ ،



إنَّا قادمون ولا نُفَكِّرُ فى الدخولْ..



والسائرون إلى عيونِكِ يحلمونِ الصبرَ والخيباتِ



يرتشفون في الملهي غمامات الذّهولْ..



ستونَ..



كان العشقُ نازلةً



وكُنّا لا نبيعُ سوي التوجُّعِ في مزاداتِ الكلامْ



ووقفتُ.. هل يقف الذي إلأّ تراكب لؤلؤُ الاجهادِ



في عينيهِ



واحترقتْ علي الصدرِ السهامْ



يا دار ميَّةَ..



لا أُحبُّ الشعرَ منسوباً الي بدرِ التمامْ



ستونَ..



تحمل صندلَ الشمسِ المهيضةِ،



وابترادَ الليلِ في شَفَةِ النهارِ



وشفرةَ البحرِ الأخيرْ..



ستونَ..



تعرفُ ما أُريدُ ، ولستُ أحفلُ بالذى يرتدُّ



من وترِ السعيرْ..



صدرى عليهِ غمامة’’



وأعود منهزما فيحترق السعير..



- يا دارَ مَيَّةَ..



قبلة’’ أخرى على وطنى



وتنبتُ فى مدار العشق أغنيةً.. وينهمرُ الحريرْ



والشمسُ.. والوطنُ الذي كتبتْهُ قافية’’



يُسافرُ في بريدِ العزِّ والأشعارِ



إنساناً الى كلِّ الزمانْ..



يا دار َ ميْةَ..



هاهي الأوراقُ.. والعمرُ المواقفُ



والشطوطُ الخضرُ



والكتبُ القديمةُ



والجسارةُ .. والفصاحةُ .. والبيانْ



من أولِ الإحساس حتي آخر الإحساسِ



تقتربُ المعانى البكرِ صاهلةً



وينفجر الكمانْ




Author's Notes/Comments: 

وينفجر الكمانْ

View sudan's Full Portfolio
lama's picture

please send it to me .. i am waiting ..
thanks

lama