الحلقة الرابعة عشرة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة

الحلقة الرابعة عشرة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة للمهندس الشربيني

بقلم جمال السائح

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجعات في معاني الاحالات المكرورة

................................................................



الالوان   4  مرات

... ألقى بفرشاة الألوان جانبا

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة وقد تضاربت أفكاره



....................





الالوان غير اللون

والالوان غير الالوان الاربعة

ربما استخدم الوانا اخرى

لكننا لم نلحظ في القصة سوى اربعة الوان

سنأتي على مناقشتها فيما بعد

لكن مجموع الالوان

يمثل الوان الحياة

الوان العيش

الوان النضال

الوان التصابر

الوان الحب

الوان الجسد

الوان الفن

الوان الوعي

الوان الوجه

الوان الخطيئة

الوان اللقاء

الوان القبلة

الوان الاحتضان

الوان الجنس

الوان العاطفة

الوان التعامل

الوان الرجل

الوان المرأة

فتكون مرة المراة امراة

وتكون زوجة

وتكون ام

وتكون خاطئة

وتكون عاشقة

وتكون ناشزة

وتكون مغرمة

وتكون كارهة

وتكون محبة

وتكون مشمئزة

وتكون نكدية

وتكون مداعبة

وتكون صبورة

وتكون غير صبورة

وكذلك الرجل ..

لكن لماذا تكرار كلمة الوان لاربعة مرات

ولماذا هذه الاربعة كان لها ثقل معين في القصة

هل لان الله بنى الارض في اربعة ايام

ثم اكملها في يومين

ثم ما صلتها بالالوان الاربعة المميزة في القصة

وهي الاصفر والابيض والاحمر والاسود

هل هي علة تصادفية

ام علة تأخاذية

تعمل على استسلام النص حين وخزه

وايقاظ الصحة اللفظية فيه

بعد تطابق الموارد

بالتالي

سنصل الى تفعيل مقصود بسبب غير مقصود من الكاتب

هل هي تلك الغايات الدفينة في سراديب النص

تلك هي نفسها التي تسجل عبقات من الورد التقني في داخل الدلالات المترامية

نعم

تلك التي تترامى رغم التماسك او الاسترخاء في مفاصل الحدث

او مناخات المدلولات جميعا

وبمعزل عن مناخات نفس النصيات داخل النص الواحد

فرشاة الالوان 2 مرة

خواطره مع  الالوان 1 مرة

باليتة الالوان

ثم فرشاة الالوان دائما مع الالوان تكون في وضع مسترخي

يعني ملقاة

...

ألقى بفرشاة الألوان جانبا

وفرشاة الالوان ملقاة على الارض

لكن ..

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده

حاول تجسيد الحالة التي يفكر في ابّانها

حاول ان يترجم شيئا من الصبر

ليحكي قصة القلب

لكنه لم يستطع

وانشغل بلون التوت

ورقة التوت

لانه كان فنانا اكثر منه عاشقا

تغلب فيه القلب الفنان على القلب العاشق

لذا لم يستطع اكمال لوحته

لان الفنان يجب عليه ومن قبل ان ..

يكون فنانا

ان يكون عاشقا

وان يتمثل العشق

وان يدع الاخرين يحسدونه على مثل هذا العشق

هكذا كانت تحبه صاحبته

كانت تعيش معه نفس الفنان العاشق

لكنه خانها حينما اكتشفت فيه ان العاشق فيه ..

لا وجود له

الا مع فنه

يعني حينما ارادته ان يكثف عشقه لها

جاءها هو ولوحته

ارادته في البداية كذلك

لكنها في ظرف اخر

اكثر خصوصية

ارادته ذلك العاشق

لكنه جاءها هو وكل اغراضه واشيائه

مثل حبيبة تدعو حبيبها الذي يعمل ضابطا في الجيش

واذا به ياتيها بتمام ثيابه العسكرية ونياشينه

وكافة اسلحته واجهزته السلكية واللاسلكية

واحال ليلتها الى معركة ليلية

فلم تتبين فيه العاطفة

بل تميزت فيه النبرة العسكرية القاسية

لكن ما نعرفه نحن

ان العسكري حينما يصل حبيبته في ايام الاجازة

يصبح انسانا ودودا

يوظف انضباطه عاطفيا

يفرغ كل صمته العاطفي الذي التزمه في ثكنات الجيش ورباياه

في قارورة قلب حبيبه

بعد ان يصهره في اشكال وصور تتناسب و ..

مشاعر الحبيبة المرهفة

لا ان يستعرض قدراته العسكرية بين يديها

انا اذكر فلم الرجل ذو اللحية الزرقاء

حينما اصابته احدى النساء في كبريائه

بعد ان استيأست من قدرته الجنسية

وهو القائد العسكري العظيم

صاحب النياشين الرائعة

والمنتصر في معظم معاركه

ذلك حينما قالت له بعد ان وجدته لا يقوى على ممارسة الجنس

معها لانه كان عنينا

قالت له

اريد رجلا

ولا اريد بطلا

هنا نفس المشكلة تتازم

ولكن بصورة اخرى

صورة تتشظى في ابعد معانيها

فضلا عن اصطحابه ادوات الرسم الى مهجع الحب ومرسم الجسد

وسرير الحب

فانه خان بمشاعرها

لم يقدم نفسه البطل والحبيب

بل قدم لها نفسه بطلا وحبيبا ممنوع من العمل بايهما شاءت

يعني اثبت لها ابداعه وفنيته

واثبت لها انه بمقدوره ان يأسر قلب امرأة

مثلما فعل مع قلبها واستسلمت له

واقرت بخضوع قلبها لقلبه

وجسدها لجسده

لكنه في نفس الوقت

اثبت لها انه عاجز على ان يلبي رغباتها

النفسية والجسدية

ولاطول وقت تنتظره منه

يعني عاجز عن ترجمة بطولته

وعاجز عن ترجمة فنيته وذوقيته

مع انه يمتلكهما

لذا من يكون عاجزا عن تجسيد اشياء

فهو ومن لا يمتلكها سواء

يعني سيكون بحكم الفاقد للشيء

لان الفاقد للشيء لا يعطيه

بل المالك له هو القادر على اعطائه

بعد تسلطه على القرار النظري والعملي

ثم

غمس الفرشاة في باليتة الالوان

يعبر عن استيحاء تام

بضرورة العمل

لكنه كان يحسن العمل

غير انه ما كان يحسن الانتهاء منه

لذا

بقيت اللوحة معلقة

حتى سقطت بيد الشيطان

كما سقطت عواصم الخلافة الاسلامية

بعد ان كانت السلطات بيد الخلفاء

لكنهم حين احسوا بانهم لا يحسنون الصنع

باتوا كمن فقد السلطة والقدرة معا

بعدها افتقدوها عمليا

لذا هو الاخر افتقدها عمليا في النهاية

حين وجد نفسه يخلط الوانا غير متعادلة

غير متناسبة مع اللوحة

وان يضع لانثى شوارب وحواجب غليظة

حينها وصل الحد الكامل من السقوط

هذا السقوط الذي اتاح لشيطان الاستعمار ان ينفذ

ويعلن عن دولته فوق لوحته

وقضي الامر

وما كانت الضحية

الا حبيبته

لكن متى

بعد ان اصبحت هي فنه وحبه

يعني خسر الحب

وخسر الفن ايضا

خسرهما معا

وفي نقطة متراكمة واحدة

كانت هي نقطة الانطلاق لثوابت ومتحركات السلب

في الجانب الاخر ..



ــــــــــــــــــــــــــــــ



لون 4 مرات



توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

ابتسامتها تتسع .. كانت صفراء .. أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها ..

يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



........................................



كلمة لون مفردة

تعبر عن لون واحد

ومعنى للون واحد

ولطريقة واحدة

ولهدف واحد

ثم

ان البطل ربما كان يفكر بنفسه فقط

من خلال كلمة لون

ربما كان يفكر بها بمعزل عن حبه لها

اللون الاسود

ثم لون ورقة التوت وردت في مرتين

واللون الابيض

لتغيير ابتسامتها الصفراء

ونحن ندرك ان الابتسامة الصفراء

لا يغيرها اللون الابيض

لانها تعابير ترتسم في الوجه

وبفضل تغيير في التعبير

سيتم خلق قدرة على تمييز ابتسامة غير صفراء

وليس عبر اضافة اللون الابيض

لان الابتسامة الصفراء ما كان للون الاصفر ان يميزها

او يلونها كي يكون بوسع الابيض في وقتها تغييرها

...

ثم وعلى الظاهر

انه كان يحاول ان يغير ابتسامتها الصفراء بلون ابيض

انه يحاول ان يجرها الى حلوله

ويكفها عن التهور

وابتسامتها الصفراء

ما كانت الا وجه حياتها الذي انقلب مرارة واذى

لانها باتت تحيا مع رجل (زوجها) لا تحبه

وتتطلع الى اليوم الذي تحيا فيه مع البطل

يعني حبيبها الجديد

وفي اليوم

لكنه كان آحادي الحلول

ربما لا تفهم حلوله

لكنه كان يحاول افهامها

رغم صعوبة الامر

واخيرا

فهو من الرجال الذين يعتمدون على انفسهم

اكثر مما يحاولون ومن خلال الاخرين

تفهم احوالهم

او من خلال قياس ظروفهم

تفهم معاناتهم

لانه كان يقيس الاشياء كلها

من خلاله نفسه

من خلال قدرته على التلوين والرسم

يوظف مهارته الفنية في حلول احادية

والامر يبدو صعبا للغاية

لان للفن مساحته

وللحياة مساحتها الاوسع والاكبر والاشمل

والاحادية دائما تشي باصحابها

وتقود بهم الى الاعتقاد المغالب برأيهم

دون اراء الاخرين

حتى لو استصوبوا اراء هؤلاء الاخيرين

لكنهم بالتالي لا يهتموا الا برأيهم الشخصي

ثم بقوانينهم المبدئية حتى لو كانت قديمة

ما عاد يصلح العمل بها في اليوم

فحبيبته وعلى الظاهر

كانت تبكي وتنتحب وتجهش

لكنه كان باردا وللغاية

باعتباره انه كان يحاول اطفاء ثورتها

واخماد لون الصفرة فيها

وان الوانه المحتمية

لم تتمازج

لذا لم تتوالد بعد ثورة

حين تتفاعل الالوان بعضها مع البعض

كذرات الهواء في الغيوم

الموجبة منها والثابتة

فثورته كانت خافضة للاجنحة

ولم تكن بمثل تلك الثورة التي كانت تتمتع بها حبيبته

انها كانت قيضا من جنوح نحو الافتعال وبلون الشمس

اصفر

لاهب

يعني نيران لاهبة

رغم ان الصفراء فيها ما كانت الا ابتسامة

فهذه الاخيرة لها شحناتها التي لم تتفجر بعد

لكنها كانت تتفجر في داخل حبيبتها

وكانت تنقل له الصورة

لكنه ظل يفهمها ويحاول ان يقلبها الى لوحة باردة

لكنها متى ما ثارت

قلبت له نفس اللوحة

وكان وقتها الشيطان

لان المرء حينما لا يتدخل في الوقت المناسب

يجد ان حليفه او الاخرين سيكون لهم ان يتدخلوا

ووقتها سيتيحوا للشيطان ان يرقص فوق نيران لوحة الحياة

يعني حينما لا يتدخل العقلاء في الامر

ويحلو الازمة

تحت ذريعة الصبر

سيوفروا الحجة لاخرين كي يتدخلوا

وهم ما كانوا بالاصلح في التدخل ولوحدهم

لانهم حين سيتدخلون

لهم ان يفسدوا

كما حصل حين وجدت حبيبته نفسها وحدها

وانقلبت رجلا يعتمد على نفسه

مثلها مثله

بعد ان رسم لها شاربا وحاجبين

هنا كانت وحدها

وارادت حل المشكلة لوحدها

فالظاهر ان حياتها احيلت الى جحيم

بعد ان كان اللون الواحد يوحي لنا

بانها اقدمت لمواجهة زوجها ولوحدها

وكان الشيطان متربصا بها

ونفس البطل هو الاخر كان قد اغرى بها

من حيث يشعر ولا يشعر

حينما كان تركها لوحدها

تواجه المجهول

لكن الشيطان كان في انتظارها

حين يكون له ان يهدم بيتها

ويحيل امالها الى يباب

فلا هي بالتي سوف تحتفظ بزوجها

بعد مثل هذا القرار

ولا هي بالتي سوف تنال البطل

لان البطل

ليس من الرجال

الذين يقدرون تضحية مثل هذه المرأة

لذا

فاننا سنراه حتما

لو كان للنص ان يتواصل ولاكثر من هذا كله

نعم سنراه يقف لا يحير جوابا

امام تضحيات هذه المراة

وهي تقول له

لقد تخلصت منه

والان جاء دورك لتفي بوعدك

سنتزوج .. اليس كذلك

لكنه سيفاجأها في الوقت نفسه

بنفس هذه البسمة الصفراء

والتي كان حاول في يوم من الايام

ان ينقذها منها خوف ان تاتي بما يفسد عليه الحياة معها هكذا

ووفق مواعيد وليس زواج

لكنها ستواجهه بنفس هذه البسمة الصفراء

التي تصور يوما انها تحملها

وهي علامة الخيبة

والندم

وانه لا يستحق التضحية

لذا كان له ان يغير في جنسيتها الانثوية

كي لا تصلح بعدها للاقتران به

او لا يصلح لكي يقترن بها

لانها ستكون وقتها مذكر

كما حاول يوما من قبل

ان يحيلها كذلك

حين تركها لوحدها

وصنع منها رجلا مفردا

لونا واحدا

احاديا

كي تواجه ولوحدها زوجها

بمثل هذا القرار الصعب والحالة المأزومة !

فالوحدة وبرمتها امر قاتل

ان تفرد بالانسان ..

وباي شخص

حتى لو كان رجلا

لانه سيكون بلا اعوان

فكيف بامراة

حاول حبيبها ان يلبسها ثوب رجلا

ثم ارسل بها الى ميدان القتال

لتدافع عنه وتقاتل بدلا منه ..!





ـــــــــــــــــــــــــــــ





مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh



2006-05-29




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: