طَلاسِمُ عُمْرٍ لا يَزَالُ أحَاجِياً

Folder: 
فضاء شعري













    

كفى بِكَ ان تَبْقى الفداءَ لزهوِهم

ويبقوْنِ في هذي الحياةِ أمانيا

كفى بك نوراً لا تمسُّ ظِلالُه

تُنَارُ به كلُّ السّدومِ تَوَاليا

فيا لك مزهوّاً تَطَامَنَ زهوُهُ

ويا لك عملاقاً تالّق ثانيا

فانتَ لهمْ مهما يكُن بك – جذوةٌ

تُذيبُ عِظاماً لا تَزَالُ بَوَاليا

وهبْتَ لهم – الا الدموعَ – مكارما

وأُبتَ بهم فيضَ الدموعِ سواقيا

فيا لك من بحرٍ توقّدَ موجُهُ

وفيهِ لهُمْ لو يبتَغونَ الموانيا

كأنك لم تحمُلْ سحائِبَ ظُلمِهم

وما كنتَ فيهم فائِضَ الجنْبِ طاميا

كأنكَ منفىً للغروبِ على المدى

تغيبُ به شمسَ وتغنى كماهيا

تعلمتَ ان تعطي الجِراحَ سكونَها

وعلمتها ان لا تكونَ دواميا

كتبت لهم يحسنون فصاحة

طلاسم عمر لا يزال احاجيا

تضيع به الغايات كل شجونها

وتمسي به كل العيون مآقيا

تضج به سيلاً من الموج طاميا

وتناى به بحرا يضيع الشواطيا

فليلك في عمق المجرة عمره

وانت بها نجم يعاف المراسيا

*   *   *

سنين كذرات السراب تبعثرت

دقائقها عمرا تجهز غاديا

صحبت بها حلم الخميلة والربى

وعدت بها سرب الجراد غوازيا

توهمتها عمرا فشاب ظلامها

وكنت لها ظئرا وكانت افاعيا

تضيع بها صبرا وتنأى بصبرها

فهل انت ترسو؟! بل اخالك طافيا

وكنت بها خلوا من الهم والاسى

ايا واهبا فيض الدموع ماقيا

*   *   *

توهمتها روضا تفوح زهوره

ولو كنت فيها لم تك اليوم لاهيا

رويت بها حلما تداعى اساسه

وما كنت فيها مثلك اليوم راويا

فان يك رضوان الجنان نديمها

فما كان فيها غيرك اليوم رائيا

تداعت بك الايام حتى كانها

شموس تناءت في الفضاء خوابيا

وامست بك الليلات محض تعله

تنوء بحمل في الورى متداعيا

رسمت بها ليلا تناءت نجومه

مجرته تذري الدموع سوافيا

سحائبه افق تبلد نجمه

وقيعانه امست نجوما سواريا

كأن فصول العمر محض دقيقة

تمر بها كل الفصول تواليا

بها لك روح قد تجدد صوعها

باكناف دنيا لا تنيل المراميا

فانت بها صوت تعثر خطوه

تداري بها فرعا من الروح ذاويا

فدمت منارا لا ينوء بفلكها

ودمت بها افقا من النور زاهيا

*   *   *

عظمت ولم تصغر عظائم امرها

وغيرك فيها لا يزال مداجيا

سموت على رمز السمو مكابرا

وغيرك سكران وما زلت صاحيا

تهدهد فيها حلمها وجراحها

شغلت بها دوما وما كنت ساهيا

فطفت بواد لا لعبقر مشرق

تثير به شيطان جنك راقيا

فلا تنثني لما ثنيت ركابها

وفيك عيون لم يزلن روانيا

فصبرا عليهم ان صبرك واحة

وان كان فيهم بعضهم متعاميا

تسائل عنهم كلما غاب كوكب

وتامل ان لا يمنحوك تلاقيا

هؤلاء ونار انت منهم مفيهم

تشظت اوارا حين امست دياجيا

فهل ايقظوا فيك الشموس وظلها؟!

وهل قد سقوك اليوم اذا كنت ظاميا

فانت بها شمس تسير ظلامها

وغيرك امسى في الشمس خافيا





*   *   *


View omar's Full Portfolio
tags: