الحلقة الثانية عشرة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة

الحلقة الثانية عشرة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة للمهندس الشربيني

بقلم جمال السائح

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجعات في معاني الاحالات المكرورة

................................................................



فعل الزواج 2 مرة ــ  زوج 2 مرة ــ زواج 1 مرة

لكن كيف سأتزوجها..؟

آه كم أحبك .. هل تتزوجني يا ماهر ..؟

..................

وماذا ستقولين لزوجك ..؟

هل أكتشف زوجها شيئاً ..؟

..................



توقفت الفرشاة في يده ..-       كيف وعده بالزواج ..؟ .. وكيف يستطيع الحياة بدونها آه كم هي مثيرة .. منى صديقتها جميلة أيضاً

.....................





جيل يتصارع مع تنوعات الحداثة

مع تنوعات العولمة

والسفر الى مختلفات اجمل

والاجمل والاجمل

والحيرة بين اشكالها

والتردد في استبعاد اي منها

او الوقوف على اي منها

جيل يمارس الاهتزاز

وروح النسف لكل اشيائه

والاستسلام لمقدراته العاطفية

حتى لو كانت ضعيفة

بسيطة

فضلا عن التنازل

والتراجع عن نيل المطلب

للوصول الى اهداف

ربما كانت ولما تزل

تمثل اوج القمة في افكار نفس الجيل

لانه جيل بات يعيش الخوف

اجتمع في البطل

الموروث والمعاصر من الفكر والتقليد

بين الاجتهاد والتقليد

كان له ان يصرع نفسه

اول باول

ان اول ما له ان يصرعه

نفسه التي بين جنبيه

وبالفعل تمكن في النهاية

حينما عرض له الشيطان

لكن الكاتب

ابرز لنا عمق المواجهة

بين البطل ونفسه المخادعة

بين البطل ومجتمعه المخادع

ذلك الذي يفصل بين المستوى وبين المطلوب

ذلك المجتمع الذي يتمنى اشياء

ويفعل اشياء اخرى .. هي خلافها في الاصل

لانه يتمنى ان يغير من الامر

لكنه حين الفعل

يختار الوانا لا تناسب المشهد

ولا قطعة الصراع في داخل اللوحة

حينما يختار الوانا غامقة

لها ان تجرد الاشكال من طبيعتها الانسانية

وهذا عمق اللا معقول في معالجة الحيثيات الانسانية المشتركة

حين يعمد الانسان الى نسف مكوناته

لعله يستريح ويريح

ذلك حين يعيا في الوقوف على حل مشترك

يرضي كل الاطراف

وفاته ان يقنع نفسه اولا

من ثم يخرج من الداخل

او القناعة الذاتية

الى قناعة خارجية مجتمعية

لانه لم يتخذ له اساسا محكما قويا

فانهار به

كذلك قضية الزواج

لانها عملية مشاركة مجتمعية

لم يستطع ان يتأقلم مع هذه المفردات المتشاكلة

هل يكون له ان يقدم لهذا المجتمع

الذي يفترض به

انه يخبئ سيئاته خلف مظاهره الخداعة

صوره الحقيقية وباشكالها الواقعية المخادعة

هنا يبدأ الصراع

حينما يعي ان الزواج ايضا

بات يشكل لعبة مجتمعية

تنفي عوامل الاشتراك

مع ان المجتمع حوله يعيش مثل هذا المفهوم

لكنه يقول شيئا ويعمل اخر بدلا منه

يعني يتمثل عظيم اللون من الوان النفاق

لذا

كان له ان يجرد لوحته من الوانها الظاهرية

ليلبسها الوانا غير الوانها الواقعية

التي يفترض ان تكون عليها

لكنها

ما كانت تمثل الا الوانها الباطنية والحقيقية

وبلا رتوش

فكان له نفسه

ان يصاب وفي اول وهلة

بعمق الصدمة

هو الذي عرى نفسه

وعرى مجتمعه

لكنه لم يحتمل وقع الصدمة

ربما نفس حبيبته

سوف لا تكون له وفية

سوف تتمثل شيطانا ماردا وفي الغد

لانها تريد سلبه افكاره

لان مبادئه توحي بضرورة عدم التجاوز على حريم غيره

لكن غيره ظالما

فماذا يفعل

لذا

هو لا يحمل ادوات العمل الحقيقية

يعني انه يتمثل الفن والحركة العلمية والثقافية

لكنه حين التطبيق

نجده لا يستطيع الوقوف

او المواصلة

يعني ثمة خلل كبير في نظريته

لانها لا تثبت امام المتغيرات

ولا يقوم لها مقام في المتوقعات

ولا يقر لها اي قرار حيال المستجدات

فكان له ان يصطدم برؤياه

ورؤيا نفس مجتمعه

الذي كان يظنه يمثل خلفية صامدة له

واذا بهذه الاخيرة

تتلاشى هي الاخرى

كما يمكن ان ينقلب مؤيدون لاحدهم

الى متمردين

وفي لحظات

يتلاشى كل امل

وتتهدم صوامع وبيع ومساجد

لان اساسها لم يكن تمثل التقوى في بنيانه

او امره !

انما كان لهنيهات من متاع زينة الحياة الدنيا

الذي له ان يتلاشى

كما لهذا ايضا ان يتلاشى

في اي وقت شاء له بارؤه !

وبشرطها وشروطها ..

واذن

الزواج

معادلة اجتماعية

لم تتحقق فروضها وللان

لانها اساس المجتمع

وهي النواة المحركة لكل ثيماته

لكن البطل عاجز

عن تغيير المدلولات

لذا

كان عاجزا بالاحرى

ان يغير من مجتمعه

لانه حال الاستنطاق لافكاره المنطقية

فان نظرية القياس لديه

لم يصل معها الى نتيجة

فحاول الاستقراء واختراق العدد

وتجاوزه الى الكم

لكنه افتقد في النهاية عروض السبق

وفق كل التقنيات

ووجد نفسه يغالب اشياء

ليس الى حل عقدها من طريق

لانه وحبيبته كانا يمثلان جزءا

من عقدة القياس

وكان القياس مخطوءا

لذا كان للاستقراء ان يتخذ له مسارا

اكثر شائكية

لانه يعتمد اكبر عددا

وكان للبطل ان يجابه مجتمعا برمته

فيضعه الكاتب اخيرا

امام المواجهة

التي يفترض ان يحتكم في اول امرها

الى الصدام مع نفسه

التي تأبى الحراك

لكنها في النهاية احتكرت لغة الفن

وبمعزل عن نفس المجتمع

فاختبطت في نضال مع نفسها

واتقدت اثرها شعلة

لها ان تنير في مقلتيه

معالم الفجأة والجهاد النفسي

واذن

كانت انطلاقة اولية

حتى لو كانت صعبة

للغاية

لانه لا يغير الله ما بقوم

حتى يغيروا ما بانفسهم





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ





الدخان 3 مرات

كان ينفث دخان سيجارته لأعلي ..

تداخلت دوائر الدخان فأحاطت بصدرها المغرور ثم اختفت داخل خصلات شعرها الغجرية ..

دقات قلبه تردد .. من هناك ..؟ أطل من حلقات الدخان علي المكان .. القي السيجارة



.................



يمكننا ان نقتبس بعض المعاني من الدخان

تلك المعاني التي يتيحها لنا النص ها هنا ليس الا

يتمثل الدخان بقدرته على الاستعلاء

بقدرته على التداخل واقتحام الداخل واختفاء دوائره في العمق الاخر

ومن ثم بضعفه الاستمكاني

فهو مستمكن البواطن الاخرى

وهذا في نفس الوقت الذي يكون فيه هو الاخر مستمكنا

لكن هذا الدخان كان له ان يتحرك بفعل قوة اخرى

يعني لا يمكنه ان يتحرك وفق قدراته الذاتية

اما الانسان يبتعثه ويدفع به الى الخارج

او ان شيئا ما يحترق فيتصاعد منه الدخان بقوة الانبساط والانقباض والتفاعل

ثم بقوة الريح

اذن لا بد ان تكون ثمة انسام

او حركة للهواء في داخل الغرفة

ثم ان الدخان له قواه الذاتية

لانه جزء من الغاز الذي له ان ينتشر

فهو يمتلك حدوده الذاتية

طالما ثمت هواء قابل للتنفس في الغرفة

سواء كان غير صالح للتنفس او صالحا له

اذن هو يقبل المد العكسي او التقابلي

ولذا

فنستطيع ان نحتمله عربونا للذاكرة

يمكنها ومن خلاله ان تتناشط وفق معاييرها المعلومة

غير المصرح بها

فان الدخان الذي يحيط بصدرها

في مكان اخر

نجد ان البطل يطل من خلاله

وعلى المكان

انظر

اذن المكان لا يبارحها نسيج البطلة

فانه طالما كان له ان يحيط بصدرها

ويطل البطل في وقت اخر على المكان

فانها هي والمكان اصبحتا جزء من البطل

الذي يغادر دخانه الى اعلى

كريح الروح

كانفاس الروح

حينما تود ان تبتعث نفسها صوب الاعالي

سيكون لها ان تقوم بتجربة

كهذا الدخان

لا يكلف البطل كثيرا

لذا

كانت البطلة تمثل للبطل صورة من المغامرة

او من التجربة ليس الا

الا ان هذه القضية

انتقلت لتمثل صورة اقوى من نفس الدخان

لذا

كان للبطل ان يطل من خلال الدخان

الى المكان

حينما يصدق ان خياله

ما كان له ان ينقلب الا الى واقع

وهو الذي ما اعتاد ان يتعامل الا مع الخيال الصرف

مع اللوحات الخارجة من الروح

لكنه الان حقيقة امام الحب

يحس الحب

لذا هو امام الواقع

وانظر الى دقات القلب

واقترانها الحقيقي والمرير بالدخان

الذي يطل من خلاله على المكان

عندها سيلقي السيجارة

لانه ابصر ان الدخان كما لو كان لا يفيد من نفس السيجارة

والا كان التزم التشبث بهذه الاخيرة

كي يديم تسلطه على المكان

او ربما قائل يقول

انه اراد ان ينسف دوائر الدخان ووهمه

ويتخلص منه

لذا القى السيجارة كي ينقض غزلها الدخاني

وينهي صورها المترامية حوله

لكن

هذا لا يمنع انه اصبح امام صورة حقيقية

تمثلت له بفعل اندهاشاته ومواهبه الخيالية

فهذا الخيال هو الذي ابتعث في داخله

كل هذه التصورات الحقيقية

او تلك التي لها ان تتمازج مع فعل الخيال

بقوة الدخان والاجواء المحيطة به ..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



اللوحة  6 مرات



لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحة التي رسمها ..

دق بيده علي اللوحة .. قفزت ابتسامة ساخرة من مكمنها ..

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة ..

جلس إلي لوحة الرسم .. حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلى اللوحة

جحظت عيناه .. كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة  ..



.....................



اللوحة تمثل رصيدا حيا للبطل

تمثل مرجعية الفنان

موروثه وحاضره وماضيه ومستقبله

فلئن يتم نسفها

يعني ان يتم نسف مرجعيته

وان لم تتمتع مرجعيته بحداثة

يعني انها بحاجة الى الوان اخرى

الى نوع من الفن والقدرة والالهام والموهبة والابداع

غير التي عنده

فاللوحة انقلبت بعدا رمزيا غير عادي

يجمع ما بين الحقيقة والخيال

ما بين اللوحة المادية والصورة المطبوعة فيها

ما بين الحركة والصمت

ما بين الالوان والفراغ من هذه الاخيرة

ما بين صفات صماء وما بين الوجود الملون

وثمة فرق شاسع ما بين لوحة فارغة ولوحة مرسومة

ثم ان الشيطان يتراقص فوق اللوحة

ومرة الفرشاة تتراقص فوقها

ومرة تصدر ابتسامات ساخرة عن اديمها

....

ومرة تعرب عن تمردها

حين يدق على اللوحة فترسل اليه ابتسامة ساخرة

فهل كان مثل ذلك

تنديدا

تجاه دقه

من ثم

حينما يضيف كميات اكبر من المعتاد الى لوحته

نراها تتمرد وتوعز الى الفرشاة في يده بالتحرر من قبضة يده

لنرى هذه تسقط من يده  

او حينما توعز اليها بالرقص فوقها

او حين توعز الى الشيطان بان يرقص فوقها

رغم الراي القائل بذاتية مثل تلك الاعمال

وحين افراغ خواطره مع الالوان

نراها توعز الى الفرشاة بالكف والتوقف عن الحركة

ماذا يمكن ان نستنبط من كل هذا

هل اللوحة تمثل عمره

الزمني وغير الزمني

هل تمثل سنين عمره في داخل هذه الغرفة

وهل لغيرها ان يتمثل سني عمره خارج الغرفة

هل يمكن ان يمثل اقترانه بالبطلة

تواصل منه مع سني عمره الاتية

وهل يمكن ان يمثل عدم اقترانه بالبطلة

عدم تواصل منه مع سني عمره الاتية

لذا كان للشيطان ان يتراقص فوق اللوحة

ومن قبل كانت الفرشاة هي التي تتراقص

لان الشيطان كان اصبح قرينه بدلا منها

يعني بدلا من الفرشاة

او الحبيبة

لذا

كان بديهيا ان يختار السواد

ومن قبل ان يتراقص الشيطان

كي يوشح لوحته بصبغه

لذا

فان اللوحة تمثل زمنيا عمره وكثافته الحياتية

من العيش الاكيد والعمر الحافل بالموهبة

وفي داخل النطاق العلمي لقريحته الفنية

اما حين ينسل الهواء الى غرفته

فان ضخ هذا العمر

ليتوقف على عمق الاستعداد الذي كان دعم به نفسه

ومن قبل

لذا كان للوحته ان تتعرض الى عدة امتحانات

واختبارات

وبمعية فرشاته

وبغير معزل عنه ابدا

لانه كان يمثل المحور الكامل والتام

لكل تلك الاكسسوارات والاشياء التي تحيط به

وتشكل عصب الحياة الى فنه والوانه وحياته الداخلية

وعلميته التي يستبطنها او ..

تنطوي عليها فنونه الشخصية وعوامله الانسانية

لذا

هو يعيش الحركة ما بين التواصل العمري وعدمه

هو امام تحد صارم قوي

اما ان يقف مع حبيبته

فيضمن تواصله التقني

والا

كان سيكون حظه خلاف هذا

وهذا ما كان من خسارته للرقص

وفنه

لان لفن الرقص تواصل واتصال

مع عوالم الرسم

فحينما تنتج ارقام ازمنته اللوحتية شيطانا اسود

لا بد وان يكون احتل مساحة حبيبته فيها

بعد ان ترامت الفرشاة واصبحت معطلة

ولم تصبح كذلك

حتى كانت يده كذلك

لذا

ففنيته تضمن له الخلاص من اشلاء الماضي

تلك الهياكل الكامنة في لوحته

تلك التي يجب ان يتخلص منها

لكنه ماذا فعل

ابتعثها واقام لها نصبا

بدلا من ان يلقيها جانبا

ومن ثم يعمل على التخلص منها

بمعية فرشاته

وقوة الحب الكامنة في حبيبته

لكنه اصبح بطلا مأزوما

حقا انقلب فنانا يعيش ازمة لوحته حقيقة

ومن دون خيال

وبشكل فاحش فاضح !

ومن ثم

هل اللوحة تمثل ذلك اللوح المحفوظ

الذي يعبر عن نسختين

نسخة عند الاله

ونسخة عند البشر

يمكن ان يطلع الخلق على الاخيرة

وفق قدرات خاصة

ويمكن ان يغير الاله في الاولى

من دون علم البشر

وهو ما يعلن عن فنية البداء لدى فلسفة الالوهية

فيبدو لله ما فيه تغيير للقضاء والاقدار

لا عن جهل معاذ الله

ولكن عن دراية بما ستؤول اليه المصائر من الاحوال

وهي ما يجهلها البشر

ويظنون ان الله قد غير من نظرته

بعد ان حصل له علم بعد جهل

وهذه الاشياء منزه عنها الرب تعالى

ثم

لوحة الاقدار والمصائر

ربما كانت تمثل شيئا من هذا

وغيرها ..



ـــــــــــــــــــــــــــ



مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh



2006-05-29




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: