محمد عبد الحميد : الكتاب الثالث









الكتاب الثالث







حليب الصباح





أغفو على مائدة



من شظايا النوافذ



حين يحف بها



الثلج والملح والأمنيات



أحتاج جداً لبعض العاديات



إلى حافة الكون



أحتاج حتى لحبل ملذاتها



المنثني



من سرة الليل حتى قصور



المجرات



........













سؤال





كيف تكاثر عشبك في



ضفتي



وكيف تسلل



منك الحليب



رويداً رويداً



إلى شفتي













قطب النحاس





اطعمت قلبي حبرها



وكتبت قرب الخبز



في ظل النبيذ



قصيدها



فتدلت الأسماء



من عليائها



وتخلت الأفعال



عن خيلائها



عرجت على قطب



الفؤاد



توترت بالكهرباء











اليوم السابع





لماذا حين تقطفني



أصابعها



أصير كأني اخترعت الورود جميعاً



وحين تشكني على صدرها



هكذا



أتعب ستة أيام



وأرتاح في الليلة



السابعة











مخاوف





تخشى البرتقالات جميعا



نهم سكينة



واحدة



والجدران تؤلمها مخالب



الطلاء



والنخلة تنحني



لاذى العصافير والريح



والبحر يفتضه



شباك الصائدين



أما أنا



تضايقني الأحذية الجديدة



وتربكني المرأة



المتجهمة



وأكره أسئلة الامتحانات



والشرطة السرية















لاجيء





كل منهم هم



يتفادى ما أمكنه



الآخر



لكن ثم زخام خانق



وقطارات تعدو بلا رحمة



لا أحد ينبس ببنت شفة



ومع ذلك



تصدر عنهم ضجة متكتلة



.......



وهو بحبته الخضراء



ولكنته الخلوية



يرخي جناحيه



على راحاتهم



فزعاً ... يثير فزعهم



فينفرون



لا يحتويه الزحام



ولا تمتصه الضجة



خرج من هناك ... لم يصل الي هنا















هتاف





سوف تشتعل البنات



على ضفافك



تشتهيك الفاكهة



وتراود الأحلام



أوتار النخيل



وتصيح لك



يا منطق الاكوان



في دورانها



يا نجمة الطرقات



في تجوالها



وحريقا في جنوب القلب



شب











ماذا يريدون





لأ أحد يريد امرأة



في راحتها ثقب



يا للمطلب



يريدون امرأة تنجب



تطبخ



تعمل



وبالطبع تضاجع



ويريدون امرأة متعددة الأغراض



يريدون امرأة مصرف













رغبة





عندما تكون لدي امرأة جميلة



احلق وجهي بعد غروب



الشمس



ذلك أفضل



واخرج معها ايضا















حفيف



العصافير مشتاقة للتجلى



والمدى وراف امان طفيفة



والضفيرات في نمو صريح



فليكن موسم البذار



هذا مطيرا





ولنقترع ضد قامة القيظ هذه



انها تشعل الخلاء بقلبي



تغسل الموج



من حفيف كثيف



...











وطن





وطن ..



نقلبه على الأيدي



كما جمرة



يباغتنا وينهض في مآقينا



كما زهرة



نقاربه



نكابد منتهى الانواء



تدنو من شواطئه



فيهرب



والطحالب في صوارينا



وطن ..



نغادره ..



يطاردنا



ويلهث خلف خيل الريح



سفرا في اتون الروح



يبقي في "مقايلنا"



يشاركنا حميم النبتة الخضراء



ورجع تردد الاصداء















علا الهتاف





والحناجر تتشي بالقمح والطمبور



والاوتار تنهض في شرايين البنات



فتندفعن إلى اللغات



إلى الصلاة



إلى المناطق كلها



وسوائل الغدد التي انطلقت لتنشر ظلها



في شهقة الصبيان



وارتخى الجدار .. هوى



الجدار!!



وتعاطت الأيدي الشبيكة



سر رعشتها



وفاحت ضوع رقصتها!!



تسرب



للهواء الطلق!!!













بيت البحر





كان للبحر في أول الأمر



بيتا بنته الكواكب



كما كان للبحر في مبتداه المراكب



كان للبحر أيضا مرايا



وموج مغامر



وعطر حميم



وفوج ضفائر



حنين مقيم



وبضع منائر



وطير أليف



وطير مهاجر



جادل الريح في الصواري وسافر


View sudan's Full Portfolio