مصطفى سنــد : هـــذى سـاقـيـة شــعـرٍ قـــد جــفَّ





هـــذى سـاقـيـة شــعـرٍ قـــد جــفَّ.

وحــيــن سـمـعـت الــصـارخ بـاسـمـي

قــمــت دلــفــت لأبــحــث عــنـي.

كــــان هــنـالـك شــــىء يــسـقـط

كــــــانـــــت أمـــــــــــى

الأرض الـــمــهــتــزة تـــبـــكــى

كــيــف تــهــدل مــنــى وجــعــى

كـيـف سـأبـقى نـقـشا فـى صـدر الألـواح..

كـــان الـبـدر الـقـاسى يـأمـل أن يـتـخفى

تـحت غـصون الـوجه الأصـبح مـن كل صباح..

كــانــت كــفــاه كــمــا الأغــصـان

الـــــمـــــنــــســــوجــــة

مــــــن عـــصـــب الــخــضـرة

تــصــعــد..تــنــزل..تــصــعـ ـد..

لا أحـــزان بـغـيـر الـمـوت ولا أفــراح..

كـانت رابـعة الـشمس هنالك فى العينين المشرقتين

كـــدهـــلــيــز أخـــــضـــــر

مــــن ســيــرة كــــل الأجــــداد..

ســــــالـــــت نـــــحـــــوى

سـرا..سـرا..كـانت تـتـفـتح حـيـن تــذوب

وتــــنــــفـــث عـــــطـــــرا

لـيـس يـراه سـوى الإخـلاص لـتوق هـداى..

وعـــيـــون الــثــقــة الــكــبـرى

فـــــى أنـــــى عــــز وحــــدى

مــسـطـور فــــى ســفـر الأمــجـاد..

مــــــن أول هــــــذا الــفــتــح

الـــــى آخـــــر عــــرق فــيــه

ومــــن فــوضــاه الـــى فــوضـاى..

أتــمــدد أو أتــداخــل فـــى بـعـضـى

طــيــرا يـقـبـض..يـمسك..ثم يــفـيـض

ويرحل فى الآفاق بغير كلام..غير جواب..غير سؤال..

هــــل ســــأراه كــمــا يـتـشـكل..؟

كــان يـصـوغ الـبـحر ويـمـحو إلا إسـمى i

حـــيـــن عـــبـــرت لـــهـــوت

وحـــيـــن لـــهـــوت صـــعــدت

لاى بـــاب لـيـس يــراه شـقـى الـحـال..

مـا أصفى هذا النبع الصادر من تقفبة النص الإنسانى

ومــن إرنــان لا تـتـألق فـيه جـسور الـحس

ولا تـتـفتح غـيـر شـجـون مــن أقــوال..

***

عــــذبــــنـــى حـــــســـــى

لا .. عـذبنى أنـى أفـتح نـافذة مـن دفْ الماضى

لأسـيـر بـهـا نـحـو الـقـادم فـى الـمجهول..

أتـوكـأ ظــلا مــن دنـيـا أغـرب مـا فـيها

أن الـبـصر الـخائف يـتحنى فـى خـدر امـراة

مــــــن حـــــرف مــصــقـول...

ويـــعــود حــســيـرا لا يــتـوهـج إلا

حــيــن يــسـاق الـــى ظــمـأ أروى..

أو يــغــرق فــــى حــمـأ مـسـنـون..

هـــذى سـاقـيـة مـــن شــعـر جـــف

ومـــــن يــــأس مــثــل الــلـيـل

ومــــــن نــــــار وشـــجـــون..

مــيـلاد أكــبـر مـــن وجـــع الـدنـيـا

وجــنـون أكــبـر مـــن كــل جـنـون..

شـهـقـات..فـيـها مـطـر..فـيـها شــجــر

فـيـها نـخـل ظــل يـهـاجر كــل صـبـاح

بـــيــن الــطـلـع الأول والــعـرجـون..

أشــــهــــيـــد قـــــلـــــت؟

أم الأشــواق دعـتك فـصرت قـميصا لـلعشاق؟

الـبـحر يـعـيد الـزرقـة لـلأنـهار الـمنتكسات

وأنــــت تــصــب الــزيـت الــبـارد

فــى الـكـلمات الـمـنطفئات عـلـى الأوراق..

والأرض .. الأم.. تـفـتش فـيـك عـن الـماضى

عـــــــــن ذاك الــــيــــوم الأول

حــيــن عــبــرت ومـــا أصـغـيـت..

هــــل أنــــت كــمــال مــحــض؟

أم أنــــــك نـــقـــص مـــحــض؟

أم أن كـــمــالــك أن تــتــنــاقـص ،

أن تــــــــتــــــــآكـــــــل

أن تـبـقـى قـنـديـلا فــى عـتـمات الـدنـيا

تــبـحـث عــــن قــطــرة زيـــت..

الــشـعـر نــهــار يــسـطـع فــيــك

وثـــمـــة أحــــــزان تــتــألـق..

لــــكـــن أيـــــــن الــعــمــر؟

وكـل عـناصر هـذى الـدنيا غنت لأشواق الكبرى

أو غــــنـــيـــت لـــلإنـــســـان

فـــــهـــــل غــــنـــيـــت..؟




View sudan's Full Portfolio