مزهرية

--------------------------------------------------------------------------------



كانت المزهرية اليتيمة تقضي طوال يومها على حافة النافذة

تراقب من وراء زجاجها ملامح الطبيعة في الخارج وهي ساكنة

في مكانها الذي اختير لها أن تكون فيه....

أنيقة جدا و مفرطة في الجمال... تلك المزهرية الثمينة..

لكن صاحبتها آثرت أن تتركها خالية من وفاض الزهور......



في غمرة وحدتها ومع اقتراب طلوع الفجر في ذلك الصباح

و في غمرة الهدوء الذي لف المكان..راحت تفكر:



"لابد أن أخواتي المزهريات الأخريات يظنون أنني مسكينة فأنا

لم أرى يوما وردة عن قرب ولا مر بي يوماً عطرٌ لزهرة!!!





ولكني الأكثر حظاً بينهم... كم كنت سأغدو حزينة لو كانت

صاحبتي روتني في كل صباح بالمياه التي تعطرها باقات من

الورد الملون...كنت سأنشغل عنها طوال يومي بالحزن لأني

سأودعها آخر النهار حين ستذبل تلك الورود الرقيقة..



صاحبتي طيبة القلب ومرهفة المشاعر وأنا أحبها جدا..

فهي مثلي تحب أن تترك الورود تنعم بحرية وهبتها اياها الطبيعة

بدلا من أن تحملها إلى داخل جدران لتغدو حبيسة

في أوان زجاجية ملونة.."





وفي هذه الأثناء كانت الشمس قد بانت أنوارها وعمت السماء ضياءا

استبشرت تلك المزهرية بهذا الصباح الجديد الجميل .....

وراحت تراقب تلك الحديقة الغناء التي تقابلها...

إلى أن لاحت لها بين شجيرات الورد المتناثرة برعما راح ينفض عنه

قطرات من الندى ليتحول إلى وردة جورية غاية في الجمال......

ولكم كانت دهشة تلك المزهرية كبيرة حين رأتها تستدير باتجاه

نافذتها المفتوحة......وتغمز بعينها...



استبشرت في سعادة وقالت : عمت صباحا أيتها الوردة الجميلة.







زهرة النغم

View zahrat_alnagam's Full Portfolio