ثمار لحلم اخر































الإهداء



الى الذين أحبهم

… أهلي

….. أصدقائي



((لصوصية))



لم يكترث كثيرا وهو يقرأ الصحيفة حينما وجد قصّته منشورة باسم محرر الصفحة ، لكنه فوجئ انه لم يكمل مسودتها بعد.



((إطلالة))



اطل عليه طفله الوحيد ببشارة نجاحه في الامتحان… كان منشغلا بترتيب أسباب فشله في عدم نجاح زواجه.



((غرق))

قرر أن يقلع عن التدخين بعدما اطل عليه الطبيب وهو يقول له (( إن بوادر مرض خبيث حلت جسده )) وفيما هو غارق في لجّة أفكاره ؛ استلّ سيجارة من جيب سترته وأشعلها .



((شيزوفرينيا))



كان يركض لاهثا خلف تلك المرأة الحلم ، والشارع مكتظ بالمارة ، وعندما استطاع اللحاق بها وجد نفسه يركض خلف زوجته .



((لعبة النسيان))



لم يكن يعني له النسيان شيئا ، وحين قرر أن يمارس لعبة النسيان ، وجد انه قد نسي نفسه.



((انتظار مريب))



كانت تمسك بسمّاعة الهاتف وهو مكتئب يحاول اجترار الوقت عبثا..القت السمّاعة من يدها ، فوجد نفسه اكثر اكتئابا .



((حالة غير مجتزأة))



كان صوته لا يغادره إلا في منامه .. ذات يوم غادره صوته فتلاشى كيانه تدريجيا .



((ابتسامة بطعم آخر))

كان تمسك بالدمية ، فتلقت صفعة على خدها الأيمن …القت بالدمية أرضا .. ارتسمت دمعة على عين الدمية ، وابتسامة خفيفة على وجهها .



((حلم))



لم تكن تحلم بالابتسامة بقدر ما كانت تحلم أن لا ترى دمعة على وجهها في المرآة .



((إبحار معاكس))



فوجئ صديقه وهو يراه يركض نحو القارب المبحر توّا لكنّه لم يفاجأ لأنه منذ دقيقة واحدة كان ينـزل من نفس القارب .



((نقاش))

احتدم النقاش بينه وبين شريكه فوق سطح البناية ذات الاثني عشر طابقا التي يملكانها… تحوّل إلى معركة بالأيدي طوحت به إلى الأرض وحينما فتح عينيه وجد نفسه ملقى تحت السرير يحدق في الفراغ ، والغصّة لا زالت في حلقه .

((نسيان))

طرق الباب فلم يفتح له أحد ، ركب الحافلة تذكر انّه لا يوجد أحد في البيت والمفتاح لازال في جيبه.



((تنظير))



كتب عنوان قصّته فقط على الورقة البيضاء لانه أدرك أخيرا أن 99% من العمل الإبداعي على المتلقّي .



((كابوس))

استيقظ ولم يرى كابوسه اليومي …فوجده ماثلا أمامه .



((فشل))

لم يذق حلاوة النجاح لانه تعود الفشل ، وكان نجاحه الوحيد في فشله .





((انتفاضة))

كان لابدّ أن يكبح جماح زوجته ، وعندما فعل ذلك وجد نفسه في الشارع .

((صعود))

لم يكن يؤمن بالصعود السريع …وحين آمن بذلك كان صعوده نحو الهاوية .

((التقاء))

كان لابدّ من الفراق بينهما ، وعندما افترقا التقت أفكارهما .



((فوز))

قال لصديقه بنشوة :

لم يكن بيني وبين الأول ألا متسابقين اثنين وهو يدرك تماما أن عدد المتسابقين اربعة.



(( حــظ ))

هو يؤمن ان الحظ لا يأتي الا مرة واحدة، وحين ابتسم له الحظ كانت ابتسامته الاخيرة.



(( اصدقاء))

شعر انه بدأ يفقد اصدقاءه الواحد تلو الاخر .. عاش في حيرة .. اشترى كتاب " كيف تكسب الاصدقاء " … ما ان اتم قراءة الفصل الاخير .. لم يجد من يكلمه !



(( خيــانة))



أراد ان يكتب رواية عنوانها (خيانة) … خانته افكاره فلم يكتب شيئاً .





(( فضول))

يضع انفه في كل ما يراه ، سواء كان يعنيه ام لا يعنيه . قال له أحدهم :

أعطيك عمارة من عمارتي إذا لم تتدخل فيما لا يعنيك .

فقال له : وماذا تفعل بالعمارة الاخرى ؟



(( مسابقة))



الصحيفة بين يديه وفيها نتائج المسابقة الثقافية التي طالما حلم بها - وأعمل جهده وقلمه الى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ليكتب قصيدتها – تنقلت عيناه بين اسماء الفائزين ، ولما لم يجد اسمه حتى بين الجوائز التقديرية منهم ، تملكته دهشة شديدة .

خرج من المقهى متأبطاً صحيفته ليركب الحافلة محاولا تبرير اسباب عدم فوزه ، بقلة اكتراث موزع البريد او رأي لجنة التحكيم .

وصل البيت ، جلس على مكتبه ، فتح درج المكتب ، ضحك كثيرا حينما ادرك ان قصيدة المسابقة تنتظر ان يرسلها لحد الان ...

(( بخـل))



جلسا قبالة بعضهما  في حارتين متجاورتين من المقهى ، التقت نظراتهما .

قال المليونير في سرّه :

مسكين هذا لا يملك شيئا كما تدل هيأته .

فيما بدأ الرجل يحاور نفسه :

مسكين هذا لا يملك شيئا لأنه لم يغير هذا القميص منذ زمن طويل !



(( تحدّي))



الظلام دامس ، أشعل بقايا شمعة … بحث عن نظارته فلم يجدها ، تحدى نفسه ليكتب بدونها وقلم الحبر في يده  . الوقت قارب الرابعة صباحا .. فرغ لتوه من الكتابة .. حمل رزمة اوراقه في الصباح الى اقرب ناشر .. ما إن وضعها على مكتبه حتى غرق الاخير بدهشة غريبة .. الاوراق ما زالت بيضاء ..







(( ليلـــة عرس))



ما إن دخل الغرفة في ليلة زفافه .. تعثرت قدمه … سقط أمامها .. لتقول بملء فيها:

هل أنت أعمى !

لم يمتلك الا ان يجيبها :

أنت طالق !

(( غيــرة))



الغيرة بدأت تدب في اوصالها .. راقبته مدة طويلة .. حاول خداعها مراراً .. طفح الكيل .. عقدت أمرها على قتله .. أغمدت سكينها في صدره ، ليسقط جثة هامدة ..

يسدل الستار وسط تصفيق الجمهور النسوي ..



(( نوم))

قال الطفل لاخته الصغيرة :

لماذا لا تذهبين الى المدرسة ؟

قالت :

لأنني اريد ان أنام !

فأردف قائلاً :

لأنني اريد ان أنام ، فانني اذهب الى المدرسة ..



(( خــرز))



اشتراها المهاجرون الانكليز من الهنود الحمر بمجموعة من الخرز  تعادل اربعة وعشرين دولارا .. انها جزيرة منهاتن اليوم .. بورصة مصائر العالم ..





(( حـب))



" الليلة سوف اجتاز حاجز الصمت لأكلمها عن حبي  " ، قال ..

مرت سنتان ، وأنا أراها ، ولا أستطيع الولوج في عالمها ..

قالت :

الليلة أراه ينظر اليّ نظرة جريئة .. ترى هل علم أن غدا هو موعد زفافي ؟!



(( ثـــأر))



سمع اصواتهم خلف الباب – أخوة القتيل - !

تسوّر الجدار .. لمح انصاف وجوههم المكفهرة ..

صوت اطلاقة لا يزال دويها الى الان ..



(( شـــــهرة))



نفدت الـ (5000) نسخة من مجموعته الشعرية بطبعتها الاولى ، في حين لم يبع الا عشر نسخ من المجموعة ذاتها بطبعتها الثانية .. لأن النسخ الاولى وزعت مجاناً ..



(( خــوف))



يخشى دائما عبور الشارع المتخم بالسيارات المسرعة .. وما ان اجتازه ، حتى تنفس الصعداء  ليرى لافتة باسم الطبيب الذي يقصده في الجانب الذي عبره تواً ..

ابداع

اراد ان يثبت للجميع انه الافضل ابداعا بينهم ، فتارة تراه يكتب بالرومانسية ، واخرى يكتب حداثويا او بنيويا .. اخيرا سمع بالكتابة الرقمية .. فبادرهم :

أنا افضل من يكتب رقميا ..

(( مـــوت))

جاب القرى والمدن .. الوهاد والجبال .. بحثا عن قرية او مدينة لا يزورها الموت  .. وأخيرا وجدها .. سأل :

أتعرفون الموت ؟  قالوا :

وما هو ؟  قال :

أين يذهب شيوخكم ؟  قالوا :

يناديهم هاتف من الجبل ، فما نعود نراهم ..

همهم مع نفسه :

وأنا عندما يناديني الهاتف لن أجيبه .. لكنه في احد الايام صحا على صوت هاتف ،   ان أقدم الى الجبل .. فمشى بخطى وئيدة صوب الجبل ..

(( موناليـزا))

لم يكن هذا المولود اوفر حظا من سابقه ، فقد خرج الطبيب قبل قليل من صالة العمليات ليخبر الاب أنه ضحى بالمولود من أجل انقاذ حياة الام .. ارتسمت على وجه الاب لوحة الموناليزا ..



(( إقنــاع))

الأب ينتظر بتوجس نتائج امتحانات ولديه .. دخل عليه الاول ليبشره بنجاحه ، فيما اخبره الثاني انه رسب في صفه للسنة الثانية ، فنهره الاب ساخطاً :

لماذا لا تكون مثل أخيك الذي نجح بتفوق ؟! فأجابه الابن بكل برود :

ولماذا لا تصير مثل عمي الذي يمتلك نصف المدينة؟!

(( ذاكـــرة))

يعلم ان ذاكرته لا تسعفه دائما .. قال لزوجته الاولى :

أتذكرين يوم ذهبنا الى المنتجع ؟ ففاجأته قائلة :

وكيف لي أن انسى اتعس يومين في حياتي قضيتهما مع زوجتك الثانية ؟!



(( طـــول))



رأى رجلا أطول منه بستين سنتمترا ، وأعرض منه بثلاثين سنتمترا ، فأراد ان يمازحه قائلا :

أنا اكبر منك .. فأجابه الثاني :

نعم لو كنت نملة ..



(( عمــومة))

في احدى المرات وانا في طريقي الى مدرستي الاعدادية استوقفني احد الصبية قائلا:

عمّي .. عمّي .. كم الساعة ؟ فاجأتني لفظة " عمّي " فلويت أذنه .. أحد الشيوخ سألني عما اقترفه الصغير ، فقلت :

والله يا عمّي .. قاطعني والشرر يتطاير من عينيه قائلا :

وهل هززت لك مهدك يا هذا ؟!



(( معيــار رقمـي))



قرر هو وزوجته وضع معيار رقمي لحياتهما الزوجية ودعوة عدد من الاصدقاء للاطلاع على تجربتهما الفريدة بحيث كانا يؤشران (10) لليوم البهيج و (صفر) لليوم التعيس ، كل على حده .. في الاسبوع الاول فرغت حصالتي الزوجين امام حشد من اصدقاء العائلة .. كانت نتيجة ما جمعه الزوج خلال اسبوع (70) نقطة وما جمعته الزوجة (-70) .



(( نصيحة))



جمع اولاده السبعة لينصحهم مثلما فعل اكثم بن صيفي .. وفي خلده يردد :

تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسرت آحادا



فقال لاكبرهم :

احضر قصبة .. ثم قال له :

اكسرها ! فكسرها بكل يسر .. ثم قال له :

احضر سبع قصبات ، فاحضرها ثم قال له :

اكسرها .. فلم يستطع .. فأمره باعادة المحاولة ، فاستطاع كسرها !!

ضحك الجميع وسط دهشة الاب الذي تلاشت ابتسامته تدريجيا ..





(( ضـــرة))

لم تكن تطيق ضرتها ، مما جعل حياة زوجهما جحيما لا يطاق … والذي اضطر اخيرا الى تطليقهما .. ما ان تزوجت احداهما بعد الطلاق ، حتى بدأت بالتنكيد على زوجها الثاني ، فما كان منه الا ان تزوج ضرتها لتكون ضرتين لرجل اخر ..



(( دواء))

يتمتع بصحة جيدة .. يأنف من الذين يدمنون على تناول الادوية  .. اعتلت صحته ذات يوم .. قرر ان يستخدم العلاج لمرة واحدة فقط .. اجبر نفسه على تناوله .. أدرك بعد دقائق انه تناول علاجا لطفله ..

(( رؤيـــا))



يقرأ كتابا .. تتشكل الرؤيا لديه .. وتتشتت احيانا اخرى .. وهو منزو في ركن من المقهى .. دخل احدهم .. غادر المقهى مسرعا ، تاركا وراءه كتابا لن يقرأه أحد غيره !

(( كتابة خاصة جداً))



سأله أحد زملائه :

لماذا لا تنشر المواد التي تكتبها ؟!  أجاب :

لانني اكتب لمحرري الصفحات الثقافية فقط ..



(( حب في الظلام))



استمرت علاقتهما الهاتفية دون ان يرى احدهما الاخر سنتين متتاليتين ، وفي لحظة لقائهما افترقا .. لان كليهما احضر معه عصا يتلمس طريقه بها ..





(( وقت متأخر))



الوقت قارب على المغيب والمسافة بين السوق والبيت لا زالت في منتصفها .. اسرع الخطى للحاق بآخر المحلات .. وصل السوق ، وقد اغلقت المحلات ابوابها .. عاد ادراجه الى البيت وهو يحمل نقوده بيده .. اطلت عليه زوجته تخبره ان الاسعار ارتفعت وان النقود التي يحملها لا تكفي لعشاء تلك الليلة .. فقط ندم لأنه لم يستقل الحافلة ..







(( رجل عاقل جدا))



يعتقد دائما انه آخر العظماء وان جميع المخلوقات جراثيم طافية في مستنقع الحياة .. يحاول زملاؤه ارضاء غروره بكلمات باذخة تطيل كعب كبريائه .. يجيب عنها اجابات ساخرة .. يتصور نفسه قطب الكون تارة .. ولا يعترف بوجود احد سواه تارة اخرى.. هذا ديدنه ، وهذا ديدنهم .. لا يريد ان يقر بأنه تائه في اوهامه .. ولا يريدون ان يقنعوه بأن عليه ان يزور طبيبا نفسيا ..



(( رتــابة))



شارف على الستين وهو يعيش حياته بكل هدوء .. اعتاد ان يذهب الى دائرته صباحا.. ويعود الى بيته بعد الظهر .. ويجلس مع عائلته على مائدة العشاء .. ثم ينام ليتكرر المشهد 35  سنة .. اما الان ، فهو يذهب الى المقهى صباحا ثم يعود الى بيته بعد الظهر .. ثم يجلس مع عائلته على مائدة العشاء لتدور الدائرة نفسها ولكنها الان اكثر رتابة ..





(( امتحان))



أحبها حبا جماً .. وتزوج من فتاة اخرى ليمتحن مدى حبها له ..

(( انتظـار))



لا جدوى من الانتظار وهو يقف منذ ساعة في مرآب الحافلات .. فالعجوز التي يراها كل يوم – وقد مد كفه لمساعدتها بالامس – لم تجئ ، لا زال ينتظر والغصة في حلقه وهو لا يعلم انها فارقت الحياة منذ منتصف الليلة الماضية ..

(( تشـــــــــرد))



أحس بنشوة لذيذة والساعة جاوزت الواحدة بعد منتصف الليل  .. وهو منهمك بالقراءة في ذلك الركن المنعزل من المقهى .. أطل عليه النادل يشعره بأن المقهى سيغلق ابوابه.. تلك اللحظة فقط ، أحس بمعنى التشرد ..

(( انكسار ))

الانفة بادية على ملامح وجهها والكبرياء سمة لمشيتها فهي تمشي كقائد جوقة عسكرية .. الامطار بدأت بالهطول بغزارة على ذلك الشارع الاسمنتي حاولت الاسراع في مشيتها .. سقطت شعرت بالانكسار .

(( حيرة ))



اتي اليوم الذي ترك وراءه ، ذكرى ولده المريض والذي المه وجوده عشر سنوات ، جاءه احد جيرانه في مجلس العزاء ليذكره بحقيقة مرة طالما اغمض عينه عنها قائلا له:

اعزيك مهنئا ..

(( جنون  ))



مجنون كلمة تلسعه كالسياط ، وقف على الجسر يتأمل الماء ، فوجده ساكناً والجسر يتحرك .. أدرك انه العاقل الوحيد وكلهم مجانين ..



(( مبدئية))



يعيش حياته عابثا لا يأبه لاحد . . يسخر في موضع الجد ويكون جديا حين يسخر امامه زملاؤه بدأ يقطع الجسر ماشيا مع احدهم . . الذي داعبه بالقول :

بما انك تؤمن بالعبثية لماذا لا تلقي بنفسك في النهر

فما كان منه الا ان قفز حاول زميله ادراكه الا ان الامواج طوحت به بعيدا … تاركة ذكرى رجلين كانا على الجسر .





(( رهـــــان))



المراهنة هي الحقيقة الوحيدة التي يعيشها .. في ذلك الجو الممطر حضر مباراة لكرة القدم .. بدأ شوطها الاول .. كان الرهان على اول لاعب يدخل الملعب .. خسر الرهان بما يحمله من نقود .. عاود الكرة حينما بدأ الشوط الثاني ، فلم يبق لديه الا مظلته المطرية .. وما ان خسرها ، ادرك انه لم يعش حقيقة الرهان الا في تلك اللحظة ..



(( مفارقة))

الليل طويل ، وهو يحاول اجترار الوقت بقراءة كتاب وقع تحت يده .. غامره شعور غامض وهو في الجزء الاخير من الكتاب ، ان يصبح كاتبا مرموقا .. حاول ان يستكمل خيوط فكرته ليبدأ مشروعه الروائي المرتقب الذي انجزه في ثلاث ليال .. توجه الى اقرب ناشر في المدينة .. وضع مسودة الرواية على مكتبه .. وما ان بدأ بقرائتها حتى وجد انه نفس الكتاب الذي طبعه منذ ايام لنفس الكاتب الجالس امامه .. حينها فقط ادرك الناشر لماذا لم يبع الا بضعة عشر نسخة من رواية لكاتب .. يبدو انه مصاب بفصام الشخصية ..

(( ثرثرة))

تدرك يقينا ان زوجها انقلابي وحاد المزاج .. ذهبت تثرثر لدى جارتها الجديدة وهي تحاول ان تكسب ودها .. فيما كانت الثانية منهمكة في اعداد العشاء .. ادركها الوقت فغادرتها مسرعة ، لتجد زوجها ينتظرها لدى الباب ..

(( تجربـــــة))

حظه العاثر يطارده في جميع تجاربه العاطفية .. ما ان ابتسم له ذات يوم إذ رأى امرأة جميلة تبتسم له .. حاول تفسير ابتسامتها فلم يتسطع .. اقترب منها محاولا جذب انتباهها .. فلم يفلح .. دنا منها ودسّ في يدها ورقة .. قالت له :

ارجوك ان تقرأها لأنني فاقدة البصر منذ صغري  



(( صباح خريفي))



في صباح خريفي خرج مبكرا من بيته قاصدا مركز المدينة .. هنالك العديد من الافكار تراوده ولا تزال ترن في اذنه وصية زوجته بجلب لوازم للصغيرة ..

نزل من سيارة الاجرة محاولا ترتيب مسيرته عبر شارع فرعي ..

زلت قدمه عن الرصيف .. سقط مغشيا عليه .. تجمهر الناس حوله .. حاول احدهم تحريكه فاذا هو جثة باردة ..



(( رعونــــة))



يحذره زملاؤه دوما من رعونة تصرفاته ، وهو يحاول ان يبرهن لهم انه متميز عنهم في جميع سلوكياته .. حاوره احدهم مازحا :

انه يمتلك الكثير ولا يأبه للمال الذي ينفقه هنا وهناك .. اصر بعناده المعروف بأنه لا يكترث - ايضا – لهذا الصك الذي يحمله  .. استله من جيب سترته ومزقه امام اعين الجميع .. حينها برهن لنفسه انه الخاسر الوحيد لثمن بيته ..

(( فرح مقدس))



العيد فرح غامر يشعر به الجميع الا هو .. حاول ان يضع له ترتيبا يبعده عن الناس وفضولهم .. قرر ان يسافر الى مدينة اخرى لا يعرفه فيها احد .. ما ان وصل مشارف تلك المدينة حتى اطل عليه اطفالها ببراءتهم وزينتهم يهنئونه بالعيد .. بدأ يفكر:

ان العيد هو يوم عادي لاناس لا يشغلهم الا الفرح … وان دموعه هي الجزء المقدس من ذلك الفرح..



((صمت))



استكان للصمت بعد ان فشل في اقناع شريكه .. ساءت الامور بينهما  .. حينها حاول الكلام الا انه لم يستطع ..





(( لا منتمي))



السيارة مزدحمة بالركاب ، والشارع مكتظ بالمارة.. لا بد ان هناك شخص ما يطارده الناس .. القى نفسه وسط الحشد محاولا اكتشاف كنه الحقيقة.. كانت الجموع تدفعه يمنة ويسرة وهو يحاول جاهدا التخلص من الاكتاف والاقدام .. سنحت له فرصة للهروب .. وجد نفسه في المقدمة والجموع تحاول اللحاق به ..  

(( إيمان ))



كان يفلسف الامور وفق ما يشتهيه لا كما هو الواقع .. تزوج اخيرا امراة ثرية تكبره بخمس وعشرين سنة .. قال له احدهم ساخرا :

لماذا تزوجتها . اجابه وابتسامة باهتة ترتسم على شفتيه :

الا تؤمن ان الاكبر منك بيوم ، اعرف منك بسنة .





(( رغبات قيد التنفيذ))



اراد ان يمارس هواية غريبة .. طالما راودته نفسه بممارستها . وضع في يده كسرة خبز . . جلس ازاء جدار دائرة حكومية يؤمها الكثير من المراجعين . . القى له احدهم بعملة ورقية تكفي ثمنا لغدائه . . ثم القى له الثاني مبلغا يسد مصاريف الشهر .

اعتاد جلوسه كل يوم . . مر عليه الشهر الثاني حينها فقط ادرك انه احترف التسول ولا يزال عالقا في ذهنه انه يمارس هواية غريبة .



