واحة في الأسر

واحة في الأسر
شعر: مريم العموري
إلى الأسير الذي امتشق مضاء روحه أمام جحافل السنين
Photobucket


في خَبايـا القلبِ ساهٍ.. في سماء الحلْم طائرْ
سبّلـتْ عينيهِ ذِكرى...قلّبتْ أحلى الدفاترْ
ذوّبتْ جـدرانَه والبردَ في حَـمِّ المشـاعِرْ
فإذا القضبانُ نايٌ.. وحفيفُ الصمتِ شاعرْ
***
هكـذا في هَدْأةِ البازي مع الريح يسـافرْ
ليس تَعنيهِ سـدودٌ.. ليس تُغـريهِ منـاظرْ
طـائرٌ في لُجَّـة الشوق إلى أقصى حواضِرْ
ينثر النـورَ لكونٍ.. مُظلِمٍ في الغَيِّ سـادِرْ
***
كلُّ ما حوليهِ أضحى من لذيذ الحبِّ ساحرْ
مهـرجانٌ قَيْدُ قلْبٍ..إنمـا في الأفْـق عابرْ
أيُّ سرٍّ ذاعَ، فانثالتْ على السجن الأزاهرْ؟
يَذَرُ السجَّانَ في الأحقـادِ، مقهوراً وحائِرْ!
**
صورٌ أشجتْ، فأحنتْ قيدَهُ، والليلُ سامِرْ
ضمَّهـا فارتدّ فيها الروحُ.. وافترّتْ مآثرْ
هوّنتْ أحمـالَ عمْرٍ.. شامخٍ غَرٍّ مُصـابِرْ
يا لَطَيفٍ للغَـوالي.. رقَّصَ الأرضَ بخاطرْ
***.
إيهِ ما أحـلى زماناً كان بالإخوان عامرْ
بين بِشْـرٍ ودعـاءٍ وهـوىً لله ذاكـرْ
واجتمـاعٍ لا يُماري  وافتراقٍ لا يُغادرْ
ونقـاءٍ رسَـم الدنيا سمـوَّاً وبشـائرْ
***
صحبةٌ في الله كانتْ، لم تنلْ منها العساكرْ
أو شراكُ الغدر ممّن.. للخنا باع الضمائرْ
لم يزالوا في تكـايا قلبهِ أغـنى مذاخِـرْ
هكـذا صِدْقُ المحبّينَ، وأوشـاجُ المَغَاوِرْ
***
صامدٌ، لو غُلِّقَتْ من حولهِ كل المعـابرْ
بين سجّـانٍ ووغـْدٍ وعميلٍ ومُحاصِرْ
واثـقٌ بالله أنّ الدهـرَ قـلاّبٌ ودائـرْ
وبأنَّ الصُّبحَ آتٍ في يَديْ حـرٍّ وثائـرْ
***

Author's Notes/Comments: 

اللوحة إهداءة عزيزة من تصميم الفنان المبدع خليل مع الشكر والامتنان

View nasheed's Full Portfolio