أمجاد



أفكار              أفكار             أفكار







كم كان جميلاً لو انهم  اخترعوا ما يسجل  توهج الأفكار والأحاسيس في داخلنا بآن معاً دون أن نقول



كم كان جميلاً لو أنني اصطحبت معي ورقة وقلما .. ونقلت كل هذه التداعيات كما ولدت



أحاول أن استحضر اللحظة المنفلتة .. وأنا انتقل مذهولة في أرجاء القلعة معتمدة على ذراعه الأمينة



أحاول أن أستعيد أفكاري الشاردة من لساني إلى أذنه أو بتعبير أدق إلى قلبه .. كأنني أحدث ذاتي



لأول مرة أشعر أني أحب الحجر بحرارة



وأنه الذاكرة والتاريخ ورائحة الإنسان المعجونة بالعرق والدموع والخوف والألم



ألأنها ترتبط بي .. بمدينتي الصغيرة  بالتفاصيل الصغيرة التي مهما قلنا نخلعها نبقى نحبها ؟



" هاهنا سكن أجدادك " .. وأشار إلى غرفة في أول طابق للقلعة التي يقال أنها بطوابق سبع



إلهي .. كم أبدو عاجزة عن تخيل كيف عاشت العائلات في مصياف في هذه القلعة قبل أن تبنى المدينة .



الآن .. بعد البعث ولن أقول الترميم .. بدت المعالم واضحة .. تلك التي كانت مدفونة كل هذه السنين



السوق والحمامات والآبار والزخارف على الجدران وأشياء أخرى كثيرة وحميمة ..



سراديب وممرات وشقوق يرشق العدو من خلالها بالسهام



وفدائية تنهض من دفاتر النسيان  ترمي بنفسها من الأعالي إخلاصاً لفكرة .



وهاهي المادة من جديد تأسرني وأراها تجلياً للإله .. وتأخذ قدسيتها من قدسيته



وأفكر هل القيم على العمل أكثر عظمة من هذا العامل البسيط الذي يعمل بإخلاص ليجسد الفكرة



أفكر بمعنى الجماعة وضرورتها لتجسيد أي عمل .. فتقدس الإنسان ككل أو كإبداع حين تنظر للعمل عن بعد



أفكر بالإله المبدع .. واضع الفكرة والإنسان الذي يجسد حلم الإله



أفكر أن الأمر أبعد من حزن البعض على بيوت لهم هدمت لتبدو القلعة شامخة وواضحة



تماما كما أن الغاية الإلهية ابعد من كل هذه الأحزان العابرة للبشرية



أفكر وأفكر وتضيع الأفكار وسط نشوتي بكل ما أرى من جهد وعمل خلال فترة وجيزة



دعوة لكل الأصدقاء لزيارة قلعة مصياف .. بعد إحيائها من جديد



وما زال العمل مستمراً





*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio