ذاكرة للنسيان

وحيدا . .



قرب الثلاثين من عمري



وحيدا . . أقف عند أعتاب الذاكرة



أتفقد النسيان . .



أقلب الذكرى على مهلٍ



كمن يحتسي فنجان قهوة مره



سروةٌ خبأت في جوفها بعض شقاوتي



أولا دحارتي، أصدقاء طفولتي



أتذكر شجرة التوت . .



وبيتا بين فروعها، كبيت العنكبوت



يهدمه الشتاء بكل مطر



فأعيده من خيوط الشمس في كل مره



أمضي وحيدا . .



مثقلا بذكريات أبت على النسيان



أبت ان تموت . .



وحيدا، ، قرب الثلاثين من عمري



أجلس مرهقا . .



من فرح خفيف الظل، مبعثر كالرمل  



أذكر ايقاع الحجارة



صوت الرصاص



اشتباك الشعب والمحتل



فوضوية الحرية، الحلمُ الأمل



مسيل الدموع



فرق المشاة، حرس الحدود



أذكر أصدقاءا عاهدوا صدقوا



جنازات رفاق مبكرا وافاهمُ الأجل



أقرؤ مرة أخرى



شعارات الجداريات



أدبيات بلون الدم ، أحرف من نار



قافٌ ، واو ، وميم . . فليرحل المحتل



هنا قرب الثلاثين من عمر سريع



أحس برد المعتقل



أسمع عند الفجر زمجرة أبواب الحديد



أسمع الصرخات . . مكبوتة من الاكسات



صوت العظام . . نزع الاظافر



من رفيق لم أره من قبل . .

  

مكبلَ العينين واليدين والقدمين . .



أذكر حملة التفتيش . . طابور العدد



مجدو . .



رسائل من الأب للأم والولد . .



هنا عند الثلاثين من ألم شديد . .



أمضي وحيدا . .



في دروب تحمل أسماء من لا يعرفوها . .



وحيدا لا أحد يقاسمني المسير .. .



خاليا مني . .



ولا أحد. . .


View tariqasrawi's Full Portfolio