غناء هابط آه ونص ..!؟

Folder: 
مقالات

غناء هابط..آه ونص



  

نوزت شمدين







بعد النجاح الساحق الذي حققته أغنيات مثل ( أبو خد مشمشة ، وأنت طالق ، و أحبج يا سميرة خل تزعل أميرة ، و أداري هواي مثل المي بالصينية ) ! . انفجرت قنبلة الغناء العراقي الجديدة ( البرتقالة ) ..!؟ .



انقسمت الآراء حول هذه الفلتة ( الكليبية ) ، فمنهم من استقبلها بشيء من الارتياح لأنها تذكرهم بحماقات الصبا والملاهي بلياليها الملاح . والبعض اكتفى بإبداء الرأي حول المستوى العالي الذي وصلت إليه فتحات الفساتين في العصر الجديد دون الخوض في أمور أخرى قد تلوث سمعته ويتهم بأنه معقد وربما تطور الأمر واتهم بالإرهاب ..!؟ .



آخرون من أصحاب الدراية والنظرة الثاقبة والمعرفة العميقة بالدواخل والخوارج البشرية ، أبدوا حزناً عميقاً على المؤدي المسكين الذي يعتقد بأن الفضل في نجاح أغنيته التي كسرت الدنيا وساهمت بزيادة ملحوظة في مبيعات أطباق الستلايت لدى معظم الأسواق العربية هو لصوته الرخيم المعبر والحنون ..!؟ ، وأكدوا بخبث أنه مجرد سمسار لكن بأسلوب وطريقة فضائية تجنبه تلصص مختار المحلة ، وكبسات الشرطة الليلية المزعجة ، وألسِنة الجيران الطويلة ..؟! .



تلك هي بداية لمرحلة غنائية جديدة ستوجع رؤوسنا لسنوات عديدة قبل أن تنطفئ لتبدأ موجة أخرى ، ومن يدري بأي شكل ستكون هذه المرة ؟. بالرغم من أن ملامح ذلك بدأت تلوح في أفق القنوات الفضائية العربية المتخصصة في الفيديو كليبات ، فهي مجتمعة تظهر المغنين حسب طلبات الجماهير العريضة التي نجت أم كلثوم ومعها فايزة أحمد ومحمد عبد الوهاب من أذواقها العارية .! .



الفن وكما يعرفه الجميع هو انعكاس طبيعي لما آلت إليه أمور المجتمع ، لأنه المعبر عنه وعن ثقافته في أي عصر من العصور . وإذا ما أخذ الأمر بهذا الشكل فعلينا جميعاً أن نقرأ السلام على الملايين من شبابنا ، فكيف نعول على جيل تقوده نانسي عجرم بشعارها المتداول الآن مثل وصفة سحرية ( حبيبي أرب بص .. وبص .. بص ) ..! . فالمعروف عنا كمجتمعات عربية تمسكنا بتقاليد الأولين ومراقبتنا المستمرة لحركة سير الأخلاق التي هي أثمن شيء يمكن للمرء الحصول عليه طوال مسيرته في الحياة . لكن يبدو أن هذا الانحدار الذي دسته يد العولمة مثل سم زعاف سيجرنا للعيش في مجتمعات ميتة كنا والى أمس قريب نتغنى بها ونفتخر بكوننا أجزاء حية منه .



إنها دعوة إلى كل مربي بأن يفتح عيونه جيداً ويباشر بحملة لتثقيف من هم بعهدته فالخطر بيننا ويتسلق النفوس مثل نبتة خبيثة . ابدءوا بنقل ما تختزنوه من وعي ، باشروا حملة التلقيح ضد فيروس الانحلال والوضاعة ، علموا الصغار فن الأدب ، لقنوهم درس القيم ، قبل أن تتسيد الأخلاق المعلبة وتصاب أدمغتهم بجنون الخلق المستورد ..!!؟

View nawzat's Full Portfolio
tags: