جريدة الرأي العام

  



  / البكري يتحدث عن تعلم الحرية بلغة مبسطة

كتب مدحت علام: اختار الزميل الدكتور طارق البكري طريقة أكثر إنسانية من غيرها من الطرق الأخرى، حينما أصبح الطفل العربي المسلم هو هاجسه الأول، محاولا وضع الأسس والأطروحات التي على نهجها تتحقق لهذا الطفل الرؤية الواضحة والحقيقية للحياة، وعلى هذا الأساس فإن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه التي حصل عليها بدرجة جيد جدا، توجهت الى مجلات الأطفال في الكويت ودورها في بناء شخصية الطفل المسلم وهي الأطروحة التي حصل بموجبها على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية في كلية الإمام الأوزعي للدراسات الاسلامية في بيروت، مؤكدا في بحثه ان الطفل كان ولا يزال محور اهتمام جميع الشعوب في كل العصور بلا استثناء، مشيرا الى ان الكويت بصفة خاصة تهتم بصحافة الطفل من منطلق الاهتمام بمواطنيها عموما، والأطفال خصوصا، وتهدف السياسة الإعلامية الى اشاعة المفاهيم التي تحافظ على القيم الأخلاقية، وقدم البكري حصرا للمجلات الصادرة للطفل في الكويت قديما وحديثا، وهي نحو 18 مجلة، ولقد استخدم البكري في بحثه منهج تحليل المحتوى آخذا مجلة براعم الإيمان,, كنموذج لدراسته، التي أظهرت الكثير من المؤشرات الخطيرة في تناول صحافة الطفل وما تشكله من أهمية في تهيئة وتوسيع ثقافته ومداركه.

وللبكري الى جانب تخصصه الأكاديمي في ثقافة الطفل أعمال ابداعية اهتم فيها بأدب الطفل أيضا، بعد نشر العديد منها في الكثير من الإصدارات العربية المختلفة، وأصدر مجموعته القصصية تحت عنوان «قصص وحكايا الحيوانات اللطيفة» عن دار الحافظ للطباعة والنشر في سورية، ضمن سلسلة العلماء الصغار وهي المجموعة التي حرص فيها الكاتب على نشر قصص بالألوان والصور الجميلة والتي تضمنت عموما مفاهيم تربوية وإنسانية تتناسب مع الطفل العربي الذي يبحث عن القصص التي تقدم له النصيحة في قالب أدبي جميل ومحبب الى نفسه، وكل مجموعة احتوت على قصة مثل العصفور الصغير، والاعتماد على النفس، وعيد العصافير، والذئب والديك الحكيم، والعصفور يعشق الحرية، الثعلب المكار، والنملة المغرورة، والنسر والحساب القاسي، والأرانب الذكية، ولقد اعتمد البكري في سرده لقصصه على لغة بسيطة لا تمثل عائقا أمام فهم القارئ الصغير للقصة وتسمح له بالاسترسال في القراءة دون ملل أو جهد في فهم المغزى المقصود من القصة التي تحمل العديد من الأفكار والرؤى، والمساهمة في تقديم حزمة من القيم التربوية والاجتماعية والدينية والأخلاقية، وكما يؤكد المؤلف ان الكتابة المخصصة للأطفال التي تعتمد على التناغم والتكامل مع الجانب الفني، أمور ليست بالبساطة الممكنة المتاحة في كل وقت وحين لما تستوجبه العملية برمتها من استيعاب حقيقي لما يحتاجه الصغار، فإن صياغة الأفكار في هذه المجموعة كانت معتمدة في الأساس على حيوية الكلمات وقدرتها على جذب انتباه القارئ الصغير ففي قصة يتحدث البكري فيها عن «سمر» تلك الطفلة التي تُصادق عصفورا صغيرا، وتدعوه الى منزلها فيجد في منزلها قفصا صغيرا ويعرف انه سيسجن فيه، فيوليّ هارباً ليقيم على شجرة ينشد فوقها للحرية، وقصة أخرى تحكي عن ملك يمنع اصطياد الطيور، وأخرى تتحدث عن أرنبة مشاكسة تدوس الأزهار وتشوه الطبيعة فنهتها ارنبة عجوز عن هذا الأمر الذي مؤداه تشويه الطبيعة الجميلة، ولقد كانت الثماني قصص عبارة عن نسخة جميلة للأطفال في عالم الحيوانات التي تقدم النصيحة في قالب أدبي جميل.

ومن المنتظر نشر هذه المجموعة القصصية قريبا عن الدار نفسها باللغتين الفرنسية والانكليزية في طبعات أخرى ورسوم مختلفة، بالاضافة الى اصدارها في أقراص خاصة بالكمبيوتر وبخلفية موسيقية مناسبة ومن المتوقع أيضا ان تصدر للمؤلف مجموعة قصصية أخرى ضمن السلسلة نفسها تتضمن ما يقارب عشر قصص قصيرة جدا، تحمل عنوان «قصص ذهبية من عالم الحيوان»، ويعتبر البكري الذي عمل في اذاعة صوت الوطن اللبنانية في مديرية الأخبار لمدة سبع سنوات والعديد من الصحف العربية من المهتمين بالطفل وبتثقيفه ثقافة تربوية خالصة.  



المصدرhttp://www.alraialaam.com/10-10-2001/ie5/special.htm

View bakri's Full Portfolio