الصادق الرضي : عثْرتُ على أَحَدْ





يبدأُ الكَوْنُ بقُبْلَةٍ خاطفة



تبدأُ اللَّذَّةُ بالإِحتراق



تبدأينَ معي



ينتهي كُلُّ شَيْءْ







نارِيَ التي أَجْمَعُهَا بِدَمِي لأجْلِكِ



نارِي



خطابي لروحِكِ



ناري حنانُ أصابعي



وهي تكتُبُ لَكْ



لم تَعُدْ - صالحاً - بَعْدُ



إِذْ



غَسَلَتْنَا دُموعُ العِنَاق!



... ... ...



عاونيني قليلاً



لأَطْرُدَ هذي الحقولِ من بَهْوِ العَيْنِ



وأَسْكُنَ القِطَارْ



لأَحْزِمَ صَدْرِيَ في صَبْوَةِ الصُّورَةِ الماثلةِ



للعَيْنِ



وأَفْرَغُ مِنْ صَدْرِكِ في التَّعَب







في نِزَالِ الجبلِ الذي يبدو بعيداً



دون أنْ يَنْطِقَ اْسْمِي



أو يُعَلِّقًكِ الدُّخانْ.







لا تُقَلِّمِي أَظافري



دَعِي، في اللَّيل، ما ينمو



وفي النهارِ



لا تقطفي سِوَاك







شاركيني



دعوةَ الحُنُوِّ على الصَّفَقِ اليابسِ



أَنْ نَلْتَمَّ



بَعْثِريِهِ على دموعِ القلبِ



يَخْضَرُّ



تَحْتَكُّ تحتَ الجِّلْدِ



ظلالُ الشَّرايينِ



تُضِيءُ العُيُون!



... ... ...



سُكَّرٌ



أَيْنَعَ في قعرِ نارٍ تَخُصُّها بقلبي



القَصَبُ من أَوَّلِ الخريفِ



غارِقٌ في وَجْدِ الطُّيورِ اللَّقيطة







بيننا



موسمٌ



كُلُّهُ رائحةٌ



بيننا عُمْرُ المكان!.







مصابيح







في الماءِ



في صَمْتي وقُرْبِكِ



في نارٍ - وَحْدَهَا تجمَعُنا



أَطْفُو ..



ووحْدَكِ قد تُنَادِينَ عَلَيَّ!







..........



يدخُلُ الطائرُ طقسَ الأَخضرِ



مثلَ الوَتَر



بَرْقٌ يَرِفُّ على العينِ كالسِّرِّ



تنحني قُبْلَةٌ في القوسْ



يَسْتَمِرُّ المطر!







في الشوارعِ لم يَعُدْ أَصدقائي



في البيوتِ البعيدةِ عن بعضِها



لم تَعُدِ المصابيحْ



في القلبِ عادتْ رَجَّةُ النَّبْضِ المبعثرِ



لكنَّكِ تَرْمِينَ المناديلَ على الرَّاحِلِ



والباقي على نورِ الصباح!







أطلس







الطِّفلُ يُبْصِرُ وجهَهُ - للمَرَّةِ الأُولى



بساقِ اْمرأةٍ - يَسْتِحِي



عليه أَنْ يغتسلَ



قبل أَنْ يبلُغَ النَّهرْ



الـ "مرأةُ" حطامُ النَّافذة



قافية الجدولِ المنذورِ - مُعَلَّقٌ



لتَهَشُّمٍ



مُحَبَّبٍ في العِظَام







في الظَّلامِ المهمَلِ



تحتَ الشَّجَرِ



وزوايا البيوتِ الغامضة



الـ "نهرُ" طفولتُها



حنينُها الجَّاهِشُ للعناقِ الكائنِ



بغُرْبَةٍ مصابةٍ بالجنونْ!







لن أمنحَ اْمرأةً جسدي



في الدَّاخِلِ مفتونٌ بي



بلونٍ غائصٍ فيَّ



بأَعضائي خصوصاً



شَمُّ المَسَامِّ وتشكيلُها في العيون



لن أُجَسِّدَ الإِحساسَ في اليدين



وفي العَرَقِ النَّاطقِ



في رغبةٍ مقبوضةٍ في الفَمِ



أو صرخةٍ مَخْبُوءَةٍ تحتَ اللِّسان



..........



سَأُصْغِي غائصاً في النَّهرِ



للنَّهرِ الذي كانَ



وأَلْمَسُ الطِّينَ يصبو لِحُنُوِّ النَّارِ



تحت الماءِ تَجْلِدُهُ بعيداً



أَرْفُضُ الـ "مِرْآةَ"



هذا الجَّسَدُ القَادِرُ ماءَهَا



دمعاً به تَصِلُ الحبيبةُ للحبيبةِ



أمنحُ اْمْرَأَةً أبدي



بعيداً قُرْبَ هذا الطِّين.







أنْتَ مِنْهُم ؟!







ليس كثيراً ما أهْتَمُّ



إلاَّ بامرأةٍ طعمُهَا لا يكادُ يُرَى



إلاَّ بِمَنْ يُتْبِعُ الخطوةَ



إلاَّ بنفسي - أراني



أَتَجَسَّدُ في الأَشياءِ



أرُوحُ بينَهَا كالهائمِ في ذِكْرَى



أقتربُ من حَدْسِ الخروجْ



........................



ما رأيْتُ مَرَاكِبَ في زينةٍ



تُبْهِجُ ليلَ العين



رؤوسَ أشجارٍ - إِلاَّ من العتمة



ما سكَنْتُ إِلى طيفِ عِطْرٍ



وما بَقِيْتُ على خاطرْ



....................



سُوقٌ عظيمةٌ



تَبْلَعُ صوتَ الفأسِ



صمتٌ بَلَغَ الجُّذُورْ







النَّملُ لا يهتمُّ بامرأةٍ



تحرقُ تاريخهَا بينما تُوْلَدُ



مَنْ أَضَاءَكَ يا ماضي



يُضِيؤُكَ يا قَادِمُ



لا يحرقُ المراكبَ أو يُلَوِّثُ القلوبْ؟!.







فضاء







هَبْ أَبْيَضَ بيننا ظُنَّهُ           دَعْهُ



ورَوِّجْ مِسَاحَةً لنتقابل



بين أَنْ نَدَعَ اللَّوْنَ لحالِهِ



نَظُنُّ الفَرَاغَ الذي بيننا مكثَّفاً بالدوائرِ







هَاتِ الأَبارقَ



مِنْ كُلِّ مَعْدِنٍ لِيَرِنَّ الحنينُ



ونُشْغَلُ عن بعضِنا بِقَفْلِ الثقوبِ



من الطّينِ



مِمَّا تبقَّى من الوضوءْ







دَعِ الأَبْيَضَ



واْْنْشَغِلْ بي - واقفاً أََمامَ البيتْ



الرَّائحونُ يعودون إلاِّ بِضْعَةَ الأَطفالِ



يمتطون أَحلامي



ويلعبونَ بالتُّرابِ







يبعثرونه بينهم



غافلين عَنِّي وعن الظِّلِّ



يَسحبُ العمرَ نحوَ أَريكةِ النّسيانِ



دَعْ لِي ولَهُ - الأَبيضُ



عَبقَ البقاءِ على السَّطْحِ المرهَقِ







دعني أُمَرِّرُ الأَشياءَ كالعابِرِ



في سطحٍ أَحِسُّ به



وأَغْمُرُ بيتي بأَعماقِهِ



أَسكُنُ أَشلاءَ المصابيحِ



أطفو على كُلِّ ذِكْرَى



بين ضحكةٍ قُرْبَ حائطٍ



وبكاءٍ على جدِارْ







هَبِ الغُبَارَ - صديقي - هَبِ الصُّورةَ مسكَنَهُ



دَعْنَا نكاشِفُ سُوسَ اليقينِ



ونخلعُ عن بعضِنَا سُتَرَ الحالِ



أُنْشُرْ معي لونَ البساطةِ



إنْ تراني أُرَوِّجُ ضوءاً



رَوِّجْ لقلبِكَ أنْ يَطْمَئنّ.







مَحَاق







أنْتَ لا تدري لماذا ..



...  ... ...



عاطلٌ يمشي على ساقِ الظَّهيرةِ



يُقْفِلَ الفَجْرَ ويمضي



عالقاً



بمزاليجِ المَسَاء المهمَل



من غبارٍ ورغائبَ وزيوتٍ







وهو لا يدري



يُمَنْطِقُ الوقتَ عَلَى كَيفِهِ



يَصُفُّ ماكِينَاتِ اللُّهاثِ على رُكْبَتِهْ



ويَنْفُضُ العَرَقَ من احتمالاتِهِ



دون أَنْ يَذُوب







هَلْ تَرَى أُنثى تُلَوِّحُ أُخْرَى



جسداً ماثلاً آخرَ



أَمْ عُصْبَةُ الأَعضاءِ



تُشَوِّشُ العالَمَ



تُصْغِي فجأةً



دون أن يدري وتدري ؟!.







تَظَلِّينَ بعيدة







أَبقيني مَعَكْ



حيثُ النَّجَاة - الشِّرَاكُ - المَهَاوِي



أَنتِ وحيدةٌ



منهوبةُ الخفِيِّ







مُذْ



عَرَقٌ أَسْدَلَ السِّرَّ



واْقْتَرَبَ من الثُّقْبِ بالصَّدَأ



الخنجرُ



هَاتِي جدولَ الفَاسِدِ من نَدَمٍ



إِبقيني مَعَكْ



مُعْطَىً لتصريفِ المتخَثِّرِ



أَعْذَبَ مِنْ خَيْطٍ مُسْدَلٍ على بقيَّةِ الإِناءِ



واحداً مِنْ كُلِّ عَينٍ



ومَرْكَزَ اْْشْتِعَالٍ، بِعذوبَةٍ



مُركَّزَاً تَحْتَ ثُقب!

View sudan's Full Portfolio