بريلو بريلو بريلو

Folder: 
مقالات





                                                                                                                                                                                              



                                                                                           نوزت شمدين



     قبل وصول الستلايت إلى بيتي الذي تخلص والى الأبد من تر نحات ( الاريل ) ووقاحة ( ميس كمر ) وهي تنزلق من على حذاء كبير مرددة" ( بر يلو .. بر يلو .. بر يلو )  ! ، كنت اعتقد وبقلب طيب أن العالم الخارجي وبالتحديد ( الغربي )ينظر إلى من بعيد بعين إنسانية مترقرقة بالدموع لما ألقاه أنا والملايين من أبناء جلدتي من ظلم يومي اسودت على أثره الدنيا في وجوهنا لدرجة أن تحول الوطن بالنسبة إلينا إلى مجرد مساحات من التراب تنتظر توقف قلوبنا لتلتهم أجسادنا بلا اكتراث ، لكن الذي حدث هو أنني واجهت فداحة خطئي وأنا أتنقل مثل مكوك تائه بين قنوات    ( النايل والعرب والاْيرو  سات ) فلقد اكتشفت ذلك الوجه على حقيقته عندما تجلى فجأة مختصرا" مجتمعا" بأسره في شخص بريطاني يدعى ( رو برت كيلوري ) الذي ذكر في مقال صحفي وكأنه يوزع الحلوى على قرائه ( العرب انتحاريون وباترو أطراف ومضطهدون للنساء ، ترى ما لذي قدمه العرب للعالم غير النفط  ؟ ) وبما أن صاحب المقال عضو سابق في مجلس العموم البريطاني ومقدم لبرنامج تلفزيوني واسع الانتشار في أهم محطة إعلامية موجودة هناك فبالتأكيد كان يعني ما يقوله ولم تكن تلك أيضا" زلة لسان ليعتذر عنها  فيما بعد . إذن فهو حنجرة كبيرة تصدح نيابة" عن فئة معينة في المجتمع البريطاني الذي تكبد جيشه مشقة الطريق وعنائه للوصول إلى بلادنا وقدم الغالي والنفيس من اجل تحريرنا !

    لذلك أقول للسيد ( رو برت ) ما الذي قدمتموه انتم للعالم تحت غطاء التكنولوجيا والمظاهر البراقة غير الآ يدز والشذوذ الجنسي وجنون البقر ووزنك ذهب ومن سيربح المليون ؟ اعلم انك لم تقرأ من التأريخ حرفا" واحدا" لذلك فعليك أن تفتش في جامعاتكم عن علمائنا وفي مستشفياتكم عن أطبائنا وفي شوارعكم واحيائكم عن أبنائنا الذين فروا من بطش من نصبتموهم حكاما" عليهم ، وستجد بأنهم قدموا لكم ما حرمت بلدانهم منه .

واعرف انك لم تقصد بوقاحتك تلك  أولئك الذين تحولوا إلى كائنات غريبة بعد أن تخلوا عن جلدهم واسائوا تقليد صرخات المودة لدى البعض ممن ابتلي مجتمعكم به  فراحوا يتحزقون بالبناطيل الضيقة وهم يتعلكون مثل البهائم ويزلطون شعر رأسهم وينبطحون على البلاجات تحت الشمس لتكتسب أجسادهم اللون ( الزنجاري ) عفوا" البرونزي  والفضل لجنونكم أن كثيرا" من شباننا اخذوا يجرون هذه الأيام عمليات لشد الوجه ، واعقد انه قريبا" ستصعد مؤخراتهم لتقترب من أنوفهم ؟!

   نحن في الأصل  أمة امرنا باْن لا نرمي أنفسنا في التهلكة واْن لا نقتل النفس التي حرم الله قتلها ، نحب الحياة الكريمة لانفسنا ولغيرنا ، نبني بيوتنا التي تشكل المرأة عمودها الفقري على أساس من المحبة والاحترام ، لا نعتدي على الغير ولا نرضى أن يفعله معنا ، وان لا نسرق أو نغتاب أو نكذب أو نخون . وتأكد أننا مذ تخلينا عن كل ذلك وتمطت آذاننا للقبض على دقات ( بك بن ) وصفقنا لشذوذ  (ما يكل جاكسون ) واخترعنا في غفلة من التاْريخ خاصرة  ( نجوى فؤاد ) وأمورنا الحياتية متأزمة لدرجة ان اصبح الفساد وعيا" حضاريا" وحفلات السلب والنهب وقتل الأبرياء أعمالا" إنسانية .

     لن تكفي كلمة الاعتذار ولاتاْسفك الغير مقنع في أل ( بي بي سي ) عليك أن تفتش معي عن ممحاة كبيرة نمسح بها كلمة الحقد من عقولنا والى الأبد ، واتصور أن عليك أن تبداْ اولا" لان في يدك ألمايكرفون .


View nawzat's Full Portfolio