مدائن الفخار

مدائن الفخار
شعر: مريم العموري
Photobucket
- أنـَّى التفتَ الخاطرُ مني..
لا تلقاهُ سوى أكوام من فَخـّار..
تصفعُ قمرا..
تنكأ أفقاً مرجانيَّــا..
وتحدِّقُ فيَّ فتشبِعُ ذاكرتي ألَمَا
أوَينبُتُ شيئٌ في الفخـَّار؟!!
-تنبُتُ أحلامُ العودة..
- العودة؟؟
- لمدينة كل الأشياء..
- أتُسمِّي شوقي شيئاً يا جدّي؟
- إن شئتِ ..
هو شيئ فوق الأشياء..
- (....)
- لا أدري..
كل الأسماءِ لديكِ حبيسةُ معنى لا أفهمهُ..
- (....)!!
- وصمتكِ أيضا..
-(.....)
- ودموعك!!
- آهٍ جدّي لو تفهمُني..
- أتمنى لو أسبُر غورَ الإيماءات..
حتى لكأنَّ العالمَ في عينيكِ قصيدة شعرٍ ليليـّة
- العالم!!
العالمُ ماءٌ صلصالي..
يتشكّلُ في نيران السردِ ليغدو شيئاً كالفخـّار
العالمُ من حولي فَخـَّار..
فخارٌ لا أكثر..
- أنسيتِ البحرَ؟؟
- (.....)
- وروح الورد؟؟
- لم أنسَ ولكن........
- لكن ماذا؟؟!!
- لا أدري..
يحملني شوقٌ للورد..
لكن لا ورد يطالعُني
يأخذني صوتٌ للبحرِ
لكن لا بحرَ يُحاوِرُني..!!
آكامُ مدينتنا الخرساء
تحجُبُ عني سرَّ الليلِ ووجدَ الشمس..
تنكِرُ حُلُمي.. تلفظني..
أتقهقرُ رغماً عني..
صدّقني..
- كلٌّ منـّا يخبو لكن.. يبقى وهجُكِ أنتِ الأقوى..
-كلّي قِطَعٌ أتماسَكُها..!!
- وسيصمِدُ حلمكِ حتما..
- ومدائنُ هذا الفخـّار؟؟
- لا بدّ يزلزلها شيئٌ من شوقِكِ هذا العارمُ للأشياء
- (.....)
- أقصدُ ما فوق الأشياءِ..
- (.....)
- وهذي البسمة أيضا..
- سامحني..
سهدي لـفــّـك طول الليل
- لا بأس..
إن صلينا الفجرَ معاً..
- هل تعلمُ جدي كم ذا الليل جميلٌ معك..
- وليعلم سُهدُكِ أنّ المرّة آآخرُ مرّة..
- سأحاول
----
مريم العموري

Author's Notes/Comments: 

اللوحة للفنان اسماعيل شموط

View nasheed's Full Portfolio