دراسة القاص عبد الغفار العطوي عن مجموعة .. عنقود الكهرم

















                     عنقود الكهرمان(1)

                     وبنــاء الـواقـــع الآخـــــر

                 قــــراءة فــي اسســــــــــــــــــــــه

                                                                 عبد الغفار العطوي/ البصرة



ما تريد ان تطرحه القاصة المبدعة (كُليزارأنور) في هذه المجموعة القصصية يدعو للتحليل من اسس واضحة لبناء عالم واقعي آخر صنو لعالمنا الذي درجنا على العيش فيه والتعرف على معالمه لدرجة التماهي فيه  بيد ان العالم الذي تود ان تخلقه (كُليزار أنور) يعتمد على بقايا تصورتنا عن العالم السابق الذي لم يعد بعد التماهي سوى ذواتنا وهنا الفرق بين ذواتنا المتماهية مع الواقع وبين ماتخلقه من واقع آخر نبنيه بجد ومثابرة . لعل المطلوب منا نحن القراء الجادين هو التعمق في الاسس التي اتخذتها القاصة لصنع العالم القصصي الخاص بها ومن أجل أن نطلع على هذه الاسس نتوجه إلى عالمها القصصي، حيث تحاول القاصة وضع خرائطه أمام ناظرينا بقولها في احد قصص المجموعة {نافذة من القلب}(2) .. حالات حب ومواضيع عاشقة حزينة معبرة شفافة تبعدنا بها إلى عالم هو عالمنا بألتأكيد، وفي موضع آخرلقصة أخرى من المجموعة نفسها هي{الاعتراف}(3) تقول(كُليزار) على لسان شاعر في مقابلة صحفية وهو يصف وقع الحب على شهرته الشعرية(ومازالت إلى الآن تقبع في ركن دافئ من قلبي ، وكل شيء في القلب يخفق، كل ما فعلته اني شيدت لها ضريحاً في ذاكرتي ) ، لتلمس الطريق إلى معرفة المعايير التي ترى القاصة انها تحقق خلق الواقع المضاهي وفقها ، فاذن لدينا هناك ثلاث نقاط سنقوم ببحثها تباعاً هي :ــ

1. الاسس التي وضعتها القاصة للعالم الذي تراه .

2. الخرائط والبيانات والاحصاءات التي وفرتها لهذا الواقع .

3. المعايير التي قامت القاصة بوضعها لرؤية واقع مغاير لواقعها .



أولا: الاسس الموضوعية لبناء عالم واقعي مثالي : قد تتعارض الواقعية مع المثالية في مفاهيمنا الفكرية الا انها تتفق في مجال التخيل ، أي بامكاننا الجمع بين الواقع والمثال على السواء في بودقة الخيال ولقد وضعت القاصة (كُليزار) اسساً موضوعية للعالم القصصي الذي جمعت فيه بين الواقعية والمثالية وفق المعاينات التالية :ــ

أــ الجمع بين الصنفين الواقعي والمثالي باشتراطات الرؤية المحددة لأحكام التخيل السردي على ضوء ما تعطيه تجارب شخصياتها التي نجدها في الواقع دائماً لكنها لن تكون مثالية بالضرورة سوى في عالم القاصة الخيالية حيث تلبي هذه الشخصيات رغبة القاصة في ايجاد واقع مثالي تجني من خلاله ثمار رؤية جذابة للعالم .

هناك ثلاث قصص تنطبق عليها هذه الصفة صفة الجمع الموضوعي بين الواقع على اعتباره أرضية صالحة للجني وبين المثال الذي يعني اكتمال الشروط الاساسية لوجود قيمة ما في العالم يقتدى بها . القصص هي (1ــ النصف بالنصف 2ــ البيت القديم 3ــ عنقود الكهرمان ) .

بغض النظر عما تحمله هذه القصص من تفاصيل مختلفة الا انها تشترك في ثلاث نقاط ..

