قصيدة دار همل للشاعر حمد سليمان (هجيليج







         دارْ هَمَلْ و حِرْمانْ



يا طيْرًا مْصايِـدْ في خَلا العُرْبـانْ

و يا وَلدًا مْهاجرْ فـارَقَ  السُـودانْ

شايلْ هَـمْ ديـارْ الربْعَهْ و الحِبـانْ

و يا الخَلا الزْراعهْ و سَوي ليْهْ دُكانْ

ويا السَووه أفندي وظيْفتَهْ في جْريْبانْ

و يا القافَي الحليْلهْ و تَكامَلْ أمْ دُرْمانْ

ويا الحارْسَ العقابْ ويا أخو الإخْوانْ







يا الدافرَ أمْ حَنيْنْ مِتوَجـهْ القيْـزانْ

ويا التافرَ أمْ جَرّسْ داقِشْ بدونْ عِنْوانْ

و يا القايْدَ أمْ حُوارْ و مْدّرجْ أمْ بيْطانْ

و يا القَيَّدْ جْمالهْ و عُقلهْ في الكِيْعـانْ

في زَمَنَ البنوكْ قروشَهْ في الجُـزلانْ

و في زَمَنَ المُدُنْ آريتَهْ فـي الودْيـانْ

و في زَمَنَ الحَضَرْ بيتَهْ قصّبْ و عْدانْ





يا زوْلاً بقتْ راويْتَهْ بـي الجَرَكـانْ

و يا الخَلا أمْ سَفيفهْ و ودَّعْ  القطرانْ

و في الراكوْبَهْ مِتشَنقِلْ مَعَ السُخْلانْ

مِتوَسِدْ نْعالهْ يْحاحِي فـي الضُبـّان





يا الراكِبْ بْجُوْكِلْ عانِي ليهُو بَكَـانْ

مِنْ ما قامْ مْدَوْدِوْ وفي الحياهْ ضَهْبانْ

لا حافِظ حَدِيْث لا آيـَهْ مِـْن قـرآنْ





يالوارْدَ أمْ دبيْبـَهْ شقـة السَرْحـانْ

بَعَدْ ما غَبّ في الدوْنكِي رَجَعْ قَمْحانْ

جاب الراوْيَهْ فاضْيَهْ والحْمَارْ عَطشانْ

اُخْتَهْ إتديّنَتْ جَـْردَلْ مِـن الجيـْرانْ

لا بْغَدِي الضْيوفْ لا بْسَكِتْ السُغْرانْ





يا طفلاً مْنُوْسِرْ مِنكَفِي و رَمْـدانْ

لا تَطعيْم شَللْ لا جُرْعَهْ ضِدْ يَرَقانْ

مَولودْ بي الحَبلْ دُغْشاً مَـعَ الأذانْ

وفي حُضْن اُمَهْ مِتطَوْطِوْ تقول مُصْرانْ

الفَرْشهْ وغَطاهْ عنيْقريْب و كُومْ خُلقـانْ





يا مْدَمِرْ علي البَطيْخ أبو كيْمانْ

تتايِي البقيْرهْ و تِرْشِدْ الحُمْـلانْ

خايْف الصيف يْجُرْ



لا تلِـمْ هنـاكْ لا هـانْ



لا تمْرُقْ بَهّمْ



لا تكِسْ علي امْ اُخْـوانْ







يا الفارْشَ الحَطبْ في لفَة الصُرْفانْ

الواقِفْ مكَوِعْ جسْمَهْ نُصْ عَرْيـانْ

التيْمِسْ بَراكَ و فاتَكْ النيْسـانْ

و زيْ ما جيْت

تفارقـها  الحيـاهْ  حَيْـرانْ

تِتزَوَدْ همُومْ وتشيْلها بالأطنانْ





يا العانِي الرهيْد و مْنَفِخْ الورْدانْ

جارْ أمْ دلدمايهْ

والحِجْبَـهْ فـي الضِـرْعـانْ

يا الماشاوروهْ

فـي قـرارْ و لا فـي شـانْ

يا المنفـوخْ

علي الفاضِي أبـوكْ يا فـلانْ









يا زولاً مهَجرْ في الرَميل عَرقانْ



ينتِفْ في الترابْ الليْدْ لسان ثعبانْ



فوْلكْ كانْ شْبعْ فايدْتَهْ ما ليْكْ هانْ



وصَمْغَكْ



كان وْلِدْ أوْعَكْ تكون عشْمانْ



لا عِنْدَكْ نَقابَهْ و لا إتحاداً كانْ











يا المَوْجوعْ دَوامْ ومِن الحياهْ قنعـانْ



تدَربْ في الحَصادْ طولَ الزَمنْ تعبانْ



نايْبَكْ فيهْ القليل و غيْـرَكْ الكَسْبـانْ



مَحْصولكْ دَوامْ مَصْلحْتَهْ لي الغُرْبانْ



و تَسْعاهْ و تسَمْنَهْ



و غِيْـرَكْ   يتاجْـرَ   الضـانْ











يا السَوولهْ لجْنه و قفـّلوا البيْبـانْ



لا دَعَمتْ فقيرْ لا عالجَتْ مَرْضانْ



لا نَفَعَتْ بَشَرْ لا أصْلحَتْ حيَـوانْ



و مِنْ زَمَنْ الجْدودْ



يا حْميـدْ ويا حَمْـدانْ



تَدفعوا في العشورْ



وضَـرايبْ القِطعـانْ



لا قَرَنْ البناتْ



لا اتعَلمـوا الصُبْيـانْ



طايْعينْ الحَكَمْ



خُدامَـكْ  السُلطــانْ



تدوكُوا و تَزْرَعوا



شَغّلـة أبـو جُعْـرانْ



لا رَفَعَتْ بَلدْ



لا قَدَّمَــتْ  إنســانْ







دارْكُمْ بَوَّدَتْ



والدَولهْ سادهْ أضـانْ



و جاكُمْ جيشْ جَرادْ



ما خَلاّ فيـها لسـانْ



ما شُفتوا الجَزيرهْ يْرُشْها الطَيَرانْ



تسقيها الترَعْ ما فيها أبو الدُنـانْ











يا السَوولهْ مَجلِسْ ضابط و كُمُنـدانْ



عَشانْ يَنْهِي التَخَلفْ و يَغسِلْ الأحْزانْ



يْرَيسْ ناسْ مْحُمّدْ و ناسْ أبو خْريْبانْ



ويْطورْ زراعة البُورهْ و الخيـرانْ



و في قيْف كلِ حِلهْ يَرفعْ الخـزّانْ



ويْجيْبْ الطبيبْ والدايَهْ لي النِسوانْ



وفي بيوتَ المَدينهْ يْوقِفْ العِمْدانْ



ولمْباتْ النيونْ تشَرفْ الحِيْشـانْ



والمُدُنْ والبَوادي تَبقي أمْن وأمانْ











يا السَوولهْ مَجلِسْ ضابـط وكمُندانْ



السَمُوهُو ريفي دارْ حَمَـْر عُمْيـانْ



الأولْ في المَواشِي



و في الحبُـوبْ شبْعـانْ



يْكُبْ الخيْر صَباحْ



و يَطلـبْ الإحْســانْ



يِترَجَي الإغاثهْ وحُقنَة العَيـّانْ



وماهيْة المدَرسْ وعِلبَة الألوانْ















السَوولهْ مَجلِسْ ضابط وكمُنـدانْ



السَمُوهُو ريفي ليس في الحُسْبانْ



الأولْ في "مَفهومْ" وفي طاعَة الوِليانْ



لا ضافْ مدرسهْ لا طوبهْ في بُنيـانْ



كلْ ما تَطلبونَ "ليسَ فـي الإمْكـانْ"







السَوولهْ مَجلِسْ ضابـط و كمُنـدانْ



السَمُوهُو ريفي دارْ هَمَلْ و حِرْمـانْ



الأولْ في الصَمُغْ و بي الكنوزْ غَنيانْ



يْكُبْ الخيرْ صَباحْ



لـي  الأنْـوطهْ و النيْشـانْ



لا نَمَي البَلدْ لا اهتَمَ بي السُكانْ



يطعِمْهُمْ وُعُودْ ويسقيهُمْ النِسْيانْ.







                                       حمد سليمان محمد (هجيليج)



                               قرية أم جداده مسلم



                               محافظة غبيش/غرب كردفان



                               خلال عام 1978م






Author's Notes/Comments: 

View sudan's Full Portfolio