هديّة

Folder: 
بوح 2005










http://www.grsites.com/textures/lgren/lgren024.gif " width="68%">



http://www.grsites.com/textures/ss/ss212.gif " width="90%">



  

أيّ شيءٍ في العيد أهدي إليك .



أأهديك شيئاً أحبه أنا ... أم تهواه أنت .



إنّ يدي تأبى أن تمتدّ إلى متاع دنيويّ زائل .. لا يحمل في طيّاته معنىً .. أو قيمة



روحية سامية .



أأهديك ورداً .. والورد حمل منذ البدء معانٍ جميلةً .. وظلّ رمزاً خالداً للحبّ ..



والجمال .. والحياة .. ولتنوع المشارب والميول .



لن أهديك ورداً مصطنعاً .. لأنّه مجرد صورة خرساء خاوية من الروح .



هو أشبه بدمية يلهو بها الطفل حيناً .. لينصرف عنها .. إلى قرين يبادله اللعب



والكلام .



سأهديك ورداً حيّاً .. في أصيص .. لم تمتدّ يدٌ جانية لتنتزعه من أحضان أمّه محققة



أنانية الاستمتاع .



ورداً يحدّثك بألف لسان .. وتضجّ به الحياة .. عبقاً ولوناً ورونقاً .



أم أهديك موسيقى ناعمةً حالمة .. تهب الروح ألف جناح وتحملها معها نحو عوالم



أخرى .. القلب سيّدها وحاكمها .. والمشاعر ملائكتها المسبحة .



فالموسيقى لغةٌ عالميّة توحّد الجميع .. عندما يعجز البيان عن ذلك .



الموسيقى رسالةٌ سماويّةٌ .. تشوّق النفس إلى مبدئها .. وترتقي بها لتدور مع



الأفلاك .. وتهوّم في سماء الربّ .. مقدّسة ممجّدة له في عليائه .



وما مزامير داوود .. إلا دليل على ذلك .. ولا تراتيل الكنائس وقرع أجراسها



وصوت الأذان وتجويد القرآن .. إلا لتنقل لنا مهمّة الموسيقى كرسالة خالدة .



إنني في حيرة .. لعلّ الأنسب أن أهديك كتاباً أعجبني .. أو قصيدة صاغها قلبي



ودوّنتها أناملي ..



وهل يخفى دور الكلمة .. وفي البدء كانت .. يوم لم يكن إلاّه .. وأحبّ أن يُعرف .



وهل كلّ ما تراه عيوننا إلا كلمات الله .. المتكلّم دوماً .. والذي لا يليق به الصمت .



وكيف نجهل دورها .. وهي وسيلة التعبير الأقوى – على الأقل حتى الآن –



وصلة الوصل بين لسان ناطق وأذن واعية .



لن أهديك شيئاً مما ذكرت .. وأرجو ألا تعتبرني بخيلة .



سآتيك .. كما أنا .. بدون رتوش وتجميل .. لا أحمل إلا صمتي .



( وأصدق الشعور ما كان صامتاً ) .. هكذا قالوا .. وهكذا عشنا .



سأجلس قبالتك .. وأترك عينيّ تسافران في مدى عينيك .



سأدعهما تنقلان لك صدق مشاعري .



فالعين نافذة مشرعة للقلب .. ومرآة لا تكذب ولا تجمّل .. تعكس داخلنا كما هو .



فإذا وصلك صدق حبّي .. ستعتبر هديتي أغلى هديّة .



وسأقرأ بدوري ردود فعلك في عينيك .. وأعرف رأيك في الهديّة



أنا آتية إليك على جناح الشوق .. فانتظرني



وكلّ وقت وأنت بخير .. هو يوم  عيد

*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio