انتظري أشلائِي لتنطق

Folder: 
دموع





عندما صمت أبو الهول

كان قد خلق ليصمت..

هل تسمحين لي أن أخرج عما خُلقت له؟

نعم..

سأخرج عن ذاتي لتبتسمي

ولكن..

أرجوك أن لا تتلبسي الصمت المطبق بعدي

أجوك أن لا تلفُظي قلبي في يمِّ الألم

خُلقتُ لأبوح بالصمت الذي جفَّفَ مشاعري وكبَّلها

أحببتكِ أبدا صورةً لربيعٍ قادم

ربيعٍ يصرخ بجنون جماله

ربيعٍ يستوطن كل اللَّوحاتِ المُعلّقةِ بين عيني القدر

وعندما ينطق أبو الهول

لن يعود كما كان

تلك اعترافات جمودي وجُبني

حبيبتي..

اعشقيني أكثر

واصرخي في وجه جبي الزائف

نعم..

إنه زائفٌ لأنك أكبر منه

لا يغرُّكِ ضخامتي

فما أنا أمام حبك إلا فراشةٌ مُحلِّقةٌ حول الشمس

هل تظنين أني لا أعرف الكلام

إنني أعزف لك على لجين القمر لحن سعادة

وعلى كتف السماء إيقاع شجن

دعيني أصمت أكثر..

فما للحديث عندي قيمة

كل اللغات فقيرة خاوية من معانيها

وفؤادي الصَّامت ، يصرخ داخلي بعنف

قفي أمامي لأركع بين يديك

أُقَبِّلُكِ من مَفرقِ الحبِّ ، وحتى أَخمَصَ المشاعر

أحبك..

وأستحي من كلمتي المُرتعشة بجانب فؤادك الشَّجِيّ

ضُمِّيني إليكِ كطفلٍ رضيعٍ نَهنهتهُ الدّموع

وهَدهِدِي على راحتيك خضم أحاسيسي الثَّائِرةٍ أبداً

في وجه الزّمن

تلك هي مواطني

حيث أقف شامِخاً بِذُل

وهنا بين يديك يرتَحِلُ ضعفي مُنحَنِياً عند جناحيكِ

حنانيكِ حبيبتي الغاضبة

لا تهدئي..

وحطمي بغضبك كبريائي المُزيّف..

هل ترَينَ تلك الأهرامات؟

إنها تمثال أحاسيسٍ صامتةٍ عبر قرون وقرون

في أشرطة الذاكرة،

أستعرض كلماتك ورمشة أهدابك

فأجدك سحرا .. وأجدني شظايا مَزَّقت كل شعور

جريمتي لا تُغتَفَر

وحبُّكِ رحمة

فاشملي برحمة الحب -الناضحِ في قلبك- جريمتي

سأظل راكعاً .. وكُنتُ قد خلقتُ لأَصمِت

هل تسمحين لي أن أخرجَ عمَّا خُلقتُ له؟

نعم..

سأخرج عن ذاتي لتبتسمي

ولكن..

أرجوك ، لا تَتَلبَّسِي الصَّمتَ الُمطبِق بعدي

أجوك، لا تلَفُظِي قلبي في يمِّ الألم

خُلقتُ لأبوحَ بالصَّمتِ الذِّي جفَّفَ مشاعري وكبَّلها

أحببتكِ أبدا صورةً لربيعٍ قادم

ربيعٍ يصرخ بجنون جماله

ربيعٍ يستوطن كل اللَّوحاتِ المُعلقة بين عينيّ القدر

وعندما ينطق أبو الهول

لن يعود كما كان

تلك اعترافات جُمودي وجُبني

حبيبتي..

اعشقيني أكثر

واصرخي في وجه حُبي الزَّائف

نعم..

إنه زائفٌ لأنكَ أكبرَ منه

لا يغرُّكِ ضخامتي

فما أنا أمامَ حبك إلا الفراشة تُحلِّقُ حول الشَّمس

هل تظنين أني لا أعرف الكلام

إنني أعزف لك على لُجين القمرِ لحن سعادة

وعلى كتف السماء إيقاع شجن

دعيني أصمتُ أكثر..

فما للحديث عندي قيمة

كل اللغات فقيرةٌ خاويةٌ من معانيها

وفؤاديَ الصَّامتُ يصرخُ داخلي بعنف

قفي أمامي لأركع بين يديكِ

أُقبِّلُكِ من مفرقِ الحبِّ وحتى أّخمصِ المشاعر

أحبك..

وأستحي من كلمتي المُرتعشةِ بجانب فؤادكِ الشَّجيّ

على رمال عطفكَ ، تسترخي آهاتُ فؤادي

وتعب الزَّمان الرَّاحلِ حيثُ العدم..

أشتاقُ وأبتعد

أتألمُ وأصمت..

أنا وأنت روحٌ وماء..

وحُبُّنا ، ذاكرةٌ غطَّاها الغُبار المُتراكم

منذُ آلاف القرون

سأجمع أشلائِي المُبعثرة

وسأنثُرُها في وجهِ الشمس

ومن أحاسيسي المُــحتضِرة ، سأصنع تابوتا

وأُحِيلُهُ رماداً على الطَّريقة البُوذيَّة..

لا أرضَ تكفيهِ.. ولا سماء

فانتظري أشلائِي لتنطق

أحبك..

هاهو أبو الهول الصامت

نطق!

وسيَظلُّ ينادي ،

بصوت ٍأعلى من ارتفاعه في الفضاء

أحبك..!

***



ن ب ر ا س

View nibras's Full Portfolio