
| أن تفتحَ نافذةً للبحرِ |
| لتُشرعَ ذاتكَ |
| في الضوءِ الأزرقْ |
| أن تخرجَ من ضحكاتِ رفاقكَ |
| حين يطيلونَ الثرثرةَ أمامَ الموجِ |
| وتدخلَ وحدكَ فيكَ |
| ليأخذك المجهولُ إلى مُدنٍ لم تُخلقْ |
| أن تقفزَ فوقَ حجابِ الوقتِ |
| لتسألَ عن قبرِ الإسكندرِ* أقربَ صاحبِ تكسي |
| فيجيبُك:ذهبَ الموتُ به نحو الأعمقْ!! |
| أن تختبرَ الحدسَ |
| وتمشي في السككِ الخلفيةِ للمخطوطاتِ |
| وتشربَ قهوتكَ المرةَ في غُرفةِ هيباتيا* |
| وهي تعيدُ صياغةَ تعريفِ الموتِ |
| وتشرحُ سفرَ المطلقِ للمطلقْ |
| أن تقطعَ تذكرةً للملأ الأعلى |
| كي تجلسَ بجوارِ أبي العباس المرسي* |
| وتقولَ له: |
| هل كنتَ الواحدَ في الواحدِ؟! |
| كيفَ عبرتَ اللهبَ الكامنَ في الأبوابِ؟! |
| وماذا عن حضرتكَ المنصوبةِ تحت العرشِ؟! |
| وأين وجدت الجزءَ المفقودَ من الشفرةِ؟! |
| حدثني يا مولايَ |
| فبالأسئلةِ يحاصرني الزمنُ الزئبقْ |
| أن تذهبَ في منتصفِ الريحِ |
| إلى الكورنيشِ |
| تعدُ الشايَ لغربتكَ المتوقعةَ، |
| تبعثرُك الصدفةُ حين ترى في الشطِ كفافي* |
| كان يمزقُ مسودتَه الألفَ |
| ويمعنُ في تنقيحِ قصيدته الأولى، |
| حين رآك طواها بين يديه وقامَ |
| فصحتَ به: اسمعني. |
| فاللغةُ ستعمى...والبحرُ سيغرقْ!! |
| أن ترجعَ لرفاقكَ بعدَ الرحلةِ والوهمِ |
| وتغرقَ معهم في الضَحِكِ الصبيانيّ |
| لتدفنَ ذاكرةَ القلبِ المرهقْ! |