ذكريات



  منثور له                 منثور له ..                منثور له











أذكر



يوم أتيتك معترضة :



- لماذا وهبت الطير جناحين وحرمتني من نعمة التحليق؟



فقلت : تلمسي روحك جيداً



ولما فعلت



دهشت .. حين وجدت لروحي ألفاً منها



تحلق بي نحو سابع سماء*



أذكر



يوم فتحت القفص للطائر الحبيس



وأطلقته بيديك الحانيتين إلى الفضاء



وأشرت للأفق البعيد .. وخلفه آفاق لا تحد



واعترضت كعادتي:



- لكن قلبي لم يزل رهين الضلوع



وعذرتني كعادتك :



- تأملي هذا القلب الذي هو الوحيد ذو التغذية الذاتية



بينما يضخ الدم إلى كل خلية في الجسد



وها قد  قلبت لك القلب



ولن يضاهيك بعد الآن طير



قدرة على التحليق *



أذكر



عشاءنا الأخير



يوم سقيتني  دمك نبيذاً .. وأطعمتني جسدك كسرة خبز



ورحت أتلمس نفسي في ذهول : - إذاً  هل أصبحت الآن " أنت "؟!



هاهو دمك يسري في عروقي وخبزك يتفتح خلايا في جسدي .. هل أصبحت إذاً " أنت "



وضحكت :



-  رويدك .. لابد من وقت ليتحول النبيذ إلى دم والخبز إلى جسد من جديد



ساعديني لتسريع ذاك الوقت



ورحلت ..



لا.. ربما تواريت



لا .. ربما ارتفعت ..



لا .. ربما تكثرت



بعدد كسرات الخبز صرت



لتبقى كاملاً مهما تعددت*



أذكر



أنك كنت-  ولا زلت-   ترتدي وجوهاً عديدة



وكنت أعرفك مهما بدلت وجهك



وغيرت لعبة الزمان والمكان



لأنك في البدء..  كنت أنت



وفي النهاية لن يكون..  إلاك أنت  

*ثناء درويش*












View thana-darwish's Full Portfolio