عود على بدء

Folder: 
يُحكى أنّ





http://www.grsites.com/textures/ss_b/ss_b001.jpg "text="#F5F5DC">



  يحكى أن                يحكى أن                يحكى أن






عود على بدء





في زمنٍ بعيد بعيد



في عهد الصدق والطهارة



كانت الفضيلة



وحدها سيّدة العالم 00تهوِّم مقدِّسة 00مسبِّحة لله في عليائه 0



سألت الفضيلة الله أن يجعل معها ضدَّاً تعرف من خلاله 00قائلةً :



(رباه 00إنّ النور لا يبدو إلا من خلال الظلمة



والحُسن لا يظهر إلا مع الضدّ أو النقيض



أريد أن أُعرف بالمقارنة مع نقيضي )



أجاب الله سؤالها 00وقال لها :



( حسناً 00ليكن لك ما أردت



ستسكنين مع الرذيلة في بيتي - بيت الله - ( الإنسان )



الّذي اصطنعته بيدي



لكن إياك أن تأتيني يوماً شاكية باكية مما تفعله بك



هذه الضُرّة 00وسأعيّن عليكما حاكماً عادلاً أدعوه –الضمير –



تحتكمان إليه في الملمّات0



في بداية الأمر: كانت الفضيلة هي ربّة الدار 00صاحبة الأمر والنهي



وكانت الرذيلة تقبع في الزاوية خائفة مغلولة وكان الضمير مرتاح



البال 0



ثمَّ 00شيئاً فشيئاً : راحت الرذيلة تتحرر من أغلالها وتتجول في الدار



متخفّية00 محدثة تخريباً في ذلك الكائن النوراني المخلوق من تراب



وبدأ الضمير عمله في توبيخ الرذيلة وردعها0



في زمن آخر: صارت الرذيلة تستعير ثياب الفضيلة وتتخفّى بها



وتتزيّا بزيّها  00سالكة الدروب المظلمة الملتوية



0وهي دائماً لديها المبررات والأسباب لأعمالها التخريبية



إذا حاول الضمير محاسبتها



في زمن متأخر :بدت الرذيلة ربة الدار 00سافرة عن وجهها الدميم



دون برقع أو قناع 00وسط التصفيق والتهليل 00بينما راح الضمير



يغطّ في نوم عميق0



نظر الإله من عليائه إلى البيت الذي اصطنعه بنفسه00  فوجده مظلماً



مهجوراً 00مسكوناً بالخفافيش والبوم والغربان 00تهوِّم فيه أشباح



الرذيلة من00 ظلم وخداع ونفاق 00من حسد وغرور وشهوة



من غضب وغيرة ونميمة 00من خيانة وانتهازية وأنانية



ابتسم الربُّ مشفقاً  00وهويرى نور الفضيلة يجاهد في إضاءة الظلام



الدامس 00وايقاظ الضمير النائم وخاطبها قائلاً :



صبراً أيتها الفضيلة



لنا عود على بدء



نحو عهد الصدق والطهارة



حين يعود ربُّ البيت إلي بيته



وعندها ستتوجين



وحدك مليكة العالم



لأنه لن يكون هناك سوى الأصفياء الأخيار0



*ثناء درويش*








View thana-darwish's Full Portfolio