استيقاظ





كنتُ أمشي صباحاً إلى عملي شارداً عابساً أفكَّـر في همومي وألعن الساعة التي "اخترتُ" فيها ولادتي في الشرق الأوسط...

في الطريق، رأيتُ مُعاقاً يبتسم (!!!) على كرسيِّه.

نظرتُ في نفسي، أَبصرتُ في نفسي، ركَّزتُ على ما أفعل، تأمَّلتُ في حركاتي، استجمعتُ قواي، تشجعتُ وصرختُ في سرِّي: "يا الله! إنني أمشي!!!"

أدركتُ لأول مرة في حياتي أنني:   أنني أمشي.

فرحتُ جداً بهذا الاكتشاف.



استيقظتُ فجأةً من عمايَ أو من "نومي" النفسي وسحبْتُ تفكيري على جميع حركاتي.

صرتُ أعي حياتي: "يا إلهي! إنني أجترِحُ المعجزات من دون أنْ أدريَ: أشهق، أزفر، أمضغ، أبلع، أنظر، أرى، أُبصِر، أحرِّك شفتيَّ، أتكلم، أحرِّك أصابعي، أكتب، أتذكَّر...، أتألم، أبكي،... إلى آخـره..."

من وقتها صرتُ سعيداً.

"صح النوم."

كلنا نقوم بهذه الحركات، فلماذا لا نشعر بسعادتنا؟!

(وفي أنفسِكم أفلا تُبصِرون؟؟؟) [الذاريات 21]



محمد علي عبد الجليل

7/8/2005

View mabdeljalil's Full Portfolio