قالتْ بصوتٍ مرهقِ:
"يا ليتنا لم نلتقِ
وبقينا نحلمُ باللقا
وبفيضِ شوقٍ مُحرقِ
نهفو لجنّةِ قربنا
نزهو كدوحٍ مورقِ
أوداعُ هذا أم لقا
أوّاهُ يا قلبي الشقي
عيناي أين نجومُها
من حبّنا ماذا بقي
يا خجلتي من لهفتي
ماذا أقول لخافقي
أتراكَ في أوهاميَ
محضُ خيالِ العاشقِ؟
قال بوجهٍ مشرقِ:
"هل مثلُنا حبٌّ نقي
طالَ السماواتِ العُلا
حبلاً لودٍّ موثَقِ
ما زلتِ فيَّ جنتي
بل أنتِ نعمةُ خالقي
أُصغي لصمتٍ بيننا
مثلَ الوجودِ الناطقِ
قرآنُ عشقٍ ضمّنا
فعلامَ طهري اتّقي
باقٍ على العهدِ أنا
ثقي بأَيْماني ثقي
مسّي جروحي إنني
أطيبُ حين تعانقي"
ختم الإله ما بدا:
"يا مثنويِّ المرتقي
هذي هنا أحديّتي
بكما اكتمال تحقّقي"