1ــ انها تؤكد على اشكالية الواقع الذي قدمت منه ، واقع مأزوم سواء واقع الاستحواذ لدى (شيرين )(4) ، او الواقع المغترب بسبب رحيل الاحبة وهجوم الغرباء في البيت القديم (5) او الواقع الذي اهمل مشروع الروائية في( عنقود الكهرمان )(6) والاشكالية التي ينطوي عليها واقع القصص الثلاثة اساسها في رؤية القاصة لعالمها الذي تعاينه وتشتغل عليه . فهي تراه في هذه القصص الثلاث مفتقداً لقوام الجدة والصدق وبالتعمق فيه نكتشف هشاشته وقدرته على الانزلاق إلى الازمة التي هي أزمة حقيقة اولاً ..

2ــ كما انها تؤكد أيضاً على حاجة الانسان إلى تفسير الواقع بما يتناغم مع مصالحه أي انه يجب النظر في مصادر ذلك الواقع ودوافعه من أجل دفعه للتفسير مثلاً كانت الساردة تطمح إلى تفسير سلوك (شيرين) في مسألة الاستحواذ الرمزي على ممتلكاتها على الرغم من انها تمتلك في الواقع ما يغنيها واكثر والحاجة التي تضعها القاصة كشرط من شروط تغير واقع شخصياتها هي حاجة اخلاقية بالدرجة الاولى ومعرفية بالتالي لان نظرة القاصة التي تكشفها حركة شخصياتها تبدو واضحة للعيان من ناحية رغبتها في ايجاد وسائل شريفة لتفسير سلوك شخصياتها ووضعها في المسار الصحيح .

3ــ تؤشر القاصة إلى نمذجة واقعها أي وضع إطارعام له تود لو تحقق في الاخير ما كانت تصبو اليه في قصة (عنقود الكهرمان) ندرك ان الحكاية التي تحدث للساردة (وهي روائية أيضاً) محاولة لنمذجة واقعها ،أي الحكم عليه على اعتباره مجتثاً من مثال ، فهو واقع لم يتقبل حكايتها انما غيبها بينما سعى اليها أناس من خارج الارض ، أي خارج الواقع وهذا دفع ملزم يلزم الواقع ان يتنمذج له كأطار عام لكي نقول عنه انه صورة محسنة لواقع صادق .

ب ــ الواقعية المثقلة باليومي والهامشي والقصي عن الجدية لكنها تلمُّ بتفاصيل الموجودات سواء أكانت ما تخص الانسان وانفعالته النفسية ام ما تخف الاشياء وتأثيراتها العميقة تعالجها القاصة وتحتكر اسسها الموضوعية لصالح العمل الجدي العميق فهي بذلك تنشل ذلك الواقع من اساسه الضحل لتدسه في مرقاة السرد إلى ما يعطيه طبقة اعلى في قصة (الصروح)(7) هناك اساس واطئ في عتبة وعي الحفيدة فهي تحلم بالفشل في الحفاظ على أي صرح قرب الحفاظ عليه ويحالفها الاخفاق     دوما لتجد ان هذا الحلم يعكس الاخفاق في الحب وحينما تدرك ذلك تذهب بعيداً.

وهذا الاقصاء عن ذلك الوعد الذي تبوح به الجدة يحقق للفتاة العقدة البوفارية التي تثمر العطش إلى الحب حد العنف الرمزي او الشبق الرمزي في التنقل بين احضان العشاق وقصة (على عجل)(8) تختلف في تلمس الواقع حيث الاقصاء المتعمد له على اثر بدء الحرب حيث تاريخ 15/1/1991يذكرنا بالمأساة الفظيعة التي عاشها العراقيون وحملها (مازن) على عجل ذاهباً للحرب بينما تنتظره زوجته كألاف الزوجات ، ان هذا الواقع المأساوي يعكس اساساً لواقع انتصب في مخيلة القاصة لتؤكد هي بدورها رفضها لطغيانه وبشاعته لهذا فهي تترك نهاية القصة مفتوحة على ذلك الواقع الذي ينذر بالخراب ، وتعالج قصة (أمام حمورابي)(9) حالة آخرى من حالات ازدراء الواقع ورفضه حيث الحب الفاشل و الرحيل إلى الغربة ثم تتغير الظروف ليلتقي العاشقان أمام مسلة حمورابي سواء في بغداد أم باريس لنعرف نهاية هذه اللعبة الواقعية المثيرة التي تنتهي بشكلها المفتوح ، ان احكام الطوق حول تضاريس واقع الشخصيات يدل على تتبع القاصة لهذا الواقع الرث جيداً ورصد حركات هذه الشخصيات وهي تجوبه بعفوية ومن ثم قيامها بتهشيمه او تفكيكه وبعثرته على أرضية الخيال أيذاناً بخلقه من جديد .

ج ــ المثالية التي أرتأت ان تطرحها القاصة لاقامة أسس موضوعية لهذا الواقع الجديد كانت بمثابة ملامح اساسية راسخة وواضحة للرغبة الطاغية في خلق يوتوبيا لها ، أي ان دأب القاصة على اختيار عالمها المثالي لايتأرجح بين الامتناع والاستحالة اوبين الميوعة والتصلب لقد نزعت إلى تأطير نظرتها الحالمة بمثالية اخلاقية لان هدفها تغيير العالم ، ففي (شاطئ الضباب)(10) تبدو المثالية اكثر عمقاً من الحب بحيث ترغب (هديل طارق) ان تكمل ما بدأته (هديل عبد السلام) عبر رسائل الغرام المبنية على تبال المشاعر القوية مع حبيب مشترك واسم مشترك ولا تألو المرأة الثانية (هديل طارق) على تقمص مشاعر الاولى (هديل عبد السلام) التي ذهبت بعيداً مع فارق البناء النفسي لهما حتى ان الثانية تدرك بخطورة اللعبة القائمة على تبادل المواقع بيد انها تستعذب هذه اللعبة لانها فوق مستوى حبها المزيف وفي(نوافذ الذكرى)(11) يتجدد المشهد ذاته من جانب الحرص على العيش المثالي على الرغم من ظروف الحرب القاسية حيث العيش مع الذكريات عالم يعج بالطفولة والنزهات الطويلة مع (مروان) في الحرب لينجم عن ذلك العالم انتظار طويل وسط الذكريات وتتصاعد المثالية عند قصة (خيط الزمن)(12) حيث يمكننا ان نصفها بنقطة الذروة أذ تتحدث عن امرأتين تعيشان هاجساً واحداً وتتداخلان روحياً حيث تتقمص الواحدة الاخرى لتجذبها نحو الموت والاولى واقعية أما الآخرى فخيالية (متقمصة) لتلعبا معاً بغياب الآخرين لعبة تبادل الادوار المثالية حتى النهاية .

من هنا تجيء تأكيدات القاصة على المزاوجة بين تفاصيل الواقع ومماحكات المثالية لتعطي لهذا العالم الآخر ملامح اخلاقية ثقافية .

ثانياً: اما الخرائط والبيانات والاحصاءات التي سعت القاصة إلى توفيرها لهذا الواقع تنحصر بالنقاط التالية :ــ

أــ حرصت القاصة على دفع جدولة عامة للامكنة تتطابق مع ما هو موجود في عالمنا الحاضر فهي قد خلقت المكان بكامل هيئته ، الشوارع والساحات والبيوت والغرف والنوافذ كما تبسطت في وصف الازمنة بجميع اتجاهاتها السرمدية والآنية والباطنية واعطت الدليل تلو الدليل على انها تستمد من واقعها الحي معالم لواقعها المثالي لو نظرنا إلى قصة (الفيل)(13) على سبيل المثال فقد نجحت القاصة في الالمام بحياة السارد !! وهو يصف عواطفه في المكان والزمان والادلة التي يطرحها والبيانات التي يقدمها إلى من يحب ويصف من يحب بمواصفات تفوق الواقع إلى حد المثال بغية اقتناص لحظة وجد واحدة حينما طلب منها الزواج لكن المفاجأة تقع حينما ترفض وتفضل صداقته ليجد هديتها (الفيل) ترمز إلى الفراغ العاطفي هكذا تشاء الصدفة ان يرمق تلك الهدية (الفيل) ليدرك انه لم يكسب سوى حياة جديدة بواقع مغاير سوى حياة الصداقة دون الحب يشوبها الفشل وفي قصة (ذكريات للبيع)(14) يبدو المكالن واضحاً وكذلك الزمان ومعهما الادلة والبيانات . فهناك بائع ومشتر في مكتبة ما في شارع النجفي بالموصل .تحدث بينهما مشادة عاطفية قد كانت من قبل رماداً بقيت ذبالتها حتى بعد ان غادرت (هيام) ذلك المكان وبعض الادلة هي (الكتاب) و(بقايا حب مبعثرة) و(مكتبة) باردة ، لقد قوضت القاصة في هذه القصة عالمها الواقعي من اجل بناء عالمها المثالي بالخرائط والبيانات المتبقية التي لم تتعرض للسرقة او التلف .

