الخاتمة / بين البطل والكاتبة

خاتمة

بين البطل والكاتبة



ختمتِ الكاتبة روايتها "حصرم الألم" في اليوم الثامن من الشهر الأخير للعام، بعد سنين من جلاء المشاعر وتبلور الأفكار وتوالي الأحداث، ولم تتقصّد أن تجعل انتقال الدوالي من حالٍ لحال في النفس البشرية لا يساير مواقيت الطبيعة، وأن موعد قطاف العنب وبهجة الزارع بجناه قد يخالف المعتاد ويأتي في عزّ الشتاء.. بدل هجير الصيف.

كانتِ الساعة قد جاوزتْ السادسة صباحاً، وقد بدا الإنهاك على محيّاها مع سعادة غامرة كامرأة تضمّ مولودها الأوّل لصدرها بعد مخاض عسير.

وضعتِ القلم على المكتب ورتّبتِ الأوراق ثم رفعتْ رأسها ونادتني فلم أستجب، وعاودتِ النداء، فلم أردّ.

كانتْ تريد أن تزفّ لي خبر انتهاء الرواية، وتخبرني كيف نضج الحصرم ليصبح حلواً، وأنني برعتُ في تمثيل طاقة الحبّ والإرادة والجمال كبطل حقيقيّ، ولم يخطر ببالها أنها في لحظة انتهاء روايتها، كان الشارع يكتب روايته الأبدع ويعلن على الملأ:

"الساعة الآن 6:18 تماماً بتوقيت دمشق".

"ما أطيب حصاد الصبر والإرادة يا مبدعتي"، قلت لها بعينيّ وأنا أغني مع ريتا وطفليّ وكلّ هذا الشعب الهادر أغاني النصر، وأراها تهلّل فرحاً وترفع عالياً راية الحرية.. وتواعدني برواية قادمة وبطل حرّ آخر يروي ما عتّمت عليه يد الأقوى، وغيّبته خلف قضبانها السجون.

 

 

 

تمّت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

View thanaa_darwish's Full Portfolio