فرويد ونفسانية المرأة

Folder: 
قراءات



  قراءات                قراءات                قراءات






ديمتري افييرينوس





كلما قرأت لك .. غبطت آدمك الذي زاوج حواءه .. محققا حقبقة الزواج .. لتكون بينه

وبينها مودة ورحمة ..



وتكون سكنا له .



مقالك يفتح أمامي آفاقاً لا تحد .. وتشجعني لأقول ما أحسه ويسكنني كهاجس .. وقد

يتعذر علي أحيانا الربط بين



أفكاره .



لأنني وبعد تأمل في الكتب السماوية وصلت لنتائج لا أدعي تمام صحتها .. ولا أنها آخر

المطاف ولكنها ربما



تطرح ولو ومضة في هذا الظلام .



أولاً أرى أن أي إنسان يحمل حواءه .. فتعبير آدم أتى من الأدمة .. أي الظاهر .. أو

الجسد . وتعبير حواء من



الاحتواء أي الكمون .. أي الروح أو النفس .



ظهر الجسد المذكر وتوارت الروح المؤنثة لتبدو آثارها



فإذا غاص آدم تجاه حواءه أي نفسه الصافية أو روحه وزاوجها حقق حقيقة الزواج ..

وإلا كان كالأنعام بل أضل سبيلا .



ولتمام المماثلة والمطابقة .. كانت هذه الإزدواجية في كل شيء في الكون للإقرار

بفردانيته ووحدته .



إذاً .. المسألة ليست مسألة ذكر وأنثى وإنما مسألة إنسان .. ففي حين أتيح للرجل أن

يعبر عن هذه الإنسانية .. حجبت الأنثى عن ذلك .. فقل أن نسمع عن نساء حكيمات أو

متصوفات .



إنها رحلة النفس بكل أشكالها لتعود عقلاً ..



ليست العلة في الدين .. وإنما العلة في فهم هذا الدين



فتعبير ضلع قاصر من الرجل هو رمز إلى أن النفس هي فيض أو انبعاث عن العقل .



إن عودة إلى القرآن الكريم وتأمل عميق في قصة الخلق .. نجد أن اسم حواء لم يرد بشكل

صريح وإنما بعبارة "



وجعله غثاء أحوى " .. وليس ذلك تعدياً من ذكورية الرسالة .. ولكن لأن الدور يتطلب

ذلك .



انتهى دور الكشف .. دور الأمومة .. وتوارت الأم خلف حجبها ليبدأ دور جديد هو دور

الستر .. يسود فيه آدم



الذي علمه الله الأسماء كلها .. وليمضي هذا الدور بتواري الحقيقة وسيادة الظاهر أو

الشرع أو التنزيل .. لأمر



إلهي .. هي رحلة المعرفة والعلم لإماطة اللثام عن ربة الخدر .



إن عدم ذكر اسم أنثى في القرآن ما عدا العذراء مريم .. لا يعني إهمالاً لها .. بل

صوناً لهذا السر العظيم الذي يفترضه دور الستر .



إن من حملت بكلمة الله لها قدسية ما تحمل



إن من زاوجت النبي وكانت ممن تسلم منهم رسالته من دعوة سابقة – خديجة – لها علو

مكانة زوجها



خديجة التي أنجبت بنتاً فقط لتحمل السر الإلهي – فاطمة البتول - .



فاطمة – أم أبيها - ؟؟؟؟؟؟؟



أخيراً لي رأي : أعتقد أننا إذا ما أردنا أن ننظر إلى المسألة بوجهها الصحيح علينا

أن نأخذ أنموذج المرأة السليمة



التي أتيح لها أن تكون في بيئة أقل من غيرها عقداً .. وكان موروثها وتربيتها أميل

إلى الاعتدال وندرسه .. لا أن



نأخذ نساء مريضات .. كما فعل فرويد .. لأن ذلك لن يوصل لحل



إن من ينشأ في بيئة تركز على الجسد وتوليه الأهمية والتقديس .. سيفسر أي خلل فيه

تفسيراً جنسياً كما فعل



فرويد



أما من ينشأ في جو روحي أو جو متوازن .. ولا أقصد ديني تقليدي سيشعر بتلك الطاقة

المتفتحة للنفس وميلها الفطري نحو الكمال .



هذه الطاقة التي لا تعنى بجنس دون آخر .. بل ربما كانت المرأة أكثر صفاء وتعبيراً

عن لطافة الحقائق .



وبكل الأحوال إنما اختفت الحقيقة في غمام الكلمات والحروف ..



كما توارت الروح في غلالة المادة



وخارج المادة .. في عالم الأرواح ليس هناك ذكر ولا أنثى .



ودمت لنا ضوءاً نهتدي به



*ثناء درويش*








View thana-darwish's Full Portfolio