الريف يجمعنا

Folder: 
وطنيات

الريفُ يجمعنا





هنا في أرضنا

في ريفنا

يبتسمُ قوسُ قزح

فوق جلابيب المرح

وأغصانِ الأمل

بلا مجداف

سافر السندبادُ عبر أوراق الشجر

وابتسامته كانت تطل

"زنابقاً " رقيقةً وفل

في قصة الحب الكبير

كان حرفا أخضر

وعلى شاطئ جدول صغير

ترقرق بالحياة

وجدتها تطل

ضفائرها تبختر

على صفحة الماء

ترنيمةٌ تبتسم

وبريقُ عيونها أغنيةُ النوارس

ما أجمل شجرةَ الصفصاف

خيالات القوس المهيب

تغار من جدائلها اللطاف

وفوق الرصيف الجديد ينتظر الفوارس

أرى فوق الغصنِ

يمامةً تعانق هديل الحمام

هنا كم تغني ! وكم تبتسم !

هنا فوق صفحة النقاء

أرى السندبادَ مبدعا وحارسا

يكتبُ في سفرِ الحنين

على وجهِ الحقول

التي سافرتْ طويلا

في ابتسامات الربيع

أغنيةَ الفوارس

كانت الأرضُ قاحلةْ

تشتكي إلى الله

وللهويةِ فاقدة

ذات يوم أخرجوه

من أحضانها

أبعدوه عن أريجها

عن همسها

يا للذكريات !

يا وجهَ ريفنا الجميل

وبوحنا الأصيل

يا شجرةَ التوت

أيتها الحقولُ الشامخة

وأغنيتي الطاهرة

أراك تغزلين

ثوبك من خيوط الشمس

وابتسامات القمر

ما أجملك يا موطني

يا أرقَّ من بوح الزهر

في كل يوم حيث الأصيل

أهمسُ للحقول

أرددُ في نشيد الجداول

وأوراق الشجر

تراتيلَ المساء وأغنياتِ الحنين

بتنا هنا أيها الربانُ

نركضُ في بيادرنا الجميلة

وخلفنا ألفُ قصيدة تتجمل كل يوم

هنا نرسمُ على وجه الجمال

نقاءَنا ..

حلمَنا ..

دمعَنا ..

فرحَنا ..

حزنَنا ..

هنا كم نلونُ الوجوهَ بماء الوضوء

هنا يا ربانُ

ننسى الآهةَ وسيلا من دموع

هنا يا الربانُ

ندفن آهاتِنا في حضنِ القمر  حينا

وحينا نخبئها في الضلوع

هنا كم نغني للقمر

ما أجمل موطني !

أرى  تراتيل حنين

تتدثرُ في ثيابٍ من جمال

فلت ذات يوم من جحيم المقصلةْ

وجلادٍ وقنبلةْ

حرقوا الحياةَ والكتب

حاصرونا ...

كبلونا ...

ونثروا فوقنا عناقيد الغضب

ولونوا عيوننا بألوان مزمجرة

زيفوا وريقات الزيتون

ذات يوم أحاطوا الهديلَ

بصوت القنابل

وألفِ مدفع وحشدٍ من قبائل

زوروا الحقائق

زوروا الهوية

لكنما شجرة التوت

ترفض في شموخ

كان الحمام يصرخ

والنخيل يهزأ بالمنون

كم كان النخيل شامخ !

اليوم أيها الربان باض الحمامُ

واخضرت الأرضُ

وخرجت من رحمها ألفُ أغنية

للعاشقين الوطن

بات البدرُ يبتسم ابتسامةَ الأمل

والشمسُ تحنو على ديارنا

هنا شجرةَ التوت تمنحنا الأمل

والنخيلَ يعلمنا على شعاع الشمس

كيف يكون الحرُّ حرا لا يُذل

وكيف يكون الغصنُ

والزهر

والصفصاف

عبيرا من كلم

يا نورسا حط على شواطئ حبنا رقة وغزل

ويا حلما تورد فوق خدودنا

إنا هنا نغني للحياة

نغني للحياة





بقلم ابن خاطر

View eslam's Full Portfolio