ب ــ لعل العالم الذي طمحت اليه القاصة منبثق من رؤية حالمة لعالمها الحالي الذي هو خارج المتن لانها في مجمل قصصها لاتتقمص ذات رجل الاقليلاً مقابل (خاصة في قصصها الآخيرة في المجموعة) كأنها ملت حياة النساء او انهت سجالها معهن وانتبهت إلى الرجال انظروا :ــ

القصص التي بطلها الرجل (السارد)(15)      القصص التي بطلتها امرأة (الساردة)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الفيل                                             1. النصف بالنصف

2.امام حمورابي                                  2. البيت القديم

3.الموعد                                           3.عنقود الكهرمان

4.ترنيمة اجراس                                 4.الصروح

5.جائزة نوبل                                     5.على عجل

6.لوحة الغروب                                  6.شاطئ الضباب

7.الاعتراف                                       7.نوافذ الذكرى

                                                      8.خيط الزمن

                                                      9.ذكريات للبيع

                                                     10.قضبان من ذهب

حيث استطاعت القاصة التفريق بين رؤيتها لعالمها النسوي وعالمها الرجولي على الرغم من تشابك العالمين واشتراكهما في القضايا ذاتها بيد ان الملاحظ على العالمين الفوارق البينة التي طبقت كلا منهما على اعتبارهما عالمين لهما اهتمامهما الخاص ويحظى كل عالم بمناخات وقناعات لايمكن للعالم الآخر ان يوازيه وهذا يعني نجاح  (كُليزار أنور) في رسم ملامح العالمين المنفصلين عن بعضهما البعض .

ج ــ تنفرد قصة واحدة في هذه المجموعة باسلوب مزج العالمين النسوي والرجولي حيث يتقمص رجل ما شخصية أمرأة والقصة هي (نافذة من القلب)(16) ومع احتفاظ الرجل بجنسه واتقانه لحياة امراة تمسك زاوية في صحيفة محلية (غصون) تخاطب قراءها ليعجب بها رجل ما أيضاً ويقع في حبها ويأتي الصحيفة يسأل عنها ويلح على مقابلتها ليصطدم بالرجل المتقمص لشخصية (غصون) دون ان يعلم بذلك ، واخيراً يكتشف الحقيقة كون (غصون) من بنات افكار الرجل المتقمص وانها مجرد اسم مستعاريدير زاوية صحفية يطلق عليها (نافذة من القلب). ان هذه المناورة التي افتعلتها القاصة كانت تقصد من ورائها التداخل الانفعالي لعالمها الجديد العالم الذي نكتشف نحن القراء ان لاصلة او تاثير للعواطف على اختيارات المرء وإلا لماذا اقدم محرر الصحيفة على انتحال شخصية امرأة (غصون) لكي يغري القراء ويغوي احدهم ليكون ضحية حبها ؟مثلاً؟ ..

هي تريد اختراق حاجز الاخفاء المتبادل الذي وضعه الرجل والمرأة عبر تاريخيهما الطويل المشترك ونكتشف المستور في خفايا العلاقة بينهما التي تحدث كل يوم وكل ساعة وتنتهي اما بالفشل او بالنجاح لكن القاصة هنا تؤكد على عدم بروز الالم        او الفرح في صياغة العلاقة مادمنا نتبادل الادوار دوماً ، الرجل والمراة كلاهما يلعب اللعبة نفسها ازاء الآخر سواء في الواقع الحياتي ام في العالم المتخيل .

ثالثاً: هناك معايير وضعتها القاصة لانشاء عالمها الآخر تتمثل بنقطتين مهمتين ..

أــ لايمكن تغيير قوانين الواقع الخارجي (خارج القص) إلا وفق جهد افتراضي تحاول فيه القاصة بالوصف والسرد والمواعظة والحكمة خلق معادل موضوعي ترتقي به للايحاء بالمبررات التي تختلقها شخصياتها لرفض عالمها الحالي عبر السرد فمثلاً في قصة(قضبان من ذهب)(17)  يجب على (سلوى) أن تتعامل مع وضعين مختلفين وضع الحب مع(ياسر) ووضع الزواج مع(حسام) مع الفارق الشاسع بينهما فيما يخص قبولها بتوجهات مشاعرها وردود فعلي حبيبها وزوجها سلباً ام ايجاباً وكذلك في قصة (الموعد)(18)  فتتركز العلاقة بين (وائل) وعالم الاحياء من جهة وحبيبته(أسيل) وعالم الاموات من جهة ثانية بمعادل الشبح الذي هو العلة والمعيار بين عالمي الحياة والموت وأخيراً قصة (ترنيمة اجراس)(19) التي تبدو مطابقة لرؤية القاصة في خلق فرصة اخرى للمرء في هذا العالم وتتمركز حول الحب الاول ومدى تأثيره في صنع فرصة أخرى للعيش دون اخفاق .

ب ــ مالايمكن ان يراه المرء بعيداً عن نقطة وعيه بتلك الرؤية تقوده حتما إلى الضياع ذلك ما تعترف به القاصة وهي تدير مسؤوليتها بصدد لملمة عالمها السردي ومضاهاته بعالمها الواقعي من باب المقارنة في أخر خطواتها اعلانها انفصالها عن عالم الواقع إلى عالم السرد فهي تؤكد على عدم المطابقة نوعا ما بين العالمين على الرغم من وجود المقتربات والمفترقات بينهما على كل حال تعتمد القاصة على تبيان ذلك من خلال ايجاد الفرص السانحة لاظهار ذلك التوافق او ذلك التنافر حسب ما تجود به المخيلة ، فمثلاً في (جائزة نوبل)(20) يدرك السارد وهو هنا (كاتب قصة اسمه انمار خالد) ان اول الفوز بجائزة نوبل هو مقدرته على نشر قصصه اولاً وبعدها الشروع في الحلم حتى يصحو على حقيقة ما يحلم وكذلك في قصة (لوحة الغروب)(21) فتمثل مقدرة السارد الذي يتحدث في قاربه الموشك على الغرق وسط البحر عند الغروب في التأمل وصولاً إلى نتيجة واحدة هي انتظار الموت مع تذكره لوجه ابنته (شوق) واخيراً يمكن للشاعر في قصة (الاعتراف)(22) ان يقول ان فشله في الحب قد خلق منه شاعراً مشهوراً هذا الاعتراف المتأخر جداً يبوح به لفتاة كانت أمها هي التي دفعته للشهرة برفضها لحبه وذلك اثناء تغطية الفتاة الصحفية لمقابلة معه .

ان الهاجس الخفي الذي يدفع بالشخصيات الانفة الذكر نحو التحرك إلى امام بوعي او إلى الخلف بعدم وعي هو الذي استطاعت به القاصة ان تبني واقع السرد الجديد بمعايير الحذاقة والصنعة والانشاء القائم على الادراك المتاخر بحاجة الانسان إلى خلق عالمه الخيالي المتكامل بنفسه .

ان ما ارادته القاصة (كُليزار أنور) في مجموعتها (عنقود الكهرمان) من اقامة تصور عام للعالم المحبب لها قد تخطت به اشكاليات الواقع المأساوي إلى أفق أرحب من ذلك الواقع .

الهواهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش

1ــ عنقود الكهرمان / كُليزار انور ــ مجموعة قصصية ــ دار الشؤون الثقافية العامة/  الطبعة الاولى/  بغداد/  2006

2ــ عنقود الكهرمان  ص/58

3ــ   =        =       ص/84

4ــ   =        =       ص/6

5ــ   =        =      ص/11

6ــ   =        =      ص/16

7ــ   =        =      ص/23

8ــ   =        =      ص/29

9ــ   =       =       ص/33

10ــ =      =        ص/37

11ــ =      =        ص/41

12ــ =      =        ص/46

13ــ =      =        ص/50

14ــ =      =        ص/55

15ــ =      =        ص/58

16ــ =      =        ص/63

17ــ =      =        ص/71

18ــ =      =        ص/76

19ــ =      =        ص/79

20ــ =     =         ص/84

21ــ =     =         ص/83

22ــ =     =        ص/88





  




Author's Notes/Comments: 





View gulizaranwar's Full Portfolio
tags: