نشوة من قلب العجز



  منثور له                 منثور له ..                منثور له











الهي



أنا قطرة ماء في محيطك الكبير 00 مذهولة بفيضك اللامتناهي00 أجرب أن أخوض غماره00



فأصاب بالدوار



ذلك أن أسرارك لا تنتهي00 ودررك الثمينة ما نالها غوّاص



لقد قلت لي : ( ادخلي إلى ذاتك تعرفيني0000 فأنا المحيط بالفعل00 وأنت المحيط بالقوّة



كل مابي مكنون و مر كوز فيك )



وهئنذا - ياربّ – أجرّب ذلك في رحلة عجيبة نحو الداخل



وكلّما امتلأت نشوة بعظمة ما بي 00 امتلأت إحساساً بالعجز والتقصير



ويترافق الإحساسان في تناغم وانسجام



أمثال00 وأمثال00 وأنا في همّة عاشق أجرّب قراءتها00 وأرى في كلّ كائن وكلمة مثلاً



مضروبا لأفهم ممثوله



وكلما أُعطيت مفتاحاً وفتحت باباً 00انتصب أمامي باباً آخر وألقي إلي بمفتاحه أيضاً 00 وهكذا



ما أشبه هذا بهديّة تأتيك من حبيب 00تفضّ الغلاف لترى بداخل العلبة علبة أخرىأصغر00



فأصغر 000



وأنت تتابع فضّ الأغلفة 00بلا تعب ولا ملل  00يدفعك الشوق لمعرفة الهديّة



لقد سُمّي العقل عقلاً أي ربطاً لأنه يربط المفاهيم ببعضها 00ليعيد المثل لممثوله



وإني منذ وجدت أجرّب هذا الربط فلا الأمثلة تنتهي ولا همّتي تفتر



لا ظمئي يرتوي00 ولا الماء لديك يغور



ولقد عرفت منذ البدء أن العجز عن درك الإدراك هو إدراك بحدّ ذاته00 لذلك أراني في عطش



دائم للمعرفة



للجمال00 للحب  00وأنا أعلم أني لا أعلم 00فتولد النشوة من قلب العجز 00وتهتف كل خلية



بي :



لا إله إلا الله



وأدرك عظمة قول المصطفى – علينا منه السلام - :



من عرف حدودها وأدّى حقوقها دخل الجنّة



وأعرف أن صفوة الصفوة ونخبة النخبة وحدهم عرفوا حدودها حدّاً 00حدّاً00واعترف به



ثمّ بعد هذه المعرفة00 أدى حقوقها حقّا 00حقّاً



فضمن الجنّة التي وعد بها0

  

*ثناء درويش*












View thana-darwish's Full Portfolio