حيّة أم حياة





أفكار              أفكار             أفكار










في الحية .. وهي ترمي عنها جلدها القديم .. بما ندعوه نحن – الانسلاخ –



دعتني للتأمل .. فأجبت دعوتها كعادتي بسعادة



فكيف لي أن أرد دعوة مغرية كهذه ..



وأنا التي اعتدت أن أرى فيما يسميه الآخرون – غريزة -   ..



حكمة خفية وأمثالاً مضروبة لإعادتها لممثولها



سألتها عن السر فقالت :



" سلي أمي -  الحياة – التي وهبتني اسمها لأكون رمزاً يدل عليها



انظري إليها كيف تنزع عنها ثوبها الضيق كل عصر وتستبدله بآخر أوسع يستوعب جديدها



قولي لكل من يصر على الاحتفاظ بالقوالب القديمة : – لكل عصر قالبه –



وهناك نمو للباطن لن يستطيع الظاهر أن يستوعبه



فلا يفزعكم تخليكم عن قديمكم



لأنه ليس تخل بالحقيقة .. فلولا القديم ما كان جديد



لا تظنوا بدعوتي تنكر لكتبكم المقدسة



ما في كتبكم المقدسة نقص أو زيادة



العلة بقصور قراءتكم



فما تلك الكتب إلا الحياة " *





وتابعت الحية البوح :



" لعلك تظنين أن هناك اختلاف بين كلمتي : تمثال ومثال



إن المثال يغدو تمثالاً حين نصنمه فينا



ونقول " هذا ما وجدنا آباءنا عليه عاكفين "



لأن آباءنا عبدوا الصنم أي المثال .. وتركوا حقيقته .. أي روح الصنم



فهل سنمضي على آثارهم ؟!



وما الحكمة .. إلا التدبر والتأمل



وما الحكمة إلا التساؤل :



" ماذا أراد الله بذلك مثلاً "



ثم تأتي أعمالنا ترجماناً لكل ما تأملناه



فإذا كنا لا نحسن قراءة الآفاق ولا كتبنا فهل ترانا نصل إلى قراءة ذواتنا



أم تراها علاقة جدلية



بحيث إن قدرنا أن نقرأ أنفسنا نقرأ الآفاق والحكمة المودعة في بطون الكتب *





واستطردت الحية :



ولأن الشيء بالشيء يذكر أراني أذكر واقع الإسلام المحزن



وأراني أحمل هم إيصال ما عندي



لأنني أرى  الإسلام كدائرة صغرى وسيلة للوصول إلى حقيقة الإسلام كدائرة لا متناهية



وهاهو قد وقع بين رأيين:



ا الأول ..  أخذ على عاتقه تصنيم النص وتكفير كل من يخرج عنه .. فبتنا نعد للألف قبل أن نطرح



ما نراه .. رغم كل هذا الانفتاح الفكري والروحي



والآخر .. ربط آيات القرآن بأسباب النزول .. مرتئياً – وحقه أن يرتئي ما يشاء – ربط القرآن بمرحلة معينة



من التاريخ.. لتحويل القرآن إلى كتاب من كتب التراث .. وربما بحثنا عنه بعد زمن ولم نجده إلا كقطع نادر *



ثم تساءلت :



ألن نخرج  - ربما - من مطب عدم تقبلنا لبعض سور القرآن في هذا العصر ..كالتي تتحدث عن الرق والإماء ..



وغيرها إذا ما آمنا أن الباطن يحتمل وجوهاً كثيرة .. وبالتالي سيحتمل تعبير معين آفاقاً أبعد من ضيق اللفظ .



وهي بنفس الوقت دعوة للتأمل فيما ترمي إليه كل آية .. من دون حصرها بزمن معين واعتبار خطابها لفئة



معينة



أم تظنون أن ابن هذا العصر سيقبل آية مثل " وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت " .. على أن المقصود بها



وأد البنات في الجاهلية .. لا  " الحقيقة  " التي تقتل عبر كل العصور .. على سبيل المثال



هل الحل في نبذ القرآن باعتباره مصدر اختلاف بين المسلمين .. ويلعب دوراً منفراً بين الإسلام وباقي الأديان



لأنه كما يرون متناقضاً .. مرة يدعوا لمسالمتهم ومرة يدعو لتكفيرهم



أم الحل  في دعوة لقراءة جديدة لهذا الكتاب .. نبتدئها بفهم لغوي صحيح له



طالما آمنا مسبقاً بأنه على وجهين ظاهر وباطن .. وطالما آمنا أن وجوه الباطن لا تعد ولا تحصى



أم هو قدر أن يتوه به من تاه ..  ويفرق الإسلام باتباع  ظاهره .. لحكمة وغاية لا ندركها



ولعلي يجب أن أكون أهدأ بانتظار وعد الله تعالى :



" إنا علينا جمعه وقرءانه * ثم إن علينا بيانه "





هذا ما قالته الحية .. وهي تخلع جلدها القديم .. وترتدي آخر مشابهاً إنما أوسع



ولكم أن تصدقوها أو لا *



*ثناء درويش*










View thana-darwish's Full Portfolio