الصادق الرضي : بَرَاءَةُ الثِّمارِ والظلِّ في المعنى





جَسدْ







نَهْشٌ على العَصَبْ



مؤسَّسٌ في الخِطَابْ



دُنوُّكَ



من وَجِيزِ الهَيكلِ



نخرٌ على خشبِ البصيرةِ



نَقْرُ الآخَرِ فيكَ



بينما



حَفْرِيَّاتٌ هيكليَّةٌ



كلَّ يومٍ



فيما تنقادُ تجاهَ الحائطِ المصقولِ بالظلِّ



كَي بَللٌ - وَحْدَهُ



كائنٌ مكانكَ



خطوةٌ إثْرَ خنجرْ







لا تقلْ لي - تسقطُ الورقةُ رهيفةَ الحوافِ



علوَّ نملةٍ "تكُوسُ" بيتَها



بحبَّةِ القمحِ



تدوسُها بحبَّةِ الرَّوَاحِ – قُلْ



بحاجةِ الرُّعَافِ



لي







نَظِّفِ الخَشَبَ من الحَوَافّ



دسِّم العصبَ



واردم الفتوقْ



من الظِّلِّ







دُنُوَّاً



من الحاجةِ



قرباً



من الملامسةْ.











جسد







من الشبَّاكِ أو من تحت المائدة



من رأسِ الحصانِ أو دِرعِ السلحفاة







هَيْكَلٌ



عظميٌّ



تَكْسُوه / عمودياً



تَفْرَغُ الموجةُ



مِنْ غَسْلِ الأُفْقِ -



تجريدِ المساحات من الزَّوَايا



رأَسيَاً



والخُطُوطْ







فلا يتبقَّى لَكَ ظِلٌ



لا يتبقَّى له رمادٌ /



تكسوه اْمْرَأةٌ أَيضاً











جسد







جُثَّةُ طائرٍ بِفَمِكْ



تَبْعَثُ الأُغْنية.



نَيِّئاً



من عيونِكَ ينطلقُ الضّوءُ



في عُرْيِهِ الكامِل







عليكَ أَنْ تُرْسِل َالأُفْقَ، مَرَّةً كي تُفِْيقَ، عليكَ



أَنْ تبعثَ نافذةً تِلْوَ أُخرى



تَسْنِدُ الجِّدارْ







أَتْرُكُ الأَبجديةَ تتعلَّقُ بي



وأَنا أَتسلَّقُ خيطَ اللُّغَةِ الرَّفيع



بيني والعالم.



أَتَجَمْهَرُ في فَمِي



معلَّقَاً بين اللُّغةِ والعالمِ



بين العالمِ والأَبجديةْ.







أَترُكُ رأسي



يُنْصِتُ



للخرافةِ



أُصغِي لمديحِ الجِّهاتِ لبعضِها



وأُزمجِرُ للرِّيحِ من فُوَّهَةِ الجَبَل







ما لساني يقولُ لِيَ اْصْعَدِ المسافةَ



ما المسافةُ بين صوتي وحنيني



ما هناكْ                           ؟!







جَسَدٌ يترفَّعُ عن جسدي



جسدٌ تَنْفِيهِ الرَّغبة



جسدٌ تَعْلُوهُ الرِّيح.











نداء







هو إِيقاعٌ وحنين



يقود إلى الجِّذْعِ



لصوتِ النايِ



وصُرَاخِ



المرأةِ



في اللَّيل







إِلى العُذُوبَةِ المُلْقَاةِ



على كَاهِلِ النهرِ



قُرْبَ المنحدَر







سَادُوسٌ



قَمَرِيٌّ



لأَعْشَابٍ



عاشقةْ.











خريف







بَلَلٌ في صدأ الوردةِ



يَدْنُو من يَدِي



وهي تَعْمَلُ في الحائِطِ



قُرْبَ البِئْرِ المُغَطَّى بالمعادنِ



أَوَّلُ عصفورٍ أُخَطِّطُهُ لأَكتبَ



يشغلُ المرآةَ.



آخِرُ امرأةٍ..وأَمْحُو



وطَنَ الحديقَةِ كُلَّه من خاطري.







قُرْبَ الغَديرِ - أنا



ولونٌ حائلٌ



حُطَامُ مَرْكِبْ



حائطٌ في البَالِ



بيتُ العنكبوتْ.



قُرْبَ الحديقةْ، لَوْنٌ سائلٌ



ورُكَامُ كَوْكَبْ



شَارِعٌ في البَالِ



وامرأةٌ وحيدةْ



وردةٌ في الكَفِّ من صَدأٍ



بلا بللٍ



و.. .. .. أَذْهَبْ!











ذكرى







جديرٌ بي



أَنْ أَنفجرَ كَمَنْ يعرفُ الشَّارِعَ



مِثْلَ المَطَرِ يَرْعَفُ هادئاً



في اللَّيْلةِ الأُولَى



بغُرفةٍ مُنْزَوِية.







جديرٌ بكِ، على الرَّصِيفِ



الشَّسُوعِ



هيِّناً، في معاينةِ امرأَةٍ



تُجْهِشُ بالحنينِ



قَرْبَ ساقِ شجرةٍ مهجورةٍ



بغابةٍ لا تَعْبَأُ بِأَحَدْ,



..............



جديرٌ بِنَا كُلُّ الخَفَيِّ



وحُرْقَتُهُ في العِظَّام!.











وحيد







الوَسَاوِسُ تُهَمُ اْمْرِئٍ أَعزلٍ



على صَدْرِ لائحةٍ مبهَمة



غَامِضٌ



على قَدْرٍ من السَّيَلانْ







شَبَهٌ بطعمِ حريقٍ غابرٍ  



في الجَوْفِ



إِيقاظُ طَبْلٍ - جَارُ الضُّلُوع



إِلتباسٌ على أَكثرِ من بصيرةٍ



أَقلِّ من عَينٍ ومَلْمَس







في اْنتِقاءِ اللَّحْظَةِ الأَخيرةِِ



نَسْلُ الخَيْطِ الأَوَّلِ



في عناقِ فُقَّاعَةٍ



أَو قَضْمِ نَمْلَةٍ من الذَّاكرة!.











نهايات







أَرْضَتْ لَكَ الماضي



أَزَاحَتْ



ملمَسَ اللَّحظةِ



عن جسمِ المكان الأَوَّلِ



في اللَّحظةِ الأُولَى، أَضاءتْ!



..............



هي سُلُّمٌ لنداءِ الطُّيورِ الشَّرِيدَةِ



من الطَّقْسِ المُكْتَظِّ بالهواءِ الفسيحِ



لخُصُوصِيَّةِ الموقِدِ



لهديلِ التَّهَدُّجِ



في الجَّنَاحِ الهزيلِ



واْشْتِباكِ الحُوْصِلات







سُلُّمٌ



لاْقْتِناصِ الضُّوءِ من الدَّمعِ



لعناقِ الشَّمعةِ في وحْدَتها



................



قُرْبَهَا تجلسُ الظَّهيرةُ



في متناولِ الرَّاحَة



حيثُ تعبثُ بالرَّوائحِ والمعاني



قطارٌ يعبرُ العمرَ الممرَّ



وتمضي شوارعُ الطُّفولةِ







آخِرُ الأَشياءِ، على الكُرْسِيِّ



يُبْقِيكَ



مذاقُ الشَّايِ



وضحكتُها الفاكهَةْ







تعبرُ أخرى غيابَكَ



يعبرُ الباقونَ



حيثُ تُقْعِي مُصْغِياً



فيما ذاهبٌ فيكَ وراءَ الحائطِ



مسمارٌ وحيدْ!.











أُغنية







ماثلٌ للرِّيحِ



في قبعةٍ لا تُخْفِي



بمعطفٍ يلتفُّ - على عمودِ الغبارْ



النَّحيلُ







يَرَى فضاءاً



ولا يقطفُ وردةً



حتى يَرَاك







(بالممرِّ الضِّيِّقِ



بين أكوامِ الزِّبالةِ



يُشْهِرُ منقارَهُ



ويضربُ بالأَجنحة).











سطوع







يَقُلْنَ إِنَّهُنَّ أَصْغَرُ مِنِّي



ويَمْضِيْنَ مُسْرِعاتٍ في وداعي



يَقْتَفِيْنَ أَثَرَ النُّبوُءَةِ الكاذبة



وأنا أتوارَى من الحنانِ دامعاً



قربَ حائطٍ يتكَسَّرُ



من لَذَّةٍ مبهمةْ







إِسرِعي في التَّماثُلِ



في التَزَيِّي بأَوراقِ الخديعة



وراءَ تَلِّ الحُدُوسْ







تَعَلَّقي بِهِنَّ وتابعيني



من وراءِ الوضوحِ المُتَواري







مثلَ صائدٍ تَحْرُثينَ الظِّلالَ الرَّهيفةَ



في اللَّيل، تَسْلَخِينَ الدَّمعةَ



من صَمْغِ الحاقِنِ الدَّمْعَ



في نجمةٍ تَحْرُسُهُ



خلفَ بابِ الوجودْ!.











