الحلقة السادسة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع فاديا الف

الحلقة السادسة من الدراسة النقدية في حوار ادبي مع الكاتبة فاديا الفقير

بقلم :  جمال السائح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



اجابة فاديا الفقير عن السؤال الخامس :



* لماذا صوت عربي إسلامي واضح وعال في الغرب، أنا هكذا أنظر إلى صوتي، لماذا نريد لجم هذا الصوت ، وماهو السبب وراء هذا الهجوم، يجب توظيف كل طاقاتنا اتجاه الغرب، لأن صورة العرب والمسلمين سئية أصلا ،لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر صارت أكثر، وصارت جزء من حياتهم اليومية الاستمرار في تشويه هذه الصورة ، إذا عددنا قليل ومهمتنا كبيرة وصعبة.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



شرح الاجابة عن السؤال الخامس :

......................................................



تضعنا فاديا هنا امام سؤال خاص وعام

محوري واساسي

لماذا يجب على الغرب احتضان طاقاتنا

وتغذية ابداعاتنا

من ثم نجد في عين الوقت

من يصوب تجاه مثل تلك الطاقات العربية والاسلامية

سيما منها القائمة في الغرب

يصوب اليها سهام ويله ونصاب غرامه غير الاتقى

من الكيد واللؤم والنبال السامة

بينما الغرب يقيم روابطه مع المثقف وثقافته

نعم

انا في نفس الوقت

ارفض هذه المقال التي يتشبث بها دائما

معسولي الكلم والقلم

من ان الغرب يحتضن طاقات العرب

والاسلام

لانه يحاول ابتياعها واختصارها لنفسه

وتوظيفها لخدمة اغراضه

هذا كلام فاسد

لا يرقى ولا حتى الى تخصيص اجابة شافية عنه

لانه مهترئ ومنهار من اول وهلة

نعم

لدينا توثيق فكري

ربما استغلته جهات غربية وشرقية

لاستثماره في سبيل توظيفه لاجل مصالحها

لكن هذه اعداد يسيرة

وهي تدخل في ضمن السياسات المشروطة وغير المشروطة

وهي عادة قائمة بحد ذاتها

حتى نحن العرب والمسلمون

فهاهم المجندون في سبيل اعلاء خصوصيات وعموميات

لتيارات سياسية او اجتماعية

كثير منهم

يعيشون في بلداننا ويمارسون سياسات التطهير

علانية

ضد اخوانهم وضد افكارهم

بينما الغرب لا يفعل

وان يفعل

فهو يقايض ولقاء اجرة تفي بالغرض

يعني ان تشتغل لصالح مؤسستي

وان تخلص لاهدافها لقاء وفائنا بقدرك الفكري والمالي

هذا امر تجاري وعادي

لا علاقة له بالفن او الخلوص للفكر

انت تعمل في جامعة

وعليك ان تدرس فيها

وان تخلص في انجاب جيل يفهم لغة العصر العلمية

من ثم

تدخل الصراعات الفكرية

نعم

ربما يخل البعض

وربما تعترضهم صدامات الحضارات

ويتعرضون الى فصل

او الى عدم تمديد عقودهم

نتيجة لارائهم التي لا تصب في مصبات معينة

لكن كل هذا امر محدود

وهو يتصل بسياسات النسبية ليس الا

يعني لا يزال رهن النسبية في المحدوديات والشموليات

لكننا نرى

كيف لبراهين العقل من مفكري العرب

حينما يبقون في اوطانهم

لا نجد احدا يرعاهم

او يقيم لهم الوزن المتناسب مع كفاءاتهم

لكنهم حين يشدون الرحال

الى بلاد الغرب

نرى اولئك يحتفون بهم

لانهم يتعرفون الى مقدار علميتهم

وحجمهم الاوفى ووزنهم الاشهد

لذا ينزلونهم منزلهم

كرام ينزلون الكرام منازلهم

ونحن اهل الكرم

لا ننزل اهلينا منازلهم

ونحاول فقط ان نستقطب طاقات اجنبية

لكي نتخاذل امامها خاشعين

في نفس الوقت الذي نستهين فيه

بقدراتنا

الخلاقة والمبدعة

كذلك الفن والادب والنقد

فسياسات رواده تشبه والى حد عظيم

سياسات دولنا وقاداتها ومسؤوليها

لان الناس على دين ملوكها !

ونبقى نستهين بكل من رحل عنا

ونحدث عنه بانه فاقد لبكارته العربية

وانه قد تعرّب بعد الهجرة

وخان اوطانه

وترك خدمة اهليه فيها

وفضّل البقاء في دولة الاجانب

يخدم ابناءها

ويستكثر ان يفعل مثله مع ابناء وطنه

سوف لا يزيد كلامنا عن هذا

نعم

له ان يزداد

تشويها وتلويحا وتصديرا بكل اوجه الاخلال

والتهكم لشخص الراحل الى بلاد الغرب

او حتى الشرق الاقصى ..

ثم ..

سيما ان كل هذا الكلام

ليصدر عن الاستاذة فادية الفقير

وهي تشير في نفس الوقت الى كلمة الاسلام في الغرب

كيف لها ان تنهار بفعل الاحداث

وكيف تتحتم على المسلم اعادة تلك الصورة القديمة

الى الاذهان

وعدم السماح باستباحتها من قبل المتفرصين لكل الفرص

وبالذات

فان مثل هذه المسؤولية

لتقع على عاتق الادباء والمفكرين

من كلا الجنسين

شريطة ان تمنح لهم الحريات كافة

كي يعبروا عن خلجاتهم وبكل مضامينها

دون اي تلمس لاي حساسية فكرية او منهجية او اخرى

فضلا عن ضخ المزيد من الدعم لهم

سيما اولئك الذين يعيشون في نفس الخارج

والدول الاجنبية التي تشهد حصاد ومخاضات مختلفة

تجاه المسلمين وافكارهم ومعتقداتهم

وطرائق عيشهم

حتى اذا ما تحرك شخص مثل الاستاذة فاديا والى امام

تتطلع الى الجبهات الثقافية امامها

وهي تخوض غمار التحدي النظري والعملي معا

واذا بها تتلقى الصدمة العاصفة

والخنجر الطاعن في ظهرها

ومن الخلف

من صميم اهلها

وابناء وطنها

بدل ان تلقى الحماية والدعم وتوخي متطلباتها

وحاجاتها ..

هذا شيء يدعو حقا الى التأسف المريع

لاننا لا نبحث قضية شجارات طفولية

حدثت في عمان

انما الامر شجار فكري حاد

بين اشقاء

يحدث امام الناس في الخارج

فحينما يجد الاجنبي ابناء وطن واحد يتشاجرون

فهل له ان يعني باحدهم

وهو الذي يرى احدهم لا يعني بالاخر

اليس بوسعه ان يقول ان افكارهم وايديولوجيتهم مريضة

والا ما كان شابهم مثل هذا الفضول في التناحر

وبالتالي سوف يعزى مثل هذا

الى كل ضعف واخر في المستوى والمطلوب لدينا ..

فكريا وحضاريا

نحن بحاجة الى تلمس حقائقنا بصورة اوضح

في تمازج من الايمان بحرية الفكر دون التلاحي الاجوف والفارغ

حتى اصبحت ازماتنا ومشاكلنا الثقافية والاجتماعية

تثير تندّر الغربيين على مجتمعاتنا وطبيعة العيش عندنا

بعد ان كانت تثير قلقهم ازاء طرائق العيش لدينا

ثم سخرية الثقافة الغربية من ضعف ثقافاتنا المتقوقعة على تاريخها

كما لو كان لا احد يملك موروثا تاريخيا سواها ..

وبالتالي انحسار ايمانهم بكبار مفكرينا ونظرياتنا

لا على سبيل التهكم والاعتباطية والا ما كان لنا ان نكترث

لكن من حيث الاعتقاد الحضاري والتواصل العلمي والثقافي ...

بعد ان كانوا ينظرون الينا بصورة اكثر زهوا وتطلعا

اليس هذا امر لا يمكن ان نُحسَد عليه !

ولا نكاد الا ان نعاجل انفسنا ..

بحلول تتنافى مع كل الرهانات السابقة ..

الذي كنا نحسب اننا عولنا عليه  كثيرا ..

لكننا وللاسف كنا ولا زلنا نعيش في الظل

ولا نفهم ما يحدث خارج اطاره

فلم نكن لنرى وبالتالي ..

سوى انفسنا !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh

View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: