سيليا حمادة

شهادة شعرية

 

 

سيليا حمادة 

 

 

 

 

الصقر..

 

خائف

 

الفريسة..

 

خائفة

 

.. هي امنية

 

كي لا يموت الضعفاءْ!!..

 

 

 

 

 

وردني هذا الكتاب عبر الاثير حاملا بين  طياته 122 مقطعا شعريا .وكنت كلما  قرأت قليلا يشغلني عنه شيئا ما في المكتب أو في البيت ، وهذه مشكلة القراءة على الحاسوب.  انا دائما احب ان اقرا كتابا ورقيا يشغل ذهني ويفتح منافذ بصيرتي فكيف اذا كان الكتاب ينتمي الى الشعر. لذا واحتراما للادب العربي والاخ الشاعر  كرم الاعرجي  ،  قررت ان  اطبع   نسخة منه برغم انشغالي، زمنا، مكرسة لهذا الجهد جلسة خاصة، كي اقطع من وقتي وقراته بتأن وتوقفت عند العديد من التعابير والصور الشعرية المؤثرة  حتى انني قلت لزوجي  سليمان ان يقراه ايضا لأنني أعلم أنه يقدر ما ينشره أستاذ كرم على موقع التواصل الاجتماعي  . وتساءلت اين نشر الكتاب ,  برغم انه يحمل رقما للايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد .

 

.لذا اقول : حرام الايقرا متذوقي الكلمة الحرة هذه القصائد الصادقة المعبرة . هذا الكتاب الذي أعتبره اضافة مؤثرة  الى المكتبة العربية,  يستوقف القارئ ، منذ لحظة دخوله الى عالمه: الاهداء , المدخل  اضافة الى القصائد .لابد لي من عودة لقراءته ثانية ،ولا بد ساقراه في كل مرة بعمق اكثر. لان المثير فيه هو الشعر الصادق والعميق ، فالشعر المبدع بالنسبة لي هو رسالة انسانية لايمكن ان تقراه مرة واحدة بل تعود اليه مرارا فزمنه لاينتهي ،  ومدة صلاحيته تتخطى زمن العقل الى معاناة الانسان المستمرة وخاصة في هذا الجزء من العالم .

 

واشارة لبعض من نصوصه،

 

 

 

                                   ( سأكون مهتما..

 

-اكثر من أفلاطون-

 

بقنوات الفضيلةْ

 

وسأدفع بالعقل

 

خارج التطرفْ..!

 

كي لا يشرب السم..

 

من تأثّر –متعمدا-

 

"بسقراط")

 

 

 

والتساؤل مستمر :  كيف جمع كرم الأعرجي بين أفلاطون وسقراط ..في" دعوة لعدم تطرف العقل" ..وكيف" يشرب السم" من مات ؟

 

والخبايا في النصوص كثيرة  في وصفه

 

 

 

للسياسة ,الاحتلال, الوقت, السرقة,الخيانة , اليأس, الحزن "

 

(....كيف نكون ناقمين على الحياة"( ليلتها مغشيا سقطت بظلي خوف تقسيم العراق "

 

كان الصدق  يتجلى واضحا في التعريف بكلام كتبه سواه ,لذلك نشكر تعريفنا،  بشاعرة من سوريا هي( ليندا عبد الباقي)  سنحاول القراءة لها والبحث عن انتاجها الأدبي .

 

وصدق الشاعر حين قال(" الغابة جميلة..ولكن.. بلا أقوياء" ) صحيح يا صديقي ولكن ربما لن تعود غابة... بل قد تصبح واحة أمان عندما نهرب ربما من وطن صار يشبهها

 

"

 

(تمنيت..

 

أن تكون قصائدي

 

أسرع من الضوء

 

هكذا –دائما-

 

اقترح المعادلةْ)

 

  

 

 

", أمنية رائعة،  مع مجازفة أن يتخطى الضوء عالمنا وينقلها الى عالم آخر . ربما هناك دوما علاقة بين الشعر والضوء . وأ نا  كنت قد عبرت عن ذلك في احدى قصائدي (اكتبني نغمة حائرة في ذهن وحي الالهام/وبسمة طفل عبرت بسرعة ضوء أشجاني) .هذه العلاقة  بين الضوء والشعر التي تتجلى في أمنية الشاعر, هل  لأننا ربما نخرج بمكنونات افكارنا  وارواحنا نحو الضوء لكي يقرأنا الآخرون ؟ ولكن ليس بسرعة الضوء!  مع أننا نتمنى ان تنتشر الكلمة الصادقة التي تحيي الخير والمحبة بسرعة الضوء، اذا كان هناك من يمتلك سمعا عابرا  للقارات ، ويا ليتها تستطيع التغيير بسرعة الضوء أيضا.

 

" وبحرارة صدق التلاميذ للأستاذعندما قال نرفض الاحتلال "  والتساؤل مستمر, المشكلة أننا نكتب ونتكلم ولكن هل لكلامنا صدى يحدث تغييرا ايجابيا ؟هذه التساؤلات تغرقنا في الاحباط أحيانا..

 

هذا العنوان الموسوم( بفوضى صور) ذكرني بالكاتبة الرائعة أحلام مستغانمي واصدارها الروائي الثاني" فوضى الحواس" وتساءلت هل الفوضى وصورها يمكن أن تكون حاسة سادسة ملاصقة للانسان المعذب بالحروب وويلاتها في هذا الجزء من العالم ؟

 

"رفضت الصدارة ..... لأنني شاعر" !  بل لأنك كرم الأعرجي شاعر يحمل جراح بلاده وجرح الانسان في كل مكان تتشابه فيه الصور وتتشابك , يستحق كتابك  "فوضى صور" الصدارة في المكتبات العربية وبكل جدارة .

View karam's Full Portfolio