نبعٌ سِرِّي







غائبٌ في عُذْرِ هذا النَّهْرِ



لا يأتي من الشبَّاكِ



من يَقْطُفُهُ



لا تُغَطِّيهِ سوى الذِّكْرَى



بَلِيلاً



بالدِّموعْ!



........................



أَبْقَيْتَ لي مَعْنَىً



أَبْقَيْتَ لي مزمارَكَ المعنى



أَبْقَيْتَ لي معنى أَُحبُّكْ



أَبْقَيْتَ لي روحي مَعَكْ



أَبْقَيْتَ لي ..



أَبْقَيْتْ ..











قيلولة







قَبْرٌ مُشْتَرَكْ



جُثَّةٌ واحدةٌ محترقةْ



مثلما تحلمينْ







أُعِدُّ لَكِ الشَّايَ



من ضَنْكِ المائدةْ



تطبخينَ العناصرَ مخلوطةً في الرّوَاق







نَتَّقِي



أَنْ نكونَ بعيدَيْنِ عَنَّا



نَتَّقِي



أَنْ نَصِيرَ رماد!.











مَلِك







يَصْدُفُ أَنْ تمتطي حِصَانَهُ



دونَ أَنْ يقطعَ رأسَكْ



أَنْ يَضَعَ رأَسَهُ



على رُكْبةِ طفلةٍ نائمة



دون أَنْ يوقظَها



أو يُوَسِّخَ فستانَها



بلُعَابٍ معسَّلٍ في فَمِه.







مَلِكٌ



دونَ أَنْ يطلبَ حلوى لضحكتِهِ



دونَ أَنْ يَسْتَفِزَّ الذُّبَابْ!.











م







هو لاعبُ أَثْقَالٍ



أُخَفُّها ضحكاً حياتَهُ وحياتَهَا



وهي راقصةٌ لا يراها سِوَاه



كما تُحِبُّ وما يُحِبّْ



لأَوَّلِ وهلةٍ



تُبْصِرُ اْمْرأةً تُحِبُّ أُخْرَى كَأَنَّه



ويُحِبُّهَا كَأَنَّها



بينما في الشَّوَارِعِ



كُلَّ يومٍ عابَريْنِ فَقَطْ



كَمَا لا أَحَدْ!.







  







Author's Notes/Comments: 

وُلد بمدينة أمدرمان، بالسودان، في يناير عام 1969.

نال جائزة الشعر الأولى للشعراء الشباب عن  أمنستي سودان، في عام 1986، كما نال في العام نفسه عضوية إتحاد الكتَّاب السودانيين.

نشر أعماله بالصحف والمجلات الثقافية داخل وخارج السودان.

صدر له:  

ـ غناء العزلة، طبعة أولى دار ألف للطباعة والنشر، الخرطوم 1996، طبعة ثانية الخرطوم 1999.

ـ متاهة السلطان، طبعة أولى دار الخرطوم للطباعة والنشر، الخرطوم 1996، وطبعة ثانية من مكتبة الشريف  الخرطوم 2001.

ـ أقاصي شاشة الإصغاء، طبعة أولى، الخرطوم 2000، ثم طبعة ثانية من دار عزة للطباعة والنشر، الخرطوم، 2001.

عمل الصادق الرضي محرراً ثقافياً بعدد من الصحف منها الصحافة، الحرية، الأيام والأضواء. ويعمل حالياً مديراً للقسم الثقافي بصحيفة السوداني.

شارك في الفعاليات الثقافية لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، الدورة الرابعة عشر، في أبريل عام 2004، حيث قدم عدة قراءات شعرية بالمجمع الثقافي، أبو ظبي، والنادي العربي بالشارقة.

قام مركز ترجمة الشعر التابع لمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، جامعة لندن، بترجمة مجموعة من أعماله الشعرية. ترجمها الشاعر والمنتج السينمائي حافظ خير، والشاعرة سارة ماغواير والشاعر مارك فورد.

شارك في جولة الشعراء ببريطانيا التي نظمها مركز ترجمة الشعر، بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، جامعة لندن، في أكتوبر عام 2005، حيث قدم قراءات الشعرية في عدد من المدن البريطانية ضمن مهرجانات شعرية وأدبية، وشارك في عدد من ورش العمل المختصة بترجمة الشعر.

شارك في مؤتمر الترجمة من العربية إلى الانكليزية ومن الانكليزية إلى العربية بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني، على هامش معرض لندن الدولي للكتاب في دورته للعام 2006، في شهر مارس من ذات العام، وقدم قراءات شعرية بدعوة منPoetry Cafe .

View sudan's Full Portfolio