د.مصطفى عوض الكريم : أنا ذاك

السودان الحبيبأُحِبُّكَ يا سُودانُ حُبّاً أَقَلُّهُ  يَعِزُّ على وصف البليغِ ويصعبُ



فلو كنت شمسا فى السماء منيرة  لاصبح منى فى



مدارك كوكب



ولوكنت بدرا كنت حولك هالة  مدى الدهر لا تنأى ولا تتجنب



ولو كنت ثغراً كنتُ فوقك بسمة  تلازمه طول الحياة وتصحب



ولو كنت روحا كنتُ جسما يضُمُهُ  له فى قضاء الله أهل’’ ومرحبُ



ولو كنت عذراء المحاريب لم أزل   بقربك صبّاّ  خاشعاً أترهبُ



ولو كنت رباً لي لما كنتُ عاصياً  إليك بما ترضى به أتقربُ



****



الصفعة الأخيرة



سينحني



سيعلقُ التُّراب والحصا ويمضغُ الحجر



ديجول



سينحني



سيعرفُ الدموعَ والأنين والسهر



فطالما قد نام في أُرجوحةِ البطر



سينحني



فقد تنبَّه القدر



سينحني



ويومها سيعرف الكدر



لانّ شعبنا هو الجديرُ بالحياه



لأننا سنرفع الجباه



ولن نعيش في السّديم ، في القذر



ولن نُهادن الطّغاه



ولن يكون في بلادنا لهم مقر



لاننا انتبهنا من جمودنا ، من النُعاس والخدر



لاننا نريد حقنا السليب



لاننا نريد ان نعز في موطننا الحبيب



لاننا بشر



سينحنى



لاننا سندرك الظفر



وسوف تصبح المسأة يومها أسطورة السمر



وكل جدة تردد الحكاية المثيرة



تقول للعزيزة الصغيرة



بأن سندباد قد نجا من الخطر



وعاد ملء رحله فرائد الدرر



والؤلؤ العجيب والحرير



والصندل الذكي والكافور



والمسك من بلاد نيسابور



وأنه أقام في الصّفاء واستقرّْ



فليس بعد اليوم غُربة’’ ولا سفر



وأن شيخ البحر قد مضى إلى سقر



والرخ قصُّوا ريشة فغاص في قرارة البحر



عزيزتي الصغيره



أتعلمين لم تنّبه القدر؟



لأن شهرزاد لم تعد تقص للصباح



على الأمير شهريار



حديثها المباح ، لكي ينام في السحر



من أجل أن تعيش ليلة جوفاء



وإنما قد بعثت جرائرية عذراء



قوية ، نقية ، كالماسة الصماء



فتية ، عنيدة ، نبيلة



رقيقة ، خجولة ، يدعونها جميلة



أبية ، في قمم الأوراس تحمل السلاح



تجتاح خصم شعبها في حومة الكفاح



جنباً الى جنب مع الثوار



ضراغم الجزائر الأحرار



لتكتب التاريخ في نصاعة السور



****



العاشق المهجور



هل رايت التائه المحتار في جوف الظلام



ضارباً في البيد يرجو طلعة البدر التمام



يطرق السمع فلا يسمع الا صوت  هام



أو صدى رجليه فوق الصخر او صوت الرياح؟



***



هل رأيت العاشق المهجور في شط الجمال



لازم التسهاد حزنا في لياليه الطوال



ثائر الأنفاس باكي العين عربيد الخيال



دائم الأنات دامي القلب نزاف الجراح



***



هل رأيت الثاكل المحزون من فقد الحبيب



صارخ يُملي أساه لليالي في نحيب



عاش بين الأهل لكن في أحاسيس الغريب



يمزحُ الدمع - فيسقي منه- بالماء



***



أنا ذاك التائه المحتار يسرى في دجاه



أنا ذاك العاشق المهجور إذ يرثي هواه



أنا ذاك الثاكل المحزون لا ينسى أساه



في سهادي ورقادي في غدوي ورواحى






Author's Notes/Comments: 

مواليد دلقو كبرى قرى الشمال السودانى فى عام 1923م

بكالريوس الأداب جامعة لندن 1949م

ماجستير جامعة لندن

دكتوارة جامعة لندن 1959م وكانت رسالته للدكتوراة فى الشاعر الأندلسى ابى بكر بن عمار

له ديوان شعر باسم السفبر ..اعدة وقدمه بروفسير مدثر عبد الرحيم

متزوج من الاديبة الراحلة كذلك زينب الفاتح بدوى

View sudan's Full Portfolio