وعاد رمضان





أفكار              أفكار             أفكار








عاد رمضان .. وفي النفس رغبة جامحة أن يحمل معه هذا العام معجزة جديد يشبع هذا الخواء في الروح ..

أن يحمل أشياء أخرى غير برامج ومسلسلات تتبارى شركات الإنتاج على ادخارها لهذا الشهر الفضيل

حيث الأسرة بكامل طاقمها قد تكومت أمام الشاشة الصغيرة .. والسباق بين المحطات .. أيها أقدر على جذب

المشاهد لأطول وقت.. قائم على أشده ..

الأم وقد أجلت تنظيف الصحون لفترة قصيرة تبث بها الإعلانات التي يوازي بثها بث المسلسلات لتغطي

النفقات التي يتكلفها التلفزيون في شهر مليء كهذا الشهر.

والأولاد وقد لوحظ تراجع واضح في مستواهم الدراسي لأنهم يصرون على متابعة أغلب ما يعرض .. طالما

هناك تهاون نوعاً ما من الأهل – حرام .. كانوا صايمين - .

رغبة ..  بأن تدهش أرواحنا كما تدهش أعيننا لمرأى الأسواق وقد استحالت لمعارض مأكولات تغري الصائم

بما لذ وطاب

وأن نرى ابتكاراً روحياً وفكرياً يماثل ابتكار خيام رمضان .. والسهر حتى الفجر فيها .. مع تسال وفرفشة تجلي

الهم عن قلب صاحبه .

عاد رمضان مع الاسطوانة ذاتها– وحاشاه أن يكون قصدي المساس بقدسية فضائله ولكني فقط أسأل : لماذا لا

يعاد الشريط نفسه الخاص بالعام الماضي والذي قبله طالما الكلمات نفسها والاختلاف في الوجوه فقط .

عاد رمضان .. بأجساد لا تقوى على الحركة .. بتأثير الامتناع عن الطعام .. والاستيقاظ فجراً للسحور

وبمحاولة لقطع الوقت خلال النهار بالنوم أو ممارسة أية تسلية .. بانتظار أذان المغرب الذي يحمل الفرج

ومعاناة المعدة التي أتاها الطعام دفعة واحدة كوابل من سجيل دون رأفة بها أو رحمة .

عاد ومعه الاختلاف متى نبدأ الصوم ومتى نعيد .. طالما الأمر مقترن بمن رأى الهلال ومن لم يره

والإشكال الحقيقي  حين يكون الزمان شتاء والجو غائم والرؤية متعذرة ..

والحجة القائمة قول عن رسولنا الكريم : " صوموا لرؤيته " .. ولا أدري إن كان أحد قد تساءل :

لم لم يقل ( ص ) محدداً : لرؤية الهلال .. واستعاض عنها بالهاء .

وهكذا تصوم كل دولة عربية على هواها .. ووفق محسوبيات سياسية .. ليتحدد وفق هذه المحسوبيات حتى  

تاريخ الحج .. مع العلم ان بين العيدين سبعون يوما كما تعلمون

فتأملوا رعاكم الله

يقبلون أن يحتفلوا بليلة النصف من شعبان .. وفي ذلك إقرار صريح  بأن شعبان تسع وعشرون يوماً

ثم بعد ذلك يقولون أكمل شعبان العدة ثلاثون يوماً .. ولا يصغون لحديث قائل : ما كمل شعبان ولا نقص

رمضان .. وربما اعتبروه باطلا او ملفقا

إلهي :

أهذا كل ما أردته منا وأنت تسن تشريعاً اسمه الصوم

أهذا ما انتظرت أن تصل إليه الأمة الإسلامية من فهمها لمعنى الصوم

وكأنني أقرأ في سفر الوجود آفاقاً أوسع وأعمق تريد أن تنقلنا عبرها من الفرض كرهاً إلى الفرض طواعية

ومن - العبيد - كرهاً إلى - العباد - طواعية .. وشتان ما بينهما ..

شكراً لتحملكم ألمي



*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio