الإنسان والمدنية

Folder: 
قراءات





  قراءات                قراءات                قراءات






على هامش مقال – الإنسان والمدنية – للأخ أكرم أنطاكي



في معابر







تبرز العدالة كواحدة من الأخلاقيات التي يتضح جوهرها وهدفها في حياة الإنسان كفرد

ثم كمجتمع .. لتسمو به



مع سائر القيم نحو إنسان اختير ليكون خليفة للإله حين علمه الأسماء كلها .



إن كلمة ظلم تعني لغوياً وضع الشيء في غير مكانه .. وبالتالي فالعدالة تعني عكس ذلك

أي وضع الأمور في



نصابها الصحيح ..



يبتدئ الظلم بظلم الإنسان لنفسه .. حيث لا يحترم هذه الجوهرة المضيئة فيه .. ويغطي

مرآتها بغبار السوء



بأشكاله .. حين يزلقها مزالق وضيعة فتودي به إلى النتائج الملائمة لعملها ونواياها



وبالتالي فإني أرى أن إنسانا .. ظالم لنفسه لن يقدر أن يكون عادلاً مع الآخرين ..

ولا يصلح لبنة في مدنية عادلة



وكما قلت عزيزي أكرم لن تتحقق العدالة بلمسة ساحر .. ولكنه طريق طويل أراه يبتدئ

بالتربية السليمة في



المدرسة والبيت .. أي مع أجيال جديدة .. ما تشوهت بعد ..



لأن المحزن فعلاً أن نرفع الشعارات .. مطالبين بالعدالة والمساواة .. فإذا ما كان

لنا أن نجلس على ذات الكرسي



فعل الكرسي بنا فعله .. وصنع غشاوة تتفاوت في سماكتها من شخص لآخر ..



وربما وجد نفسه مجبراً على مسايرة الحاشية حوله .. أو المحسوبيات وتلك الطامة

الكبرى .



إن حلم بثورة شاملة سريعة يبدو ضرباً من الجنون .. فلن تنبت خلية سليمة دون أن تذيب

أخرى سقيمة ..



ومن هنا فمواصفات أي عادل في منصب ما يجب ان تخضع لمعايير اخلاقية عديدة .. أولها

الحزم والقوة وعدم



التهاون مع الهفوات الصغيرة كي لا تستفحل .. وثانيها أن يحاكم نفسه قبل الآخرين ..



الرقابة والعيون التي لا تنام ولا تغض الطرف .. المساواة في الحقوق والواجبات



ولأنه حديث ذو شجون لن أستطرد بتلك المواصفات الحالمة في وطن عربي مستعبد حتى العظم

..



وحتى أفراده ظالمي أنفسهم بغير علم .



لعل القادم أجمل .. في عصر الإنترنيت الذي أراه المخلص رغم وجهه الشيطاني

*ثناء درويش*








View thana-darwish's Full Portfolio