مرشد ومريد

Folder: 
يُحكى أنّ





  يحكى أن               يحكى أن                يحكى أن




http://www.grsites.com/textures/ss_b/ss_b018.jpg " width="68%">



http://www.grsites.com/textures/ss/ss118.jpg " width="90%">



مرشد ومريد



    

اللوحة الأولى



يبدو المريد على باب المرشد واقفاً .. بينما الساعة تعلن عقاربها عن مرور أيام



وليالٍ على انتظاره .



اللوحة الثانية



يفتح الباب أخيرا ويسمح للمريد بالدخول



يهرع الشاب نحو الشيخ مقبّلاً يديه ودموعه تبلل خدّيه .. بينما يهوّن الشيخ عليه



ويهدئ من روعه



المريد : أخيراً سمحت لي بالدخول .. يا دليلي في متاهات الدروب .



لطالما بحثت عنك .. لطالما انتظرتك في كل مكان .. وأقول : ربما مرّ من



هنا .



لكنك لم تأت .. ناديتك ردّ الصدى أن لا أحد. حتى هداني الوجد لدارك .



وهئنذا أنتظر منذ شهور على بابك المبارك.



المرشد : قريباً منك كنت .. أرقبك بعين الأب المشفق .. وأنتظر الأيام أن تنضجك



أكثر .. شوقك لم يكن كافياً لأفتح بابي لك . وإخلاصك كان ناقصاً .



المريد : كنت أرى بابك يفتح لغيري .. بينما يردّني حاجبك معتذراً فأحدّث نفسي :



أما رأى دمع عيني .. أما أحسّ بلهيب العشق في قلبي . لكنني لم أيأس



يوماً أو أملّ



المرشد : كان لابدّ من الامتحان قبل القبول .. والتجربة يا بني هي المحكّ الحقيقي



لصدق القلوب .. وها أنت تجتاز امتحانك الأولّ بنجاح .. فادخل رحابنا ..



وعش نعيمنا .. تحت ظلّنا .



المريد :هجرت الدنيا وزيفها .. وجئتك أسعى .. لتعلّمني مما عُلّمت رشدا



وستجدني إنشاء الله صابراً ولن أعصي لك أمرا .



سأظلّ العمر خادماً لأعتابك الطاهرة .. أتبع نورك حيث يكون .



المرشد : نعم .. الصبر شرط أساسي للمضيّ في هذا الطريق .. بعد النيّة والعزم



على خلع حبّ الدنيا من قلبك .



فلا تستعجل بلوغ المرام .. لأن كلّ شيء بأوان .. ألا ترى إلى الرضيع



إن أطعمته اللحم هلك ...



ستصعد سلّم العرفان درجة .. درجة . وإذا ما حاولت اختزال الدرجات



بقفزة واحدة ستسقط .. وهيهات تستطيع بعدها تكرار المحاولة .



المريد : سأكون عند حسن ظنّك بي .. وأفعل ما تمليه علي .. فالروح ظمآنة لتنهل



من فيض علمك وحكمتك .. لكن ظمأها سيعلّمها كيف تشرب كأس جمشيد



قطرة .. قطرة  .



المرشد : انتظر  استدعائي لك قريباً .. وروّض النفس .. منذ الآن على الطاعة



والقبول .. دون اعتراض أو تساؤل .



يودّع المرشد مريده مباركاً إياه .. ويمضي المريد بعد الانحناء احتراماً .. ونشوة



غامرة تحلّق به نحو عوالم أخرى .



اللوحة الثالثة :



يبدو المريد مصغياً لمرشده بجميع حواسه الظاهرة والباطنة .. بينما المرشد يلقي



إليه بإشارات وتلميحات ويختبر ردود فعله .. وفطنته .. ونباهته .. وطريقة تحليله.



ثمّ يناوله أخيراً كتاباً ليقرأه ويعود إليه لاحقاً .



يتصفّح الشاب الكتاب ويبدو بعض الامتعاض على وجهه عندما يلاحظ بساطة



معلوماته .



يلاحظ الشيخ امتعاض الشاب لكنّه يتجاهله مودّعاً إياه بحرارة .



اللوحة الرابعة



يبدو المريد منكبّاً على قراءة الكتاب بشغف .. وفي يده قلم ودفتر يدوّن عليه



الأفكار الرئيسة .. وتعليقاته واستنتاجاته .. ثم يمضي لأستاذه الذي يبتسم بعد أن



يسأله مجموعة من الأسئلة . وقد لا حظ انتقاش معلومات الكتاب في نفس مريده



ويبدي له سعادته بالأفكار الجديدة التي خرج بها.



ويناوله قائمة بأسماء بعض الكتب التي عليه قراءتها .



اللوحة الخامسة :



يعود المريد بعد أشهر حاملاً كتاباً جديدا من تأليفه ويناوله لمعلّمه باحترام



يفتح الشيخ الكتاب ويقرأ – الإهداء -  الموجّه إليه في صفحته الأولى



ويربت على كتف مريده مهنّئاً وشاكراً وهو يقول :



المرشد : أستطيع الآن أن أقول أنني أسلمتك لأول طريق العرفان بثقة



ستحضر منذ الآن مجالسي  الخاصة .. وستتولى في وقت قريب تعليم



مجموعة من شبابنا في حلقات خاصّة .



المريد : لن أنقطع يوماً عن مجالس البوح عندك .. وسأظلّ بحاجة إليك مهما تقدّم



بي العمر .. فسلسلة الحكمة متصّلة أبداً .. ودائماً هناك مرشد ومريد .



يتعانقان بشوق النبع للنهر يغذيه ويفيض عليه .. وشوق النهر للنبع يهبه بعض



ما عنده ..  بينما عينا كلّ منهما تنظران بلهفة نحو البحر .... والمحيط

*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio