الحلقة السابعة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع فاديا الف

الحلقة السابعة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع الكاتبة فاديا الفقير

بقلم : جمال السائح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال السادس :



* هل بعد الحادي عشر من سبتمبر تم اكتشاف حقيقة وجودكم في الغرب؟





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مناقشة السؤال السادس :



سؤال مدهش

وغريب في نفس الوقت

قوته تدعم لغة السياسة الدهشوية ..

والتي لها ان تصاحبه

كما لو كان اكتشاف الوجود الاسلامي في الغرب

او الادبي العربي منه

او الاجنبي عن الغرب كله

امرا منوطا بحدث يكاد يتفجر

فهل كانت احداث 11 سبتمبر رحمة

يعني ظاهرها العذاب وباطنها الرحمة

كي يتم الاهتمام بالاجانب العرب اكثر

حتى لو كان مشوبا بالسلبية

كي يتم الالتفات اليهم وبنحو اخر

كي يتم التعايش معهم وبصورة اخرى

كي يتم فرد العشرات من النظريات

لمجرد بحث سبل التعايش مع الاجانب من العرب الوافدين

ورحمة لنفس العرب

كي يعيدوا النظر في قراءاتهم للدين

لانه اصبح لعنة بعد ان كان رحمة

لعنة تصاحب المسافر والراحل في الغرب

بعد ان كان صديقا حميميا له في الغربة

هل اصبحت السمرة تشير الى الرهاب

وهل انقلبت اللكنة في اللغة الى حراك عنصري

وهل انقلب نفس الاجانب العرب الى قوى متشنجة

لا تعي الظرف ولا ضبط النفس

حتى جعل منهم يثور من ليس له في الدين ناقة ولا جمل

فلقد سمعت عن اناس

ما كانوا يهتمون بالادب ولا بالدين ولا بالفنون

انقلبوا توابيت شك تنفجر حالما يلامسها احدهم

اي فخ وقع فيه العرب في الخارج

واقتادهم اليه مجهولون

حتى انك لتكاد تستفز عربي في الخارج

وبأقل نقد كافي

وباقل كلفة

فقط كرر النظر اليه

او امعن فيه قليلا

وستجده كيف يثور على نفسه

وعلى السنة التي وطأت فيها قدماه تلك البلاد

وعلى كل اهل تلك البلاد التي يسكنها في ترحاله

الا يجدر بالادب الاهتمام بتفسير الدين

الا يجدر بالادباء ان يهتموا بالتنظير للدين

وللعقيدة والشرع والاصول والفروع

لكن بشكل ..

بات يشكل الاساس في قواعد اللعبة الادبية  

وهو فنون الادب وتطبيقاته المرنة

لكن خارج حدود المرجعية الدينية الفاشلة فشلا ذريعا

لتكن مرجعة الادب الدينية

حرياته

نفس حرياته

ولنطلق العنان لخيال الادباء

وانظروا كيف لهم ان يحللوا الدين

ويقودوا الناس الى بر الامان

والى الشرعة السمحاء

والصادقة

لا المتطرف منها والمتعنف

الذي تخفق راياته فوق منابر المساجد

دون هوادة

ولا يركن

الا بعد ان يعيث في عقول الشباب شفهيا

بعد ان يلقنه لغة الموت التحريري

كما لو كان الدين لا يحمل سوى لهجة المنون

ولا يرمز الا الى الحتف

وليس وراءه سوى المصائر غير المعلومة

بل المناسك المعلومة

من جهل اصحابها بفنون عللها  ..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



جواب السؤال السادس



* بالطبع لا، أنا شخصيا وصلت إلى مرحلة عدم تصديق ما اقرأ أو أسمع في الغرب، لاتوجد لدي ثقة في كثير من الحقائق التي تقدمها الحكومات البريطانية والأمريكية إلى شعوبها، أصلا لدي أزمة ثقة ،وما ينطبق على نفسي ينطبق على الشعبين الإنجليزي والأمريكي ، وأصبح هناك أزمة ثقة ولانستطيع الجزم بماحدث تحديدا، ليست عندي أشياء واضحة لأنني لا أثق في المعلومات التي بحوزتي.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مناقشة جواب السؤال السادس



فاديا تقول انها ما عادت تطمئن ابدا

الى كل المرجعيات في الغرب

لان فاديا ليست اي فاديا وحسب

فاديا عالمة في الادب

واللغة

وتفهم المجتمعات

يعني باتت تعلم كيف تحارب وبلغة اخرى

وكيف تنازل

هي لا يهمها ان تبقى هناك

وان تواصل سعيها ثمت

لكن قدرها يتيح لها ان تتواصل

ولاكثر من الوقت

فلا تداهن في مسيرتها

كما لو ان على كل امرئ حل ضيفا عند احدهم

ان يتنازل عن كل ما يراه من سلبيات صاحب المأوى

لانه آواه

لا ليس الامر كذلك

ولا فاديا من اياهن

انها اديبة

كما تثور على مجتمعها الذي قيدها

وهي ابنة المدينة والبادية

وابنة الحرية

في نفس الوقت

تعلن ثورتها الادبية والعلمية على نفس المستويات

ضد نفس اولئك الذين يدعون الحرية

ونشر الديمقراطيات

لانه حين لا يفهم الاديب لغة السياسة الغربية

فان هذا ليعني ان سرا ما يتحرك خلف الكواليس

وان الامر خرج من عزلته

واصبح الكل يشارك فيه

ابن البلد والضيف الحال على البلد

لان الامر بات مربكا للغاية

وبات يتعلق باهل البلد قبل ان يتعلق بفاديا واهلها

تسهر على شؤون الغرب

مثلما تسهر على شؤونها نفسها

وشؤون شرقها الاثير

لا تفرق في انسانيتها الادبية

بين شرق وغرب

باتت تمثل بيرقا يحيي الفكر

اينما كان

وليس لها ان تحدث عن عربي او عجمي

لان الامر خرج عن حدود الترسيم الضيق

وباتت المرجعية الدينية  تتخفى غربيا وشرقيا

وبثياب عدة

وبالوان مختلفة

حتى لو كان الكلام خلاف العقل الديني نفسه

فهي الاخوف

يعني ان يتلبس الغرب ثوب الحكيم

وهو خال من الدين والعدالة الدنيوية

سيكون وقتها الامر اصعب

ذلك الامر على الاديب بالاخص

والاديبة

لانهما سيكونا امام جبهات عدة

وفي نفس الوقت لا يتنازلا عن مبادئهما الحقة

فنسف المرجعية الدينية المتطرفة في الشرق

لا يعني الانتصار للمرجعية الدنيوية غير الرشيدة في الغرب

ونسف مفاهيم الاخيرة

لا يعني  الانتصار لمرجعية التشدد والعنف والتطرف في الشرق

حتى لو كانت دينية بحتة

لان الاساس ما عاد يفهم لغة الشرق او الغرب

او لغة الدين او الدنيا

بل خرج الامر عن نطاقه المسؤول

ليدور في اصقاع اشد ملوحة وفيضانا

انها اصقاع الاهداف المتوالدة ..

نتيجة الصدأ الذي علق بالارض بشرقها وغربها

فاصبح الادباء

ومن دون الاعلان عنهم

مرجعيات القوم الرشيدة

وعليهم ان ياخذوا من كل مكان حرياتهم

وان يغربلوا الحضارات والثقافات

كل حسب مرامه ومقاله

ولكل اديب ان يقول قولته وينشد مقصده

وليس لاي مرجعية اخرى حتى لو كانت ادبية

ان توقف من حركته

لانها عندئذ ستكون جزءا من ذلك الصدأ العالق

الذي يجب التخلص منه

او ازالته

او عدم الاكتراث به ابدا

لانه في حينها سيكون التخلص من نفس المركبة ..

كل المركبة المتخمة بالصدأ

امرا مقبولا

بعد نفاد صلاحية العمل بها

وتحويلها الى ركام تدوسها ماكنات التبديل الصناعي

كي تسحق معدنها وتصهره

لتصبه في قوالب جديدة

او حتى ..

تركها  تذوي في مهجورة التاريخ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: