يمان

شعر: مريم العموري



رفَّ الكنارُعلى شفـا  شُبّاكـي

طَرِبَاً، يـزفُّ بشائـرَ  الأفـلاكِ



أقبلتُ في شوقٍ  أصيخُ  لشـدوهِ

فلمَحتُ ما قد عَيَّ في  إدراكـي



لحظَ الطَّلا، بين الأيائكِ، هل أرى

أم زفــرةً لـزنـابـقٍ وأراكِ؟



أم ربّةَ الأحـلام فـرّت للسنـا

من غفوتي، أم تلك  محضَ  ملاكِ؟



فدنا الوجودُ مصفّقاً فـي غِبطـةٍ

وعلا الغناءُ مـرددا:  "بشـراكِ"



هذي يمانُ، وأي  نـورٍ  ساحـرٍ

هذي يمانُ، وأي عطـرٍ  زاكـي



هذي يمانُ، وأيُّ  وشـيٍ  لفَّهـا

حتـى تنعّـمَ فـي أرقِّ حِيـاكِ



هذي يمانُ لضحكها رقصَ  الفضا

فإذا بكت، غامت رُؤى النُّسّـاكِ



يا رِهمَةً، نهَـل المـدى  ألحانَهـا

فاستروحَت دنيا لعـذبِ غِنـاكِ



نيسـانُ آذنَ للربيـع بـزهـرهِ

مترجّياً لشـذاهُ بعـضَ شـذاكِ



والشمسُ أشرقَ من جبينكِ نورُها

والنهر رقرق من حَبـابِ لَمَـاكِ



والكائناتُ أتتكِ تغسل  روحَهـا

من ذنبِ عيشٍ كان  قبلَ  لقـاكِ



يا عمرَ أمَّكِ، يا فؤادَ  أبيك،  يـا

أُنسَ الخلائقِ إن رَنَـت لِسِمـاكِ



اللهَ أدعـو أن تظـلـي قُــرّةً

لعيونهم، ويظـلَّ وهـجُ سنـاكِ



ورويدَ عُمرَكِ، لا  تفكّي  طوقَـهُ

ودعي البراعمَ فـي أوانِ جَنـاكِ



فإذا تفتّقَ في الغصـون ورودُهـا

فلتغمري الدنيـا بحُلـوِ  نـداكِ



الصدقُ شهدُكِ، والتواضعُ  نسمَةٌ

من نفثِ روحكِ،  والحياءُ  حَلاكِ



والبِشرُ غَمرٌ في إنائـكِ سلسـلٌ

والحمدُ نَشرٌ ضاع  مـن  ريّـاكِ



والفكرُ متّقدٌ، وخطـوكِ  واثـقٌ

والقلبُ حرٌّ،  والبيـانُ  حُـداكِ



نورٌ وحبٌّ  يغمرانـكِ،  حيثمـا

ولّيتِ وجهكِ لحظـةً،  سبقـاكِ



كوني يمانُ، لعيـن أهلـك بَـرَّةً

وشفيفةَ النجـوى لمـن سـوّاكِ



ولتجعلي التقوى لقلبكِ  حِـرزَهُ

فالوردُ يسلَمُ في حِمى الأشـواكِ



إني شكرتُ اللهَ واهبَـك الـذي

غمرَ الوجـودَ حنانُـهُ، فرَعـاكِ






Author's Notes/Comments: 

إهداءة متواضعة إلى الأخت الغالية لمى خاطر بعد أن أطل عليها نيسان محملا بأجمل الهدايا
يمان

View nasheed's Full Portfolio