سنرجع يوما إلى حينا

مدينة الشموس والاقمار والانوار..نسيها لبرهة الزمان







تركها الياسمين..هجرها الحمام وباتت وحيدة..







شوارع المدينة القديمة...







اشتاقت لرؤية المحبين والسمّار..في مشاوريهم القصيرة







اشتاقت لمنظر العشاق فوق ذلك الجسرالمطل على تلك القناة الصغيرة..







أحياؤها العتيقة ..الحزينة تحن لرؤية الاطفال







وهم يتراكضون في ارجائها







تحن لسماع أصوات ضحكاتهم البريئة..ولكن دونما فائدة..







حتى المطر .. غادرها مع من غادروا..ولم يذكرها منذ سنين..







ولكن يومها الفائت كان مباركا وسعيدا..







للمرة الاولى منذ أعوام ..يزورها المطر ...







وهاهو لا يتوقف عن الهطول منذ البارحة







جداول صغيرة رقراقة بدأت تغسل الشوارع..العطشى...







و جدارن البيوت التي خلت إلا من بقايا للذكريات ..







بدأت تشعر بالانتعاش.. وتفاءلت بعودة جديدة للحياة







وكأني أرى هناك طائرٌ صغير يحوم فوق أحد المنازل ..







التي بدأ الدخان بالتصاعد منها..طلبا للدفء







وبحثاً عن ملاذ يحتمي به ويداري ريشاته من حبات المطر







وها هي بائعة الورد تمر في أحد الشوارع ..







بثوبها المزركش..وقبعتها ..الجميلة..







ودون أن تهتم لتبللها بالمطر..وبصوت..تلون بسعادة داخلية..







راحت تدندن بأغنية فيروزية...سنرجع يوماً إلى حيّـنا







...سنرجع...سنرجع..سنررررررررررررررررررجع.......







وهاهي واحدة من نوافذ تلك البيوت الكبيرة تنفتح عن وجه ملائكي







لصبية صغيرة تسمع صوت بائعة الورد..فتطل لرؤية ما كادت أن تنسى شكله..







و تمتلأ سعادةً لمنظر سلال الياسمين والورود ........







تحلق بنظراتها بعيدا في السماء وتسرح مع حبات المطر وذلك الغناء الجميل







وهي تصغي بكل جوارحها.. لما كاد أن يصير حلما ً..ولكنه أبى أن يصير..







وهاهو طفل صغيرٌ يجري بفرح...ويشد أمه..من يدها







وهو يصيح بصوت امتزج بالعبرات والضحكات..:







أمي إنه المطر...!





زهرة النغم

View zahrat_alnagam's Full Portfolio