ما بين الظن الآثم وخلافه.. فرق؟

ما بين الظن الآثم وخلافه.. فرق؟

د.طارق البكري

docbakri@yahoo.com



لا أوفق أحيانا كثيرة في فهم الناس الذين هم أمامي، حالي كحال الكثيرين منكم..

وأحيانا أعتقد شبه جازم أنني عرفت الذي أمامي بالتفصيل.. وتمكنت من الحكم عليه بالسلب أو بالإيجاب..

وما أن أغفو قليلاً حتى أصحو على خلاف المتوقع..

هذا الجهل المتأصل شيء مزعج..

أن تظن الظن فيمن ظنه ظن....

عذرا..

لا تظن ظنا خاطئا أن الجملة الأخيرة خطأ..

فظنك فيها مثل ظني في كثير من الناس خطأ.. حينما أفترض حسن النية في بعض الناس بينما الأوجب هو العكس...

وفي هذا الكلام تفسير محبط لبعض الواقع الغريب بالوقائع..

أنت مررت دون شكل بهذا الظن..

ربما.. و(أظنك) متفقا معا إلى حد بعيد، لكنك قد لا تستطيع التصريح أو التلميح,, كيلا تفقد الثقة بالحال...

بالنسبة لي الثقة غائبة حتى يثبت العكس، دون إنكار وجود حالات شاذة، ومع ذلك يبقى الأصل في يومنا هذا محاط بالوهم الواقعي...

لا تقلب شفتيك وتهز كتفيك وترحل وتترك المقال وحيدا لا تتابع القراءة..

أنا أفهم أنك لا تريد العبث المقالي...

معم حق.. وأنا أيضا مثلك.. لكنني أفضل العبث في زمن (معبوث) فيه...(مع الاعتذار من أهل اللغة العربية لأني لا أدري مدى صحة هذه اللفظة التي أراها أكثر لصوقا بالموصوف المراد وصفه)...

ربما لم تصل الى هذه النقطة بالقراءة...

أنا أفترض أنك وصلت، مع أني بت (شكاكا)... ولذا سأتابع معك دون أن أطيل...

في حياتك تعرف الكثير من الناس ويعرفك أيضا الكثير منهم...

من يبقى معك؟؟

مرة، منذ زمان طويل، عندما كنت يافعا.. مات صديق لوالدي.. وكان سياسيا معروفا.. ولكن حزبه تعرض للاضطهاد من جهة ما ورفض الهجرة وصار يهرب من بيت الى بيت.. وبالصدفة رأيته في بيت ملاصق لبيت صديق.. فحفظت سره ولم أقل لأحد حتى لأبي...

المهم..

مات الرجل بعد فترة من الهرب... وبعد أن توقفت عنه الملاحقة وعاد لبيته...

أتدري كيف مات...

فتح باب المصعد ودخل.. المصعد كان معطلا ووضع رجله في الهواء... فهوى في الحفرة ولم ينتبه لنزفه أحد وبقي هناك حتى مات... ليس بسبب الوقعة، ولكن لأن أحدا لم ينتبه لوقعته لأكثر من ساعة...

المهم..

فتح أبناءه البيت لتقبل العزاء...

لم يأت من المحازبين الا قليل...

ورأيت كلبه في باحة المنزل الخارجية يئن باكيا.. وعلمت فيما أنه مات من حزنه عليه...

ذلك كان قديما جدا...

ولكن في كل يوم نرى مثل هذا المشهد..

ترى هل رأيتم مثله مثلي... لا أظن أنكم لا تظنوا ظني؟

ومع أن الظن معظمه إثم... يبقى الجزء، ويا ترى كيف يصبح الجزء كل والكل جزء؟؟؟

سؤال يحتاج لمن يجب عنه...



لن أتابع كيلا تأخذكم الظنون الى أماكن ليس المطلوب أن تذهبوا إليها..

سلام من القلب

د.طارق البكري

18- 5 - 2006




View bakri's Full Portfolio