مشاعر

Folder: 
بوح 2005
















  

أرجوك صدقني أيها القاضي .. الحاكم العادل –  يا سيدي القلب - .



وابعد نظرات الإدانة .. والشك والريبة عني



وكف عن نعتي بالمجرمة



يشهد الله أني ما قصدت قتلها .. ولا خطر لي ذلك ببال



وكيف أفعل وأنت أكثر من يعلم .. أنها رفيقة دربي



وأنها من أعطى لحياتي معنى .. ومن لون أيامي بالأمل .. وأشعل سمائي بالنجوم



ألم تكن الشاهد أبداً .. على تعلقي بها .. والتصاقها بي كالوشم منذ ولدت



ألم ترعاها بنفسك  طفلة .. واحتضنتها كأم حنون حتى أينعت وكبرت



فكيف أخنقها بيدي عامدة



كل ما فعلته .. أني قد وضعت كفي على فمها أبغي إسكاتها



وكتم نشيجها المتواصل



بعد أن يأست من إقناعها بالعدول عن التحكم بي وتسيير حياتي كيفما تريد



كم حاورتها وكان رجائي أن تفهم أن ليس لمثلها أن يرى النور



وأنها ستبدو غريبة الأطوار أمام ما ألفوه حتى أصبح قانوناً لازماً



كم حاولت إخفاءها ومداراتها بافتعال أخرى لها بعض ملامحها



  فكان إصرارها يزداد على الظهور .. والتعبير عن نفسها وحقها بالوجود علانية



واليوم خطر لها التمرد على ما تسميه " قوانيني الصارمة "



والتملص من عيني الرقيبة



فما كان مني إلا أن أمسكت بها رغم حركتها الزئبقية .. وألجمتها



علها تهدأ قليلاً وتكف عن المعاندة .. بطريقة تجني علي وعليها



فراعني ما حدث



رأيتها فجأة .. تغمض عينيها .. وقد سكن اضطرابها وارتعاشها



اصفر لونها .. وأخذت برودة الموت تسري في أوصالها



ناديتها لم ترد.. حركتها لم تستجب .



لا أصدق أنها رحلت وتركتني وحيدة



أي معنى لاستمراري بدون وجودها معي



أي طعم ولون للعمر إن لم تدغدغني براءتها



أي قفر ستغدو أيها القلب من غير جنونها



ثم ألست يا سيدي .. من يدعى الخضر الحي



إذاً .. رش ماء الحياة على وجهها .. وانعشها من جديد



ألست المسيح الذي يحيي الموتى



فلم لا تلامسها بيدك المباركة وتبعثها حية كما كانت



أرجوك .. افعل شيئاً لأجلي وأجلها .. ولا تعتبرني مجرمة



لأنك خير من يعلم أنني مثلها ضحية



وأنني لم أقتلها .. لم أقتلها



بل قتلت معها





*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio