ليلة الهروب من الوحي

 

أكسر قلمي فتنتحب الكتابة
يستفزني النواح..
أبحث عن ضماد لاصق في جيبي المثقوبة
أقلب أدراج المطبخ
أنفض حقيبتي المتخمة بأنصاف القصائد
أفتح الثلاجة وأحدق طويلا بكعكة جوز الهند المصمودة كالعروس وسط الرف..
يا لوسوساتها.. أكاد أستسلم لغوايتها..
ثم أتذكر الحمية اللعينة.. أوووه
أصفق الباب فتنفلت المغانط حولي ناثرة قصاصات كتبتُ في كل منها مفردة كنت أدخرها لتقدح في قش مخيلتي قصيدة ما في زمن ما..
سخرتْ مني الصدفة حين وقعتْ عيني على كلمة "مغانط"
النواح يعلو.. والصرير يؤزّ في رأسي
أدخل غرفة الغسيل.. أفرغ السلة في الغسالة فأكتشف نفاذ مسحوق الغسيل.. أوووه
أهرع للغرفة المقابلة.. أتهاوى على الكنبة فيرتطم كوعي بكتاب أهملته ذات سأم 
كدت من حنقي أسبّ الكتب وسنينها
يا إلهي.. أكاد أجن من كل هذا النواح..
من ينقذني من قلمي؟
لم أدر كم مر من الوقت قبل أن أدخل في غيبوبة أثيرية على بلاط غرفة الغسيل، لم أستفق منها إلا وأنا ألعق أصابعي بانتشاء من بقايا قطعة كبيرة من كعكة جوز الهند..

مريم العموري

View nasheed's Full Portfolio