(( تفـــرّد))



بدافع الفضول ، تشغلهم تصرفاته فتملأ الدهشة عيونهم حين ينظرون اليه .. بينما يرى نفسه متفردا عنهم في كل شيء .. في كلامه وهيأته .. في قيامه وجلوسه ، وحتى في مشيته .. فيراهم يبتعدون عنه كلما مر بالقرب منهم .. او يراهم يغادرون المقهى كلما دخل هو .. او ان صاحب المقهى يضع له الشاي على قارعة الطريق ليشربه ..

(( لـــوحة))



الفكرة غادرته حين امسك فرشاته ليرسم لوحته الوحيدة في معرض المدينة .. وصل به اليأس ان ضرب الفرشاة الموشاة بالالوان على القماش الابيض .. ليرسم بذلك لوحة سريالية كانت المتميزة في ذلك المعرض ..





(( !!))



قالوا له ان شاحنته قوية وان بامكانه ان يصدم بها قطار فيقلبه .. في صباح اليوم التالي تصدرت صحف المدينة صورا لحادث اصطدام شاحنة بقطار ..

(( طــريق))



افترق الطريق الذي كان يسلكه الى مسارين .. فكر في الامر مليا .. وعاد ادراجه ..



(( اســـتثمار))

اراد توظيف امواله في زراعة القمح فسأل احد الفلاحين :

من يزرع قمحا ، ماذا يحصد ؟ أجاب الفلاح :

قمحاً !

صمت وهو يتساءل عن السبب الذي جعل الفلاح يغفل عن القش ..

(( إنتــحار))



قرر الانتحار .. رمى بنفسه من الجسر .. سقط في ماء ضحل .. نجح في بلوغ صخرة قريبة وسط النهر .. استغاث باناس كانوا على الضفة :

لا أجيد السباحة .. انقذوني .. انقذوني ..

(( رجولة خادم))

الى الحد الذي صار نشازا بهيئته بين  الخدم .. عزم على طرد خادمه الجديد لأنه أخذ يطيل شاربيه  



(( تناقض))

أسند له دور البخيل في مسرحية .. فقام بدعوتهم الى مأدبة باذخة ..

(( أنا الذي))



حلم انه يلقي قصيدة عصماء في حضرة شعراء فحول .. حين استيقظ ، لم يحفظ من القصيدة غير مطلعها " أنا الذي " ..

(( دواء))



شعر بعدم فعالية الدواء في عينه الملتهبة ليجد في النهاية انه قطّر في عينه المعافاة ..



(( كذب))



يكذب بمناسبة وبدونها .. اخبرهم انه اقلع عن الكذب .. سألوه ان كان قد فكر بملك الموت .. أجاب :

انه على علاقة حميمة معه ..



(( صورة))

انفض مجلس العزاء .. كانت ذكرى والدته تلح عليه .. غادر بيته متجها نحو المصور الذي صورت لديه صورتها الوحيدة قبل وفاتها بيومين .. وجد ان الصورة …

(( تلاق آخر))



اليوم هو الذكرى السنوية الاولى لزواجهما .. وقد قرر منذ يومين شراء هدية لها .. بدا متعكر المزاج منذ الصباح .. لم تستطع مجاراته فابتدأت مشادتها الكلامية معه .. خرج غاضبا من البيت .. وقبيل قدومه اثر ان يقضي الليلة في بيت اهله .. لتفعل الزوجة نفس الشيء حال خروجه صباحاً ..

(( اشاعة))



طرق سمعه ان احدهم اثرى حديثا بعد موت والده .. فما كان منه الا ان اسرع الخطى ليهنئه متملقا .. أجابه الاخر :

ان ما سمعته اشاعة ، لان والدي مات منذ عشر سنوات..

(( كارثة دخانية))



يخيل لمن يراهما ان كارثة ستقع اذا استمرت المهاترة بينهما .. سحب احدهم من جيب سترته مسدسا ضاغطا على الزناد لتنطلق نار زرقاء أشعل بها سيكارة محاوره..

(( عبقرية))



غادرها الحزن اخيرا وهي ترى ولدها البكر يخبرها انه استطاع النجاح بمادتي الطبيعيات والهندسة .. الا انها لم تعلم بعد انه رسب في بقية المواد ..



(( وظيفة))



لم تكن لديه ادنى فكرة عن الوظيفة التي استلمها تواً .. اشار عليه احد زملائه بالرحيل .. سأله متألما :

لماذا ؟ أجاب :

لان الشركة الان في وضع تصفية حساباتها بعد افلاسها..

(( نسيان))

السنة الميلادية انتهت قبل دقائق .. نظر الى تقويم السنة الماضية فوجده كما هو .. أمسك بالقلم ليضع علامة × عليه تاركا وراءه سنة لا يتذكر منها سوى رقمها ..

(( أسف))

استغل فرصة خروج عائلته ليكتب قصيدة جديدة ذارعا الغرفة جيئة وذهابا .. ولما اتم كتابتها وضعها على منضدة قريبة منه قرب مجموعة من الاوراق ليقيل .. صحا من قيلولته بعد الغروب ليجد زوجته تنظف النوافذ بمجموعة الاوراق التي وجدتها امامها ..

(( صحوة مـتأخرة))



بدا انه مجهد كثيرا بعد عمله الشاق .. وهو يعلم انه لا بد ان يستقل الحافلة فلم يبق لديه سوى درهم واحد ، وقد نسي محفظته في البيت .. كان الضباب كثيفا .. صعد مسرعا الى الحافلة التي سرعان ما اخذته غفوة فيها ليجد نفسه في الطرف الاخر من المدينة والضباب يزداد كثافة ..



(( تســول))

وقف متسولا في زاوية مظلمة من السوق ، اشتراها من زميله .. اقتاده الشرطي ليقول له المتسول :

أمهلني بضع دقائق ، لاضع آخر مدخراتي في المصرف ..



شهادات



الكلمة عطاء ، والعطاء حب ، والحب خبز الحياة  ….وأنت يا (عمر ) تكتب لتحيا .

القاص ابراهيم سليمان نادر

اشهد ان في هذه المجموعة القصصية من الالتماعات الذكية والمهارة والتوقيت الدقيق للقصة القصيرة جدا والمفارقات الحادة والصدق الحياتي والفني، ما يؤهلها لأن تصطف بجدارة الى جانب سابقاتها من التجارب الابداعية في مجال القصة القصيرة جدا..

القاص والناقد

انور عبدالعزيز



في قصص عمر حماد هلال القصيرة جدا، سخرية حادة جدا تجرح مثل نصل مثقف، تتوهج مثل جمر.. تستهوي القارئ لسهولتها وعمقها..

                                            الناقد

سعد الدين خضر



لا يخفى ما لعمر حماد هلال من باع طويل في مضمار الشعر في الساحة الموصلية الرحبة، ولكن ما ادهشني ضلوعه في آثام القصة الجميل، حقا قرأت قصص هي ضرب مؤهل للامتاع.

القاص

فارس الغلب

خرج من (مقهى الضيافة).. ليصعد (سلم) الحلم.. ويقطف ثماره لزملائه الذين مازالوا يحتسون الشاي بانتظار حلم آخر.. انه القاص/ الشاعر ـ الشاعر/ القاص عمر حماد هلال...

                                        الشاعر

عبدالمنعم الامير



اثبت وجودا في القصة مثلما اثبت وجودا في الشعر.. فهو كتلة من الاعجاز الابداعي



    الشاعر

عبدالله البدراني



هذه الايماضات انعكاسات لواقع جعل الشاعر قاصا ولن يستطيع ان يجعل من القاص شاعرا.. تحية مبدعة يا ابا دنيا....



       الشاعر

عمر عناز




View omar's Full Portfolio
tags: