الظل العاشر / ناديا

Folder: 
ظلال

 


ظلال


الظل 10

ناديا


أقسم أني بكامل قواي العقلية، وعن سبق إصرار وتصميم، اخترت ما تدعونه العنوسة و أسميه حق تقرير المصير.

ولعلكم أحقّ مني بنظرات الشفقة، تلك التي ترمقونني بها في رواحي و إيابي ، حزناً على شبابي الذي ولّى دون رباط الزوج "المقدّس" أواختبار مشاعر الأمومة ما بين حمل و إنجاب و تربية.

ناديا أيها القوم لم تزل بعيني نفسها رغم الزمن العابر.. تلك الشابة التي رغب بها الكثير من شباب البلدة و عبثا جربوا خطب ودّها وحين كانت ترفض كانوا ينعتونها بالصلف والغرور ، مؤكدين أنه سيأتي اليوم الذي تندم فيه على ما ضيّعت من فرص ذهبية.. فقريباً ستفترسها الوحدة والوحشة ولن تجد ابناً يناديها ماما أو يكون عونها في عجزها.

هكذا أنتم دوما عبيد لما ألفتم وتعارفتم عليه حتى صار قانوناً لازماً الخارج عنه إما متمرد أو غبيّ.

ولست أدري كيف تختصر بنظركم كل العلاقات الإنسانية بصكّ زوجية، ولما لا يكون طفل شردته الحرب أحقّ بأمومتي من طفل أنجبه لو استبعدنا "أنا" الجينات الحاكمة المستبدة.

كونوا ما شئتم ياقوم، وأبعدوا عيونكم عني لأنها لن ترى كم طفل تربّى بحضني وكم يافع احتاج مشورتي وكم شاب اعتبرني أمه دون أن يكون حبلنا السرّي قطعة لحم.

ولأنكم لن تروا كم انا أكثر حرية وسعادة منكم في خياراتي المتعددة المفتوحة أمام خياركم القدريّ الوحيد.

أما بشأن نهاية كل منا وقصة الاحتياجات .. فمن منكم يجزم ببرّ ابنائه وجحود من أحببتهم.


ربما بغد لناظره قريب .. في حوار مفتوح لا جدل عقيم .. سترون كم الحياة أرحب من معاييركم للعنوسة من حيث إطلاقها على من فاتها قطار الزواج الذي يطحنكم بعجلاته وأنتم تتغنون به .. كقرار لا خيار.

وربما رأيتم العنس هو النعس .. لقلوب وعقول تأبى الصحوة .. من يدري ؟!



View thana-darwish's Full Portfolio