علبة شفافة

--------------------------------------------------------------------------------



لم يبق أحد من أقاربي..أو معارفي لم يأتي ليعودني



وهاهو يومي الخامس في المشفى ولم يأتي هو لزيارتي



كلما دخلت ابنتي لتخبرني بقدوم زائر آخر..



أتفاءل أن يكون هو..ولكن الصدمة تتكررمرة تلو المرة..ويخيب أملي



من جديد. . .



يخبرني الطبيب أني سأخرج غدا من المشفى..



وأبدأ بتحضير نفسي للخروج من هذا الجو..المشحون بكل شيء..ومن كل شيء



قاربت الساعة التاسعة مساء..بعد قليل سآخذوجبه عشائي وأخلد للنوم



ابنتي ذهبت منذ ساعتين للمنزل لتعده لاستقبالي



نقر على الباب..استدير نحوه متوقعا رؤية وجهها فقد حان موعد رجوعها



لكنها لم تكن القادم..هذه المرة



كان هو...ذلك الرجل الذي تمنيت بقوة ان أراه قبل ان أخرج



كانت هذه فرصتي لأعرف أنه قد سامحني الآن بعد كل شيئ



كانت هذه أقوى رغبة عندي



يمر أمام عيوني شريط صور...اكتنز بلقاءاتنا الاخيرة..



اشعر أني أدخل من جديد في واحدة من مشاحناتنا..الكثيرة..



وأشعر بقوة الذنب الذي اقترفته بحقه...ومدى الاذية التي سببتها له



ولكنه جاءني اخيرا..أكاد لا أصدق ذلك..



وهاأنا أراه يتقدم نحوي..بتؤدة وبطء..يصل الى سريري..يمد يده ليصافحني



تغرورق عيناي بالدموع..أمد يدي أنا الاخر وفي عيناي من الامتنان ..الكثير



يعود ليجلس على الكرسي المجاور..ماذا أرى في يده



علبة شفافة..تناثرت بداخلها تشكيلات من الزهور...



أيعقل أنه جلب لي معه الورود أيضا؟؟



أحقا تمكن قلبه من مسامحتي..مع أني لاأستغرب هذا عليه



جمدت الكلمات على لساني..



وشعرت بخجل يكاد يحملني من الغرفة ويقذفني خارجها لشدة إحراجي



مرت دقائق خمس وأنا غارق بتخيلاتي وأفكاري



وإذا به يقف ويودعني متمنياً لي الشفاء



ويحمل في يده تلك العلبة....متابعا طريقه إلى الباب





زهرة النغم

View zahrat_alnagam's Full Portfolio